ذكرت وسائل إعلام أجنبية، الأحد، أن توجيه جماعة الإخوان المسلمين «تحذيراً مباشراً» لقادة المجلس العسكرى بعدم التدخل فى عملية صياغة الدستور يعد «المرة الأولى» التى تقوم فيها الجماعة بذلك، واعتبرت وجود انقسامات بين القوى الإسلامية فى البلاد يعمل على إسعاد المجلس ويصب لصالحه.
وقالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية: إن جماعة الإخوان المسلمين تتحدى المجلس العسكرى للمرة الأولى منذ سقوط الرئيس السابق حسنى مبارك، بتوجيهها تحذيراً مباشراً للحكام العسكريين بعدم التدخل فى كتابة الدستور الجديد، موضحةً أن «الإخوان» تخشى أن يكرس الجيش لنفسه «دوراً سياسياً» عند صياغة الدستور.
وأكدت الوكالة أن القوى الإسلامية تخشى تكريس «دور سياسى» للجيش فى الحياة العامة، مما يحد من قدرتهم على تشكيل مستقبل مصر، وفى المقابل، تتخوف القوى الليبرالية من وجود دور للجيش فى الحياة العامة لأن ذلك قد يتعارض مع آمالهم فى وجود دولة مدنية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى زعمت فيه صحيفة «جارديان» البريطانية أن الانقسامات المتزايدة بين الإسلاميين والنشطاء الثوريين «تسعد» المجلس العسكرى الحاكم وتصب فى صالح سلطته، مؤكدةً أنه بعد مرور ستة أشهر على رحيل مبارك لا يزال نفس الجنرالات يحكمون بالاحتجاز التعسفى والتعذيب، ولاتزال وسائل الإعلام الرسمية تتجنب انتقاد المجلس العسكرى.
وتناولت الصحيفة حال مصر بعد الثورة، وما يحدث من انقسام للأطياف السياسية ومدى إمكانية توحدها، واعتبرت أن مصر شهدت تغيراً طفيفاً نحو الديمقراطية، بينما على القوى السياسية مواجهة الجهات التى لم يطلها التيير، كالإعلام المصرى، والجيش المصرى، والجماعات الإسلامية.
وأضافت الصحيفة، فى تقرير كتبته ثاناسيس كامبانيس، أن مشهد ميدان التحرير فى الصيف خيب الآمال فى تهميش الثورة، قائلةً إن الثورة فى جوهرها تمثل قوى أكثر استعدادا لانتقاد السلطة وتتسامح مع التنوع، إلا أن نشطاء الإصلاح والثوريين يخشون التفاف «جنرالات الجيش» حولهم.
وقالت الصحيفة إن الاسلاميين يسعون لتمييز أنفسهم عن الثوار الذين قلبوا النظام السياسى فى البلاد، موضحةً أن الثوار يرفضون بقاء الحكم عسكرياً لمدة نصف عام حتى الآن.