شدد وزير الخارجية الكندى، ستيفان ديون، على أهمية التعاون مع مصر فى العديد من الملفات، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمى والدولى. وأشاد، فى حواره مع «المصرى اليوم»، بنتائج لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، والصراحة التى فوجئ بها الوفد الكندى بشأن التحديات التى تواجه مصر.
■ كيف ترون الوضع الحالى فى مصر؟
- التقينا بالرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارتنا للقاهرة فى 25 مايو الماضى، وكان اللقاء مثمرا للغاية، حيث ناقشنا مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية الهامة، مثل الأمن الاقتصادى والتطورات السياسية وحقوق الإنسان، وكان الرئيس السيسى صريحا تجاه التحديات التى تواجهها مصر، وناقشنا مطولا بعض الطرق التى يمكن لكندا أن تدعم بها مصر فى جهودها الرامية لتوفير فرص أكبر لمواطنيها، كما أكدنا أيضا على أهمية احترام حقوق الإنسان بوصفها حقوقا تأسيسية لمجتمع صحى.
■ هل ناقشتم مساهمة كندا بالمشروعات الاقتصادية فى مصر؟
- كندا تدعم بفاعلية التنمية فى مصر من خلال عدة مشاريع تعزز التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى تعليم وتدريب الشباب المصرى واللاجئين السوريين فى مصر. وخلال زيارتى لمصر ناقشت مع نظرائى المصريين برامج التنمية فى كندا، وشاركت أيضا فى مائدة مستديرة مع شخصيات مصرية بارزة تعمل فى مجال التعليم والتدريب على المهارات.
■ مصر تلعب دورا مهما فى مكافحة الإرهاب.. فهل هناك تعاون كندى مصرى فى هذه القضية؟
- نحن مستمرون فى العمل مع الشركاء الإقليميين، بما فى ذلك مصر من أجل تعزيز التعاون وبناء القدرات فى مجال مكافحة تمويل الإرهاب، ووقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وقد ناقشت خلال زيارتى للقاهرة مع نظيرى وزير الخارجية سامح شكرى إمكانيات التعاون بين مصر وكندا فى هذا الشأن، فضلا عن ذلك فإن مصر وكندا ينسقان جهودهما كأعضاء فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى.
■ هل هناك أى إجراءات تتخذها كندا لتعزيز الاستقرار فى الشرق الأوسط؟
- كندا ملتزمة بالسعى نحو تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم فى الشرق الأوسط، وهذا يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل فى سلام وأمن، ويمكن للأطراف نفسها تحقيق السلام من خلال المفاوضات المباشرة بينها، ولدعم ذلك فإن كندا والشركاء الدوليين الرئيسيين يبحثون سبل تحسين أفق عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، وتنفذ كندا استراتيجية شاملة ومتكاملة ومستدامة لمنطقة الشرق الأوسط تهدف إلى مكافحة التطرف العنيف والاستجابة للأزمات الجارية فى العراق وسوريا والمساهمة فى التحالف العالمى لمكافحة داعش، وتشمل استراتيجية كندا التركيز على التدريب العسكرى والانخراط الدبلوماسى والمساعدات الإنسانية فضلا عن تطوير وتمكين برامج الأمن لتعزيز الاستقرار الإقليمى.
■ ماذا عن موقفكم من الوضع فى سوريا؟
- كندا تواصل دعوتها لجميع أطراف الصراع فى سوريا باحترام التزاماتهم بموجب القانون الإنسانى الدولى، والسماح بالوصول كاملا وبغير قيود إلى السكان المعرضين للخطر لإنقاذ حياتهم ولضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين. وندين الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنسانى الدولى التى يتم ارتكابها فى سوريا، لاسيما من قبل النظام السورى ومؤيديه، وقد حدثت هذه الانتهاكات على الرغم من حقيقة أن حماية السوريين هى أولا وأخيرا أمر واجب على الحكومة السورية، والسوريون الراغبون فى مغادرة سوريا للبحث عن اللجوء إلى بلد آخر يجب السماح لهم بذلك، كما يجب حمايتهم، وذلك تمشيا مع القانون الدولى للاجئين وحقوق الإنسان، ومطلوب تنفيذ وقف إطلاق النار ومراقبته للحد من العنف وتخفيف معاناة السكان المحاصرين.
■ ما أهم الخطوات الواجب اتخاذها للقضاء على داعش برأيكم؟
- التحالف الدولى يحقق مكاسب فى العراق وسوريا، لكن علينا أن ندرك أن داعش توسع اهتمامها وجهودها، كما تقوم بتغيير بعض تكتيكاتها وتشجيع الأفراد الراديكاليين على الانتظار فى منازلهم كخلايا نائمة وتنفيذ هجمات إرهابية بعد ذلك، ويمكن فقط من خلال التعاون والعمل الجماعى أن تكون لدينا القدرة على التصدى لخطر الإرهاب. وأشير فى هذا الصدد إلى سياسة كندا الجديدة التى أعلنها رئيس الوزراء، جاستين ترودو، فى 16 فبراير الماضى لمعالجة الأزمات الجارية فى العراق وسوريا ومواجهة تأثيراتها على المنطقة المحيطة بها من خلال تقديم مساهمة حقيقية للتحالف الدولى فى مكافحته لتنظيم داعش، مع تعزيز قدرات الحكومات الإقليمية والسلطات المحلية للدفاع عن نفسها وإعادة البناء فى المدى الطويل، كما أشير هنا إلى الاجتماعات المثمرة التى جرت فى واشنطن فى 21 يوليو الماضى خلال يومين بحضور وزير الدفاع هارجيت ساجان، مع وزراء دفاع وخارجية الدول المساهمة فى التحالف الدولى لمواجهة داعش، ومناقشة الوضع الراهن فى العراق وسوريا وزيادة تنسيق الجهود العسكرية.
■ ثمة تقارير عن وجود 130 شابا كنديا انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابى، فما الإجراءات التى تم اتخاذها لحماية الشباب الكندى، ومنع انضمام المزيد منهم إلى الجماعات المتطرفة؟
- اتخذت كندا عددا من الخطوات للتصدى للتهديد الذى يشكله سفر المتطرفين، وتشمل أدوات تشريعية مثل قانون السفر الجوى الآمن، والذى يسمح لوزير السلامة العامة لتحديد المخاطر التى تهدد أمن وسائل النقل، فضلا عن التهديدات التى يشكلها الأفراد الذين يسعون إلى السفر إلى الخارج لأغراض تتعلق بالإرهاب، بالإضافة لذلك هناك تغييرات أخيرة فى نظام جوازات السفر الكندية، والتى تخول لوزير السلامة العامة إلغاء ورفض وسحب جواز السفر لمنع أولئك الذين يسعون إلى الانخراط فى نشاطات إرهابية فى الخارج تهدد الأمن القومى، كما تدعم كندا برامج مختلفة مثل تعزيز التفاهم بين الثقافات والأديان والمساعدة على بناء الجسور بين المجتمعات، وتشجيع احترام القيم الديمقراطية وحقوق وواجبات المواطنة، وتعزيز تكافؤ الفرص للأفراد من كافة الأصول، كما تم الإعلان فى الميزانية الكندية لعام 2016 عن إطلاق مكتب لتوعية المجتمع ومواجهة التطرف والعنف، والهدف توفير التوجيه بشأن استجابة كندا لمواجهة التطرف العنيف وتنسيق المبادرات المحلية، وتوفير التمويل لدعم البحوث وبناء القدرات المجتمعية من خلال برنامج المنح والاشتراكات. وعلى الصعيد العالمى تعمل كندا مع الشركاء فى مجموعة من المؤسسات المتعددة الأطراف للتصدى للتهديد الذى يشكله المقاتلون الإرهابيون الأجانب، وتشمل هذه الجهود مجموعة المنتدى العالمى لمكافحة المقاتلين الأجانب، والتحالف العالمى لمواجهة داعش ووقف تدفق المقاتلين الأجانب الإرهابيين.
■ تتجه الحكومة الكندية نحو إقامة علاقات دبلوماسية مع إيران، فى الوقت نفسه إيران متهمة بتمويل منظمات تعتبرها كندا منظمات إرهابية مثل حزب الله اللبنانى.. فكيف تتم معالجة هذا الأمر؟
- كندا تتشارك مع العديد من البلدان التى لا تتفق معها حول عدد من القضايا الأساسية، فحزب الله مدرج على لائحة المنظمات الإرهابية لدى كندا كتنظيم إرهابى تحت القانون الجنائى الوطنى، ونحن نتخذ خطوة تتلوها خطوة نحو التعامل الدبلوماسى مع إيران، وجزء من هذا التعامل هو أن نكون فى وضع أفضل للدفاع عن القضايا التى نشعر فيها بالقوة، وتشمل سجل إيران فى مجال حقوق الإنسان وكذلك دعمها لحزب الله، ولا نعتقد أن عزل أنفسنا تماما عن كل التواصل الدبلوماسى مع إيران سوف يخدم كندا أو الكنديين، بما فى ذلك أمن جميع الكنديين.