تصل القاهرة، خلال الأيام القليلة المقبلة، لجنة الأمن بالاتحاد الدولى لكرة القدم الـ«فيفا»، للتحقيق مع مسؤولين باتحاد الكرة لمعرفة ما إذا كانوا تورطوا فى التعامل مع شركات مراهنات وسماسرة أجانب بعضهم من دول شرق آسيا، ينتمون لمافيا التلاعب بنتائج المباريات سواء الرسمية أو الودية خلال السنوات الماضية.
وأوضح مجدى عبدالغنى، عضو مجلس إدارة الاتحاد، أنه حضر اجتماع لجنة الأمن على هامش مونديال الشباب المقام فى كولومبيا أثناء فترة رئاسته بعثة منتخب الشباب، والذى عقد تحت شعار «تعليم اللاعبين الصغار أضرار التلاعب بنتائج المباريات، والعقوبات التى سيتم اتخاذها خلال الفترة المقبلة».
وأشار «عبدالغنى» إلى أن الاتحاد الدولى كشف خلال الاجتماع أنه أبرم اتفاقاً مع الإنتربول لتتبع المتورطين فى نتائج المباريات والقضاء على الفساد الذى تشهده بعض المباريات، والذى تورط فيه عدد من مسؤولى الاتحادات على مستوى العالم جراء التعامل مع وكلاء وسماسرة غير معتمدين، وليست لهم أى هوية.
وفجر «عبدالغنى» مفاجأة من العيار الثقيل أن الـ«فيفا» عرض خلال الاجتماع صور بعض المشتبه فيهم من دول شرق آسيا، مشيراً إلى أنه تعرف على أحدهم لحضوره إلى اتحاد الكرة فى وقت سابق، وقال إنه شاهده فى الموسم الماضى وتحديداً خلال فترة مونديال الشباب الذى أقيم بالقاهرة، وعندما حاول الاستفسار عن هوية الرجل لم يجبه أحد، ولم يتوصل إلى شىء بشأنه. وأضاف «عبدالغنى»: خلال الاجتماع أكد لى أحد المحاضرين الأردنيين أن بعض الاتحادات فى الشرق الأوسط تورطت فى التعامل مع مافيا التلاعب فى النتائج، سواء بتنظيم مباريات ودية أو بطولات مجمعة، أو من خلال استقدام حكام لإدارة مباريات على سبيل المراهنات دون أن يتكبد الاتحاد الوطنى أى مقابل مالى، بل يحصل على مبالغ مالية من الشركة أو الوسيط الذى يقوم بإتمام الصفقة، وأشار «عبدالغنى» إلى أنه حذر سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، من أن يكون مجلس الإدارة أو أى مسؤول بالجبلاية قد أبرم أى تعاقد مع هذه الشركات خوفاً من توقيع أى عقوبات على اتحاد الكرة، وأكد «عبدالغنى» أن المحاضر الأردنى أبلغه بأن الاتحادين الأردنى والمصرى من الاتحادات التى ستشهد مراقبة من لجنة الأمن بالـ«فيفا» خلال الشهر المقبل، ونفى «عبدالغنى» أن يكون على دراية بما حدث مع الشخص الذى تواجد فى الجبلاية خلال العام الماضى.
وأكد محمد حسام، رئيس لجنة الحكام السابق، أن اتحاد الكرة تعاقد مع إحدى الشركات لاستقدام حكام من الإكوادور لإدارة مباريات فى الدورى الممتاز، لكنه رفض التوقيع على العقد الذى تم إبرامه فى وجود صلاح حسنى، المدير التنفيذى السابق لاتحاد الكرة، وقال «حسام»: حازم الهوارى، عضو المجلس، توجه إلى سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، لإقناعه باستقدام حكام من الإكوادور، عن طريق التبادل مع الحكام المصريين، وكذلك الموافقة على إدارة بعض المباريات، وأشار «حسام» إلى أن العقد كان ينص على حصول اتحاد الكرة على 50 ألف دولار، لكن الشركة لم تسدد القيمة المالية كاملة فى ذلك الوقت، وأكد «حسام» أنه رفض الضغوط التى مورست عليه من مسؤولين بمجلس الإدارة لإسناد مباريات للطاقم الإكوادورى فى الدورى الممتاز، وقال: قمنا بإسناد مباراة طنطا وغزل المحلة فى كأس مصر الموسم الماضى للطاقم الإكوادورى حتى لا نضع اتحاد الكرة فى موقف محرج، حيث كان اتحاد الكرة قد اتفق مع هذا الطاقم دون علم لجنة الحكام.
كان ياسر عبدالرؤوف ومحمد فاروق قد أدارا عدة مباريات فى إندونيسيا، كما تعاقد عدد من الحكام المساعدين لإدارة مباريات مماثلة.
فيما اعترف محمود الشامى، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، بالأمر، وقال: إن الاتحاد نظم بعض المباريات الودية لمنتخب الشباب قبل وبعد المونديال الذى أقيم فى القاهرة دون أن يعرض الأمر على مجلس الإدارة، مشيراً إلى أنه أبلغ الجهات الرقابية فى ذلك الوقت لإخلاء مسؤوليته من أى شبهات.