x

«ثورة الخيام» بعيون منتقديها: «اليهود المتدينون» أكثر المستفيدين من خطط حل الأزمة

الأحد 14-08-2011 17:09 | كتب: إيناس مريح |
تصوير : أ.ف.ب


يوما بعد يوم يتضح للمجتمع الإسرائيلى أن اليهود المتدينين فى إسرائيل هم أكبر المستفيدين من حل أزمة السكن، أكثر من أى فئة أخرى. فبالإضافة إلى محاولة الحكومة حل أزمة السكن عبر توسيع المستوطنات العبرية، يتلقى اليهود المتدينون الدعم الكامل من الحكومة كى يواصلوا دراستهم للتوراة. علاوة على ذلك فإنهم أصحاب عائلات كبيرة، وهناك امتيازات ومساعدات للعائلات الكبيرة من المكاتب الحكومية، مثل التأمين الوطنى، وتسهيلات أخرى كثيرة. الأهم من ذلك أن وزير الإسكان الإسرائيلى آرئيل اتياس من حزب شاس اليمينى المتشدد، لا يخفى تمثيله لمصالح اليهود من أصل شرقى، ويعمل كل ما بوسعه من أجل مكافأة من منحه صوته، ومن قد يفكر فى أن يصوت له فى الانتخابات المقبلة. وأبرز تلك المحاولات سعيه إلى وضع شروط معينة لتوزيع المساكن، يرى المنتقدون أنها تكاد لا تنطبق سوى على شباب اليهود المتدينين. وبطبيعة الحال يثير هذا الوضع استياء التيارات الأخرى الأقل تشددا، والتى تطالب بـ«العدالة الاجتماعية»، وترى فى الثورات العربية نموذجا تحتذى به ضد قمع الحكومات.

وعلى الرغم من أن وزير الاقتصاد يوفال شتاينس من حزب الليكود اليمينى الحاكم، فإن رؤيته الاقتصادية رأس مالية تدعم الطبقات الغنية. ومن هنا الخلاف بينه وبين حزب شاس، إذ إن اليهود من أصل شرقى يعتبرون من الفئات المسحوقة داخل المجتمع اليهودى، ولكن يبدو أن الأزمة أصعب من هذه الفئة أو تلك فى المجتمع اليهودى. فالأزمة دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى الإدلاء بتصريح غير مسبوق ورد فى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، مفاده أنه سيقوم بتجميد ميزانية الأمن، مسوغا ذلك بالأزمة الاقتصادية العالمية والاحتجاجات الاجتماعية فى إسرائيل.


كما أنه أعلن اعتزامه دعم تحويل الميزانيات لوزارة الأمن على الرغم من أن الحكومة كانت قد صادقت عليها. أما رئيس هيئة الأركان العامة، بنى جانز، فقال إنه يجب رفع ميزانية جيش الاحتلال الإسرائيلى، على ضوء زيادة التحديات نتيحة التغيرات فى العالم العربى، وتحديدا فى مصر، خاصة أن مصادر إسرائيلية تقول إن الجبهة المصرية التى كانت على مدار 30 عاما هادئة، قد تنضم إلى محور المواجهة أو الممانعة فى ظل خلع نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، الذى كان يعتبر «صديقا حميما» لإسرائيل. وفى حديث مع المحلل السياسى زهير أندراوس من سكرتارية حزب التجمع الوطنى الديمقراطى أكد أن «إسرائيل تحولت اليوم إلى دولة جميع محتجيها من اليهود، كما كشفت تلك الاحتجاجات نفسها عن عنصرية الدولة العبرية قادة وشعبا، فتلك الحملة الاحتجاجية الاقتصادية - الاجتماعية تبعد سنوات ضوئية طويلة عن المشاكل التى يعانى منها العرب فى إسرائيل، والتى يطالبون بها الحكومة منذ عقود».


ولفت أندراوس إلى أن «الاحتجاجات وصلت إلى إسرائيل من العالم العربى، وإذا كان هناك من مستفيد فإن ذلك سيكون مقصورا على اليهود، خاصة المتدينين منهم، دون العرب». وأضاف «اللجنة الحكومية المعينة لا تشمل أى عضو عربى، هذا أكبر دليل على أن العرب لن يكونوا مستفيدين. إسرائيل هى دولة رأس مالية متطرفة فى كل شىء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية