عفواً.. اخلع نعليك!!
محمد أمين
السبت 22-10-2016 21:15
الصورة التى نشرتها جريدة «الجمهورية»، أمس، لتفتيش الدكتورة سحر نصر تستحق التوقف أمامها.. فلا يوجد وزراء ولا كبراء عند تطبيق إجراءات الأمن والسلامة.. إذا كنا عاوزين أمن لازم تفتيش.. وإذا كنا عاوزين سياحة لازم أمن.. التفتيش يوفر الأمن لك أولاً، يوفر الأمن للركاب بغض النظر عن مكانتهم.. التفتيش لا يسىء إلى أحد، ولا يقلل من قيمته، بالعكس فرصة ليقدم النموذج والقدوة أولاً!
صورة الوزيرة سحر نصر وهى ترفع ذراعيها لأعلى ليست من قبيل الاستعراض.. كانت من قبيل الالتزام أولاً وأخيراً بالقواعد.. كانت تريد أن تقول للمفتشة: أنا تحت أمرك.. ليست أول وزيرة يتم تفتيشها.. قبلها وزراء آخرون، كان أشهرهم وزير الداخلية نفسه.. لم يقل: أنا وزير الداخلية يا ولد.. التزم بصحيح الإجراءات الأمنية، ورفع يديه وسمح للتفتيش بأن يأخذ مجراه، معناه أنه لا استثناء لأحد!
معلوم طبعاً أن الوزراء يخضعون للتفتيش اليومى.. ومعلوم أنهم محل ثقة.. ومعلوم أنهم يترددون على الرئيس.. أى أنهم تمام التمام.. لكن التفتيش فى المطار يعنى الالتزام بالمعايير.. معناه أن تأمين المطارات على قدم وساق.. ومعناه كذلك أن الوزراء يخلعون الساعات والأحزمة والأحذية.. فلا حصانة لأحد مهما كان.. وهو مؤشر جيد للغاية.. والذين يرفضون التفتيش عليهم ألا يذهبوا إلى المطار!
أعرف أن صورة الدكتورة «سحر»، وزيرة التعاون الدولى، ليست جديدة.. حدثت منذ فترة فى مطار شرم الشيخ، وكان معها وزراء التنمية المحلية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. الجديد أن نشرها مرة أخرى جاء فى «توقيته» تماماً.. الحوار أيضاً مع مساعد وزير الداخلية للمنافذ فى توقيت جيد.. كل هذا سبق مؤتمر الشباب بشرم الشيخ.. استعدوا جميعاً للتفتيش، البسوا جوارب نظيفة قبل السفر!
الإجراءات سوف تُطبق على الجميع.. هكذا قال اللواء هشام البستاوى، فى حواره لـ«الجمهورية».. حين يطمئن السائح سوف يعود.. تأمين المطارات لا يتعارض مع الكرامة الشخصية، أو السيادة الوطنية.. رأيت فى مطارات أفريقية نوعاً من التفتيش الصعب.. رجال يفتشون النساء ذاتياً.. الطريقة صعبة للغاية.. رجل الأمن يتعامل مع المرأة كأنها رجل.. يضع يده فى كل مكان، ولم تَحْتَجّ إحداهن إطلاقاً!
اليوم سوف تبدأ الوفود المشاركة فى المؤتمر إجراءات السفر.. استعدوا للتفتيش بلا حساسيات.. قبلكم خضع لهذا التفتيش وزراء.. على رأسهم مجدى عبدالغفار نفسه.. لا أدرى هل كان يقبل حبيب العادلى ذلك أم لا؟.. هل كان يمر دون أن نعرف، أو دون تصوير أم لا؟.. ما أعرفه أنه لو كان فى زمن السيسى، كان سيطبق الإجراءات.. العبرة هنا برأس السمكة أصلاً.. الآن لا فهلوة ولا استثناءات!
تفتيش الوزراء فى المطارات معناه أن دولة القانون ليست فى إجازة إجبارية.. ومعناه أن الجميع أمام القانون سواء.. صور تفتيش الوزراء تقدم القدوة للشباب.. فلا تعنى أنها تمثيلية أبداً، بقدر ما تعنى أن الأمن مُسَتَتِبّ.. وهنا فقط سوف تعود السياحة للوطن.. استعدوا للتفتيش.. واخلعوا الأحذية بلا حرج!
