بدأ نحو 2500 مهاجر من أصل 8 ألاف لاجئ سوري وأفغاني واريتري واثيوبي، في مخيم «كاليه» أو ما يسمى بـ«الغابة» شمال فرنسا، أمس، إخلاءه في اليوم الأول لعملية الإجلاء والتي ستستمر لأسبوع، بقرار السلطات الفرنسية، على أمل العبور إلى الأراضي البريطانية، فيما انتظر العشرات أمام المخيم لتوزيعهم على مراكز استقبال في كامل الأراضي الفرنسية، وذلك بعد اندلاع اشتباكات بين الشرطة والمهاجرين قرب المخيم، مساء أمس الأول، فيما انتشر حوالي2000 عنصر من الشرطة حول المخيم لضمان اكتمال عملية تفكيكه بشكل امن.
وقالت رئيسة بلدية كاليه، ناتاشا بوشارت، حول إمكانية تنفيذ تفكيك «الغابة» كاليه،: «أنا لا أفهم في مثل هذه العمليات التي شنت دون تعاون مع رئاسة المدينة»، مؤكدة أنها تعبر عن أسفها لكل شخص تعرض لأذى، مؤكدة ان الحكومة تتحمل المسؤولية الكاملة.
بدوره قال وزير الرياضة باتريك كانير، إن استقبال 30 أو 40 شخصاً في باقي المدن الفرنسية، يبدو شئ قليل، مطالباً «بالاحترام» و«الإنسانية» حيال هؤلاء المهاجرين، فيما عبرت جمعيات لمساعدة المهاجرين من جهتها عن أسفها لتسرع السلطات لتفكيك المخيم،
فيما تقول الحكومة الفرنسية، إنها ستغلق المخيم، مع وضع خطة لإعادة توطينهم في 450 مركزا في أنحاء فرنسا. وقال أمادو ديالو، وهو مهاحر من غينيا «آمل أن ينجح ذلك، أنا بمفردي وعلي أن أدرس»، فيما قال مسؤول في وزارة الداخلية الفرنسية، الجمعة الماضية، إن المفاوضات متواصلة بشأن من سيستقبل الأطفال الذين ليس لديهم أقارب في بريطانيا.
وكان مخيم الغابة مقصد مرشحي الرئاسة الفرنسية، الفترة الماضية، وذلك في ظل مساعيهم للاستفادة من موجة الهجرة خلال حملتهم الانتخابية. حيث طالب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي،خلال زيارته للمخيم دعم حملة لإرسال أولئك المهاجرين إلى مراكز لاجئين بريطانية.
وفي وقت سابق، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الفرنسيين إلى عدم المخاطرة بدعم اليمين المتطرف، بزعامة مارين لوبان، المناهضة للهجرة والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي أعلن فيه إغلاق المخيم مؤكدًا ان الحكومة ستبقى مصره حتى النهاية لتوجه هؤلاء المواطنين إلى بريطانيا.
وقال حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف إن خطة الحكومة ستؤدي إلى ظهور مخيمات كاليه مصغرة في أنحاء فرنسا، فيما أكد فابريس دوريو، من مؤسسة سلام الخيرية «هناك احتمال بتزايد التوتر هذا الأسبوع لأن الجرافات علىها العمل في مرحلة ما.»
أما الصحف الفرنسية علقت على الأمر قائله، إن الإخلاء سيشكل «أزمة اجتماعية» داخل البلاد، حيث اكدت صحيفة «لوفيجارو» أن تشريد الالاف من المهاجرين إلى جميع أنحاء فرنسا، سوف يسبب ممانعة من بعض البلديات لعدم استقبالهم، وأضافت صحيفة «لو باريزيان» أن الجميع يشارك بشكل أساسي في تأسيس أزمة اجتماعية، متسائله: «هل سيرحب احد بهؤلاء المهاجرين أم سيحاول المجتمع الفرنسي استقبالهم لانجلترا وبالتالي العودة مرة أخرى إلى كاليه؟».
ستيفانو موتيفيوري، مراسل فرنسي لصحيفة «كورييري ديلا سيرا، أكد أن المهاجرين الاثيوبيين طالبوهم بعدم تصويرهم، فيما قال شاب سوري يدعى محمد إبراهيم لصحيفة»لوموند«:»انا منهك من هذا العالم«.