x

مي عزام الرئيس الذي جمع بين الاحترام والخيانة (2) مي عزام الإثنين 24-10-2016 21:28


(1)

اهتم الصحفي المعروف بمتابعة قضية شابين متشردين قتلا أسرة ريفية بدم بارد، فقد تعاقد مع أحد الناشرين على تأليف كتاب عن القضية التي شغلت الناس في المدينة الريفية بولاية كانساس في الغرب الأوسط بالولايات المتحدة الأمريكية.

الكاتب هو ترومان كابوت، الذي نال الشهرة بعد أن نشر كتابه بعنوان «بدم بارد»، الذي تحول إلى فيلم ناجح عنوانه «Infamous»، وأثناء إعداده للكاتب بذل كابوت مجهودا كبيرا لإجراء حوارمع القاتلين (ديك وبيرى)، وقد نجح مع «ديك» بمجرد إغرائه بجزء من حقوق النشر يعطيه لأطفاله في حال إعدامه، أما «بيرى» فقد رفض العرض تماما، واستمر كابوت يحاول إغراءه بزيادة العرض المالي، لكنه رفض، وبدأت بينهما مودة كأصدقاء، فبدأ كابوت يشاركه أسراره الشخصية، ويرسل إليه الكتب التي يؤلفها وهدايا بسيطة أخرى، حتى حصل على ثقته واعترافاته.

(2)

ذات مرة في السجن وأثناء زيارة كابوت لبيرى دار بينهما الحوار التالى:

بيرى: ستجعل الناس ترانى كطفل يبكى بعدما اعترفت بقتل أبي بسبب سوء معاملته وفظاظته.

كابوت: لا.. الناس تراك كإنسان، كشخص مجنى عليه وليس مجرما.

بيرى: هل يمكن أن أرى ما كتبته حتى الآن؟

كابوت: ليس الآن، بعد أن يكتمل الكتاب.. لكن أعدك أن أكون متعاطفا.

بيرى: لم يعاملنى أحد بحنان كما عاملتنى أنت، هل كان هذا لتحصل على قصتى؟

كابوت: إطلاقا، هذا لأنى أحترمك.

بيرى: شكرا على الكلمة الجميلة؟

كابوت: أي كلمة؟

بيرى: أنك تحترمنى.

هكذا كان الاحترام هو كلمة السر التي فتحت الأبواب المغلقة لخزانة الاعترافات التي أغلقها قاتل ظن الناس أنه بلا قلب.

(3)

الاحترام أيضا كان أساس علاقة ميتران بآن بينجو، كان صديقا لوالدها رجل الأعمال، أول لقاء بينهما كان في عام1957، كانت صبية في الرابعة عشرة من عمرها وهو 41 سنة، شغوفة بالرسم، ساعدها بعد ذلك ميتران على أن تتخذ قرار الانتقال لباريس ودراسة الفن هناك، كانت آن تقريبا في عمر ابنه الأكبر جان كريستوف، كانت تكبره بثلاث سنوات. كان ميتران وآن بينجو، يشتركان في الدوائر الاجتماعية، وهناك من يفسر انجذاب ميتران لآن للشبه الكبيربينها وبين والدته، بدأت علاقتهما في التطور بعد أن أكملت دراستها وانضمت لفريق العمل في متحف اللوفر، وهناك التقى بها مجددا بالصدفة. وبدأ يدعوها لجلسات تضم سياسيين وعسكريين وشخصيات عامة، كان أمرا عاديا بالنسبة بها فوالدها رجل اجتماعى، كان رئيسا لأحد نوادى الروتارى ونادى السيارات.

(4)

مع بداية عام 1964، بدأت علاقتهما تصبح أكثر خصوصية، برغم المخاوف والتساؤلات التي صاحبت البداية، ميتران لم يتحدث قط عن الزواج مع بنجو، ولم يفكر في الطلاق من دانيال، كان هناك فترات تباعد تتلوها فترات تقارب حتى تغلب الحب على كل الظروف واقتنع الثنائى أن لا حل لهما إلا البقاء معا.

(5)

كانت دانيال تعرف ضعف زوجها أمام النساء، فقررت أن لا تبدى اهتماما بالأمر حتى لا تثير المشاكل. وفى المقابل تعامل ميتران مع زوجته بالمثل، فقد تغاضى عن علاقتها الحميمية بجان بلانسيه، مدرس الألعاب في إحدى مدارس باريس، وكان يسمح له باصطحاب ولديه لدروس التزلج والتنس، ويقضى معهما العطلات الأسبوعية، وقد شاع أنه أحد أبناء عمومة ميتران. حتى أنه كان يتواجد أحيانا أثناء وجود ميتران في المنزل، وكانا يتناولان الوجبات سويا، كما كان لبلانسيه حجرة صغيرة في الدور الأول حيث توجد حجرة دانيال!.

(6)

كان فرانسوا ميتران شخصية معقدة وفريدة، إما أن تحبه أو تكرهه، لم يكن من الشخصيات التوافقية، لكنه كان شديد التألق والجاذبية. المدهش في علاقة ميتران وبنجو هو خصوصيتها، فهو لم يكن يعاملها كغيرها من النساء اللاتى عرفهن، كانت شريكة أحلامه وأفكاره، المرأة التي يهرب إليها لتنقذه من متاعب السياسة وألاعيبها، معها كان يشعر أنه أكثر خفة وجمالا كما كتب في رسائله.. وهى كانت تخفى حبهما خوفا عليه وليس خجلا منه.

وللحديث بقية..

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية