x

محمد أمين حزب الرئيس! محمد أمين الجمعة 28-10-2016 21:23


هل كانت مفاجأة أن ينتهى مؤتمر شرم الشيخ دون أن يعلن السيسى عن «حزب الرئيس».. والسؤال: هل كان المؤتمر أصلاً للإعلان عن تشكيل حزب لدعم السيسى؟.. وهل كان الرئيس فى حاجة إلى حزب من هذا النوع، على غرار الاتحاد الاشتراكى وحزب مصر؟.. أم أن الرئيس مازال مدعوماً بأكبر حزب مصرى حتى الآن؟.. ولو فكر الرئيس فى حزب سياسى، لسقطت الأحزاب الأخرى فوراً!.

الفارق كبير جداً بين مؤتمر الشباب فى شرم الشيخ، ومعسكرات الطلبة فى أبوقير.. كالفرق بين السماء والأرض.. الأول مؤتمر من صنع الشباب.. الثانى مؤتمر من صنع الدولة.. الأول يتكلم فيه الشباب بلا ترتيب.. الثانى يتكلم فيه الشباب بكلمات مكتوبة ومحفوظة وتم تلقينه إياها.. وربما كان الملقن يجلس بجوار المتحدث بالضبط.. الأول مؤتمر له نتائج وقرارات، الثانى مجرد «مكلمة» وانتهت!.

تصور البعض أن الجلسة الختامية لمؤتمر الشباب ستكون احتفالية فنية فقط، وأن الرئيس لن يُلقى كلمة، اكتفاء بما قاله طوال أيام المؤتمر.. المفاجأة أن الرئيس أصدر قرارات تتعلق بالمحبوسين والتظاهر والتعليم وغيرها، ووضع خريطة طريق لتنفيذها.. معناه أنه لم يكن يريدها مكلمة والسلام، ولكنه حوّل الحوار بين الشباب والدولة إلى فعل.. ليس هذا فقط، ولكنه وضع برامج زمنية لها!.

ففى بداية المؤتمر، ترك الغوغاء قيمة الحوار بين الشباب ورأس الدولة، ومسكوا فى «تلاجة السيسى».. وهات يا نكت، وهات يا سخرية.. طيب جايب تلاجة ليه، يبيعها ويجيب أكل.. وبعضهم يرسم تلاجة فاضية وفيها زجاجة مياه.. وآخر يقول لسائق تاكسى: فاضى يا اسطى؟.. فيقول: ليه هو أنا تلاجة السيسى.. هاهاها.. تركوا الفكرة.. وتركوا المعنى من الكلام.. وتعلقوا فى التفاهات والقفشات فقط!.

المثير أن السيسى حين أصدر قرارات المؤتمر، أغلق البعض دكاكينهم ولم نسمع كلمة واحدة.. عملوا نفسهم إجازة.. أخدوا ويك إند.. مع أن القرارات التى أصدرها تتعلق بالمحبوسين، وكنا ننشغل بهم ليل نهار.. ومع أن القرارات تتعلق بقانون التظاهر، وكنا نطالب به ليل نهار.. فلما اتخذ الرئيس القرار، كأنه لم يفعل شيئاً.. هل هذا يعكس حالة ديمقراطية نسعى لتأكيدها، وينبغى أن ندعمها بقوة؟!.

الملاحظ أن الشباب كان يصفق لقرارات الرئيس بإنهاء أزمة المحبوسين على ذمة قضايا التظاهر.. واللافت أن تصفيقهم استوقف الرئيس.. وهذا يعنى أن الشباب كان ينتمى لقضاياه الوطنية، وليس لأى نظام.. ومعناه أن هؤلاء الشباب ليسوا من عينة واحدة وطينة واحدة.. وقد ظهر ذلك فى مناقشاتهم ومداخلاتهم.. دون أن يُملى أحد عليهم شيئاً.. ولكن بقى الاختلاف تحت سقف الوطن!.

فلا الرئيس كان فى حاجة إلى حزب سياسى، ولا الشباب كانوا فى حاجة إلى تلقين، على طريقة معسكرات الطلبة فى حلوان وأبوقير.. الدنيا تغيرت.. ولذلك فاز الشباب فى مؤتمر شرم، وفاز الرئيس أيضاً.. فقد أرسى تقاليد جديدة، أهمها أخلاقيات الحكم.. فلم يعد رئيساً يخدمه الشعب، ولكنه رئيس يخدم الشعب!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية