أكد محمد أبوالعينين، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، أن مصر لديها إمكانات اقتصادية تمكن من جعلها من بين أكبر 30 اقتصادًا في العالم، وأن تحقق معدل نمو يصل إلى 12% سنويًا، مطالبًا المجتمع الدولي بإخماد النيران التي اندلعت في منطقة الشرق الأوسط.
وحذر «أبوالعينين»، خلال كلمته ضمن فعاليات أعمال الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر صناع القرار الدولي، الذي يُنظّمه المجلس القومي للعلاقات العربية الأمريكية بالعاصمة الأمريكية «واشنطن»، بحضور ومشاركة نخبة من أبرز السياسيين والعسكريين في العالم، الأربعاء، أن الموقف في المنطقة مثير للفزع، ويتطلب المزيد من الانتباه واليقظة، وأضاف: أن «أي دولة في العالم ليست بمعزل عن التهديدات التي أصبحت تتجاوز الحدود الإقليمية، فقد ضرب الإرهاب العاصمتين الفرنسية والبلجيكية ونيويورك في الولايات المتحدة، ومناطق أخرى من الكرة الأرضية، رغم أن تلك المدن ظلت توصف لفترة طويلة بأنها مناطق آمنة».
ووجه «أبوالعينين»، كلمته للمشاركين في المؤتمر، قائلًا: «هناك العديد من التساؤلات التي يمكن توجيهها إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، وبالتحديد الاستفسار عن رؤية تلك الإدارة لمنطقة الشرق الأوسط لكي تصبح أكثر أمنًا وأكثر استقرارًا وأكثر رخاء»، متسائلًا: «هل يمكن أن تبذل الإدارة الجديدة جهودًا حقيقية لوقف نزيف الدماء في منطقة الشرق الأوسط؟، وهل يمكن أن تتعلم الإدارة الأمريكية الجديدة من خبرات الماضي التي تسببت في خسائر اقتصادية باهظة، وألحقت أضرارًا بالغة بأمن وتماسك شعوب المنطقة وبالشعب الأمريكي أيضًا، وهل تقود تلك الإدارة الجديدة الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمات في كل من العراق وليبيا وسوريا واليمن؟».
واستطرد «أبوالعينين»، في أسئلته، قائلًا: «هل تثمن الإدارة الأمريكية الجديدة دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف لتجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتشدد الذي يُشوّه سماحة الإسلام؟» وأضاف: «بالتأكيد فإن الإجابة عن تلك التساؤلات سوف تترك تأثيرًا واضحًا على العلاقات (العربية- الأمريكية)».
وأكد «أبوالعينين» أن المصريين يعملون على بناء دولة حديثة ديمقراطية ومدنية تستند لحكم القانون وتوفر حقوقًا مُتكافئة للمواطنين، كما تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير، وتابع: أن «مصر استعادت الأمن والاستقرار السياسي، بفضل الشعب ومؤسساته القوية»، موضحًا أن مصر تمضي على الطريق الصحيح لتحقيق الانتعاش الاقتصادي، واسترداد مكانتها باعتبارها مهدًا للحضارة.
وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق رؤية «مصر 2030»، التي تستهدف تطبيق خطة التنمية المستدامة وبناء مصر الحديثة، موضحًا أنه في غضون أيام سوف يصدر قانون جديد للاستثمار، متضمنًا العديد من الحوافز غير التقليدية للشركات الوطنية والأجنبية مع تقديم إعفاءات ضريبية لفترة تصل إلى 10 سنوات مع تقديم الأرض مجانًا، وتحقيق المساواة بين المستثمرين المصريين والأجانب، وتوفير مصادر الطاقة للمصانع بـ50% من قيمتها الفعلية، فضلًا عن العديد من الحوافز الأخرى.
وقال «أبوالعينين»: إن «الولايات المتحدة تعد الشريك التجاري الأكبر مع مصر، كما أنها من أكبر المستثمرين الأجانب في مصر أيضًا، وهناك العديد من قصص النجاح للشركات الأمريكية في مصر، ولم تنسحب تلك الشركات من مصر رغم التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الست الماضية».
وطالب «أبوالعينين» المشاركين في المؤتمر بإبلاغ مستشاريهم الاقتصاديين والمستثمرين الأجانب وكبار الشخصيات في المجتمعات التي ينتمون إليها والمعلمين والطلاب، بمتابعة الأوضاع في مصر عن كثب، مضيفا: أنه «على ثقة ومتفائل بأن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بالغة القوة في المستقبل».