أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن تنظيم «داعش» الإرهابى قتل 232 شخصًا قرب الموصل شمالى العراق، الأربعاء الماضى، بينهم مدنيون وأفراد سابقون من قوات الأمن. وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رافينا شامدسانى، فى مؤتمر صحفى بجنيف، إن «232 مدنيًا قُتلوا رميًا بالرصاص، الأربعاء الماضى، بينهم 190 شخصًا كانوا ضباطًا سابقين فى قوات الأمن العراقى». وأضافت أنه تم توثيق هذه التقارير إلى أقصى درجة ممكنة. وأشارت- فى الوقت ذاته- إلى أن عدد الأشخاص الذين قُتلوا فى الأيام الأخيرة «يمكن أن يكون أكثر من ذلك». وتابعت «شامدسانى» أن التنظيم اختطف 8 آلاف عائلة من المناطق المحيطة بمدينة الموصل، وأجبرهم على السكن فى المدينة كى يستخدمهم دروعا بشرية. وأوضحت أن التنظيم اختطف من بين المخطوفين خمسة آلاف و370 أسرة على الأقل من ناحية الشورة جنوب المدينة، وألفين و210 عائلات أخرى من منطقة نمرود، مؤكدة أن التنظيم مازال يُجبر عشرات الآلاف من العائلات من خارج الموصل على السكن داخل المدينة.
وقال متحدث باسم قوات الحشد الشعبى- العراقية الشيعية المدعومة من إيران- إنها على وشك أن تشن هجوما على مواقع داعش غربى الموصل، فى منطقة قريبة من تركيا، يعيش فيها عدد كبير من التركمان، وهو ما يمكن أن يثير انزعاج أنقرة. واستكملت قوات الحشد الشعبى الاستعدادات للتحرك، خلال أيام أو ساعات، صوب تلعفر، معقل داعش غربى الموصل، من مواقعها فى القيارة جنوبى المدينة.
وقال ضابط فى الجيش العراقى إن قوات بلاده بدأت هجوماً على مركز ناحية الشورة، جنوب مدينة الموصل، لتحريرها من تنظيم «داعش» الإرهابى. وأضاف الرائد محمد البياتى، الضابط فى الفرقة 15 بالجيش العراقى، والمتواجد على رأس القوة المهاجمة لمركز ناحية الشورة، أن «القوات العراقية بدأت منذ الساعة 5 من فجر أمس باقتحام مركز الناحية جنوبى الموصل من عدة محاور، بعد أيام من تطويقها من قِبَل قوات الفرقة 15 والشرطة الاتحادية». وأعلن الجيش العراقى، أمس الأول، استعادة السيطرة على 87 منطقة وقرية بمحيط الموصل من قبضة «داعش»، ومقتل 772 مسلحاً، خلال 11 يوما من المعارك.
من جانبه، صرح رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزانى، لمجلة «بيلد» الألمانية، بأنه يريد مناقشة «استقلال» هذه المنطقة، التى تتمتع بحكم ذاتى، فور استعادة مدينة الموصل من داعش. وقال بارزانى: «فور تحرير الموصل سنجتمع مع شركائنا فى بغداد لنتباحث فى استقلالنا. انتظرنا طويلا، وكنا نعتقد أنه بعد 2003 (غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة) ستكون هناك انطلاقة جديدة لعراق جديد ديمقراطى، لكن هذا العراق فشل». وأضاف: «لسنا عربا، بل أمة كردية.. وعندنا لا يوجد جيش عراقى ولا شرطة عراقية، وفى وقت ما سيكون هناك استفتاء حول استقلال كردستان، لنترك الناس يقررون». وتوقع بارزانى استعادة الموصل خلال 3 أشهر على الأكثر، لكنه حذر من الهجمات الانتحارية، مطالبا بمساعدة مالية أكبر من الاتحاد الأوروبى للاهتمام باللاجئين القادمين من الموصل.