أدان البابا بنديكت السادس عشر فى قداس عيد الميلاد فى كاتدرائية القديس بطرس فى روما، بأشد العبارات، الذين يزرعون العنف والفوضى فى العالم، بينما شهد عدد من مناطق العالم أعمال عنف وتهديدات استهدفت مسيحيين.
وقال البابا، فى عظته أمام آلاف الأشخاص الذين تجمعوا فى الكاتدرائية: «يا رب حقق عهدك كاملا، حطم عصى الجلادين، أحرق أحذية المحاربين، وضع نهاية لزمن السترات المضرجة بالدماء». وبدت عظة البابا أقرب لعظة بطريرك اللاتين فى القدس فؤاد طوال الذى قال إن «أمنية العيد أن ترتفع دقات أجراس الكنائس فتغطى بألحانها صوت البنادق والرشاشات وآلات الموت فى شرقنا الأوسط الجريح».
وذكر البطريرك طوال بـ«الآلام والهواجس المستمرة» وفى طليعتها مصير المسيحيين فى العراق الذين ينزحون من بلادهم.
ولم يغب النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين عن عظة طوال. وقال إن «أمنيتنا فى هذا العيد وفى مطلع السنة الجديدة، أن يصبح القدس الشريف عاصمة لدولتين (إسرائيلية وفلسطينية) ونموذجا حضاريا لعيش مشترك بين الأديان الثلاثة على أساس التسامح والاحترام المتبادل والحوار البناء».
ودعا كبير أساقفة الكنيسة الإنجليكانية أسقف كانتربرى راون وليامز فى عظته إلى أن يذكر فى هذه المناسبة ضحايا الاضطهاد بسبب إيمانهم المسيحى فى أى مكان فى العالم. وقال حسب نص عظته: «يمكن أن نشعر بأننا عاجزون. لكن يجب أن ندرك أن الناس فى مثل هذه الظروف يشعرون بالقوة لمجرد معرفتهم بأننا لم ننسهم».
وفى العراق، جاءت احتفالات عيد الميلاد وسط تدابير أمنية مشددة إثر تهديدات جديدة بالقتل أطلقها تنظيم القاعدة بعد حوالى شهرين على الهجوم على كنيسة سيدة النجاة الذى دفع آلاف المسيحيين إلى الفرار. وأقيم قداس كبير فى كنيسة سيدة النجاة السبت بحضور مسؤولين أمنيين وسياسيين. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية حيث شيدت جدران للحماية ونشر عدد إضافى من الجنود والشرطيين فى محيط الكنائس لتجنب تكرار مجزرة 31 أكتوبر عندما اقتحم عناصر ينتمون إلى تنظيم القاعدة كنيسة سيدة النجاة خلال القداس وقتلت 44 مصليا وكاهنين. وقرر مجلس كنائس العراق الذى يجمع الطوائف المسيحية كافة أن تقتصر الاحتفالات بعيد الميلاد على «احتفال روحى لأسباب أهمها الحذر والحزن». ودعا رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى السبت المسيحيين فى العراق إلى التمسك بوطنهم والمشاركة فى بنائه، مؤكدا وقوفه بحزم ضد محاولات إفراغ البلاد منهم.
وفى نيجيريا، لقى 8 أشخاص مصرعهم فى انفجار فى منطقة تشهد توترا بين المسلمين والمسيحيين فى وسط البلاد، بينما أفشلت قوات الأمن محاولة تفجير نسبتها السلطات إلى إسلاميين متطرفين، ضد مسيحيين يحضرون قداس عيد الميلاد.
وفى جنوب الفلبين الذى يشهد حركة تمرد لمتطرفين إسلاميين، أصيب 7 أشخاص فى انفجار قنبلة فى كنيسة خلال قداس عيد الميلاد فى جزيرة جولو.
وعلى أحد المنتديات المعروفة بقربها من تنظيم القاعدة فى موقع شموخ الإسلام، هدد ناشط إسلامى فى شريط فيديو «الكفار والدول المسيحية التى تحتفل بعيد الميلاد» بتفجيرات، حسبما أعلن مركز مراقبة المواقع الإسلامية (سايت).
أما فى أوروبا، فقد تأثرت اللقاءات العائلية التقليدية بالثلوج والجليد التى زرعت الفوضى على الطرق وفى المطارات وسكك الحديد. وفى مطار رواسى شارل ديجول، ألغيت واحدة من كل 3 رحلات مما منع آلاف المسافرين من تنفيذ خططهم فى العيد.وواجهت حركة النقل على الطرق وبالقطارات صعوبات جمة وتوقفت فى بعض الأحيان فى ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا.