x

كبار رجال القطاع فى ندوة «المصرى اليوم» و«القاهرة والناس» حول السياحة.. الأزمة والحل(1-2): السياحة المصرية «مستهدفة».. وحملة الدعاية «ضعيفة»

الجمعة 21-10-2016 21:58 | كتب: مصطفى النجار, يوسف العومي, علاء سرحان |
جانب من ندوة السياحة بفندق ماريوت القاهرة جانب من ندوة السياحة بفندق ماريوت القاهرة تصوير : طارق وجيه

قال عدد من كبار الخبراء ورجال الأعمال المصريين العاملين فى المجال السياحى، إن السياحة المصرية تمر الآن بأكبر وأسوأ أزمة فى تاريخها، وإن هذه الأزمة ليست سياحية فحسب، بل إن هناك أبعادا سياسية دولية، لاسيما أن عددا من أجهزة المخابرات الدولية تلعب دوراً كبيراً للإضرار بمصر واقتصادها.

وأضافوا، خلال الندوة التى نظمتها «المصرى اليوم»، بالتعاون مع تليفزيون «القاهرة والنَّاس» بقاعة أوجينى التاريخية، بفندق ماريوت القاهرة، أنه لا سبيل أمام مصر للخروج من هذه الأزمة، إلا بتنظيم حملات إعلامية وإعلانية قوية فى جميع الأسواق المصدرة للسياح للمقصد المصرى، وأن تتوازى معها حملة علاقات عامة لتحسين الصورة الذهنية لمصر فى الخارج خاصة فى أوروبا الغربية وبالتحديد فى بريطانيا وألمانيا وروسيا وإيطاليا وفرنسا.

وأعلنوا بالإجماع أنهم على استعداد للعمل كمستشارين متطوعين «بدون أجر» للحكومة ووزارة السياحة، لتقديم المشورة من واقع خبراتهم، وأنهم سيكونون تحت تصرف الدولة وسيحضرون للبلاد خلال ٢٤ ساعة من أى مكان فى العالم إذا تم استدعاؤهم، مؤكدين أنه لا سياحة بدون طيران وأنه يلزم دمج الوزارتين فى كيان واحد لفك الاشتباك بينهما، وأن الفترة المقبلة تحتاج إلى الاستمرار فى دعم رحلات الطيران العارض «شارتر» لكن لابد وأن يكون ذلك وفقاً لقواعد واضحة تتسم بالشفافية وأن تكون متاحة للجميع وتنشر على موقع وزارة السياحة على شبكة الإنترنت بعدة لغات.

فى البداية، أكد الكاتب الصحفى مصطفى النجار أن السياحة المصرية تعيش منذ ثورة 25 يناير أزمة كبرى، أدت إلى تراجع شديد فى أرقام التدفقات السياحية والعائدات، بعد أن حققنا نحو 14.7 مليون سائح تقريبا، فى عام 2010 وعائدات بلغت 12.5 مليار دولار، وكان للدولة خطة طموحة فى هذا الاتجاه للوصول إلى 30 مليون سائح، توالت الأزمات على مصر عقب قيام ثورة 25 يناير2011، قائلاً: للأسف، ازدادت الأرقام تراجعا، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، وهو ما جعلنا نفكر كثيرا فى الخطوة التالية، ماذا نفعل؟ وكيف تتصرف الدولة؟

لذا رأينا فى «المصرى اليوم وتليفزيون القاهرة والناس» أن نطرح القضية للنقاش، فى أول حوار صحفى تليفزيونى من نوعه، وقد وجهنا الدعوة فيها الى 7 من كبار رجال الأعمال فى قطاع السياحة، فى يدهم القرار السياحى فى مصر، ولديهم رؤية كاشفة لما يحدث على المستوى المحلى والدولى، كما تم توجيه الدعوة لوزير السياحة، يحيى راشد، الذى اعتذر عن الحضور. إن الهدف من الندوة هو مساندة الدولة فى تجاوز محنتها الاقتصادية، الخروج بأفكار جديدة تستطيع الدولة تنفيذها، نظراً لأن السياحة كان يمكن أن تكون سندا للاقتصاد المصرى وحلاً قوياً لأزمة الدولار الحالية، وقال: «لن نحاول أن نلقى بالمسؤولية على أحد، ولن نصطاد الأخطاء لأحد، هدفنا واضح هو دعم الدولة واقتصادها».

وطرح المشاركون، خلال الجزء الأول من الندوة، الذى أذاعته «القاهرة والناس»، أمس، وتنشره «المصرى اليوم»، رؤيتهم للخروج من الأزمة، وناقشوا كافة المشكلات التى يعانى منها القطاع، واتفقوا على أن الحملة الدعائية لمصر، ضعيفة، وخرجوا بتوصية تطالب بضرورة تعاقد مصر مع شركة متخصصة فى كل دولة للقيام بمهام الحملة بالدعاية والتسويق، ودمج وزارتى السياحة والطيران، ووضع أسعار تنافسية للمطارات المصرية، ووضع استراتيجية واضحة لدعم طيران الشارتر، وفتح تأشيرات شينجن بالمطارات المصرية.

■ ركز النجار على طرح سؤال على جميع المشاركين.. كيف ترى حجم الأزمة.. وما هى رؤيتك للخروج منها؟

- حامد الشيتى: مشكلتنا الأساسية تتمثل فى توقف الدعاية، أو أن الدعاية الحالية غير مجزية، ولا نشعر بها، فرغم أن الدولة تعاقدت مع شركة للدعاية، لكن الحملة الإعلانية التى بدأت فى أوروبا، لا يراها أحد، ونتائجها غير ظاهرة، ولن تجلب لنا سياحا إلا لو أعدنا النظر فيها، أيضا لابد من ترتيب البيت من الداخل، فمثلا السائح الذى يذهب إلى الهرم او الأقصر «بيتبهدل ومبيتسابش فى حاله»، بجانب كل الخدمات الأخرى سواء فى الفنادق أو الشركات أو الأوتوبيسات، كلها تحتاج إلى إعادة ترتيب، قبل تكثيف الإعلانات، فضلا عن أننا نعانى من ضعف فى السوشيال ميديا، الشباب أصبح لا يتابع التليفزيون، لكنه يتابع الفيس بوك وأنستجرام وغيرها من وسائل الاتصال الحديث.

وأضاف أن الحملات الإعلانية لا تصل إلى الجمهور، لأنه تم إجراؤها فى توقيت غير مضبوط، ومحطات إعلامية غير مضبوطة،، وفى أسواق غير مهمة، والتى يجب أن نكون متواجدين فيها، وهى الأسواق الأربع الأساسية: ألمانيا، وإنجلترا، وروسيا، وإيطاليا، فمثلا الحملة ركزت على ألمانيا لكن لم تركز على البلاد الأخرى، ورغم ذلك معظم الناس الذين تحدثت معهم لم يروها، وحقيقة لا أعرف ميزانية الدولة للتسويق والعلاقات العامة، ولأننا لدينا أزمة كبيرة جدا، فلابد أن نضاعف حملتنا.

■ النجار: هل الأزمة فى مصر الآن سياحية، أم أن هناك عناصر أخرى فاعلة ومؤثرة مثل السياسة؟

- سميح ساويرس: الإرهاب لم ولن يكون سببا لتركيع السياحة فى مصر، وكونه نجح هذه المرة، فهذا دليل على أن الموضوع خارج عن إطار الإرهاب فى حد ذاته، حادث سقوط طائرة روسيا، وقبله «أوتوبيس طابا» منذ 4 سنوات، يشير إلى أن هناك توجها من الحكومات الأوروبية، مازال قائما، وأجهزة المخابرات فى هذه الدول، لديهم اعتراض على ما يحدث فى مصر، لأن طابا ممنوع السفر إليها حتى الآن، وليس مجرد تحذير، وهذا المنع صادر فى ألمانيا، فى الوقت الذى تم فيه رفع الحظر عن شرم الشيخ فى ألمانيا، وتم رفع الحظر أيضا عن نويبع التى تبعد 120 كيلو مترا من مطار شرم الشيخ، إنما طابا التى تبعد 30 كيلومترا من المطار مازالت ألمانيا تمنع السفر إليها، وهذا تناقض صارخ، فهل ألمانيا لا تخشى على سياحها من السير 150 كيلو مترا فى الصحراء داخل أوتوبيس، وتخشى سيرهم لمسافة 30 كيلو مترا من مطار طابا؟.

السبب بسيط، فهم يعلمون أن سميح ساويرس شريك فى شركة اسمها FTI كانت فى السنوات الماضية من أكبر الشركات التى تجذب سياحا من ألمانيا، ويعلمون أيضا أن أسهل ما يمكن على سميح عمله من خلال ملكيته لشركة FTI، وشركة التوزيع التى تملك 7 آلاف محل، إنه «يقدر يضع صورة طابا فى الـ7 آلاف محل وبكره الصبح طابا هتتملى»، لذلك رفضوا التحذير، وتركوها ممنوع السفر إليها، أنا أقول إن هذا موضوع سياسى، ونفس القصة موضوع روسيا، موضوع روسيا ليس مطارات، وشركة فالكون، وجهاز الأشعة، لا، هذا مجرد اعتراض من رجال السياسة فى روسيا على موقف مصر فيما يتعلق بمعالجة موضوع الطائرة.

■ النجار: بحكم خبرتك.. صف لى حجم الأزمة حاليا فى مصر، وكيفية الخروج منها؟

كامل أبوعلى: أول مرة يوجد لدينا أزمة بهذا الحجم، أعتقد أن عدد الفنادق المغلقة كبير، فليس لدى إحصائيات دقيقة، لكن حتى العاملة منها تعمل بنسب متواضعة جدا، ومع كل احترامى لكل ما قيل، لكن هناك دورا للدولة يتمثل فى ضرورة وضع استراتيجية من البداية، أولا قبل كل شىء، فهذه ليست أول أزمة مرت بالقطاع ولا آخر أزمة، وأكيد هناك أزمات أخرى، الله أعلم ستصل إلى أين؟.

واستطرد: أمام أى حدث او مشكلة تمت سواء الطائرة الروسية أو الغردقة، كان لابد من وجود لجنة أزمات موجودة، تتحدث بأسلوب واحد وطريقة واحدة؟، مثلا فى دبى موضوع البرج يوم رأس السنة بعدها بساعة لم يتكلم أحد عليه، لابد من لجنة أزمات، تكون مشكلة من ناس مختصة، و«مش أى حد يطلع تصريح بعد كده، إحنا بنلاقى فى كل أزمة كل واحد بيتسابق إنه يطلع تصريح وإشاعة فى النهاية».

ساويرس: «أو متصرحش بحاجة خالص، غير ذلك يصبح الأسوأ»، أتذكر «حادث السكين» فى الغردقة، فى البداية، الجزيرة قالت أن هناك حزاما ناسفا، «وعلى ما حد من عندنا طلع اتكلم كان متأخر جدا»، هناك خلل فى معالجة الأزمات إعلاميا وإجرائيا، «كل مرة بتحصل مصيبة كده على ما يلموا بعض والمحافظ يكلم الوزير والوزير يكلم رئيس الوزراء وهكذا وكل دول يجتمعوا عشان يطلعوا أول بيان بتكون الجرائد والسوشيال ميديا شنعت أسوأ تشنيع».

كامل أبو على: «نفسى مرة فى مصر، نشتغل بأسلوب علمى منظم، وليس موضوع وزير ونائب وزير أو رئيس هيئة تنشيط السياحة»، نحن لا نملك شركة علاقات عامة فى الخارج حاليا أو سابقا، بالإضافة إلى أن الدعاية التى قمنا بها سرية، أنا كنت فى ألمانيا قضيت 5 أيام فى المستشفى، شاهدت التليفزيون، رأيت كل إعلانات العالم ماعدا إعلان لمصر، «ولا إعلان عن مصر.. وأراهنك أن يطلع إعلان فى مواعيد مظبوطة وعلى قنوات مظبوطة يعنى ممكن القنوات دى تكون مش موجودة عند عامة الشعب».

ساويرس: هناك سرية فى كل شىء، ولا أعرف السبب، حتى فى اتخاذ القرار، نحن نملك 70% من قطاع السياحة، ورغم ذلك لم يجلس معنا أحد، وهذا خلل فى حد ذاته.

كامل أبو على: لابد أن نعطى العيش لخبازه ونعمل بأسلوب علمى، نحن كمصريين معروفون بالفهلوة، لكن السياحة لا تحتاج فهلوة بل أسلوبا علميا.

■ النجار: أريد أن أعرف من الأستاذ حسام الشاعر، رؤيته للخروج من الأزمة، ولا أريد التركيز كاملا على الحملة بس، أريد رؤية شاملة للخروج من الأزمة؟

ساويرس: لكن أنا أريد أن نبدأ بالحملة الدعائية، وتشكيل لجنة لإدارة الأزمات، ونجرى لها تجربة، مثلا قنبلة فى ميدان التحرير، «هيعملوا إيه؟»

■ النجار: لكن هناك أساليب عالمية معروفة لإدارة الأزمة والإعلام والحملات وموجود فى كل العالم ولا نحتاج أن نبدأ من جديد.

أبو على: لابد أن يكون لدينا متحدث رسمى بمواصفات محددة، مثل الإمارات عندما حدثت واقعة الحريق بطائرة بعدها بالضبط بـ 45 دقيقة، صدر بيان يقول تفاصيل الحادثة، كل ممثلى الصحافة العالمية قرأوا البيان، الذى يتضمن كل أسئلتهم، وهو ما أدى إلى اختفاء الموضوع، «الحقيقة هنا كل واحد بيفتى وكل واحد بيطلع يقول كلمة، لازم يبقى عندنا جهاز لإدارة الأزمات بتشكيل مستمر بأعضاء ذوى مهام محددة، وأن يكون هو الجهاز الوحيد الذى يكون مهمته إصدار بيانات صحفية».

ساويرس: «يجب أن نسأل أنفسنا سؤالا: هل هناك استهداف لمصر؟، نعم هناك استهداف لمصر، طيب لما أنت عارف أن انت مستهدف مش تستعد؟، ولا تنتظر لحد ما الدنيا تخرب وبعدين تبحث عن أسلوب العلاج».

وأكيد ستحدث حوادث أخرى، خصوصا أن السياحة بدأت تستعيد عافيتها قليلا، وهناك حجوزات فى الشهور الثلاثة المقبلة، بالتأكيد هناك من سيحاول تخريب الوضع، فلابد أن نكون مستعدين، كما أنه لا يصح أن نصرف على حملة من أموال البلد وأموالنا نحن، كدافعين للضرائب، بشكل مباشر وغير مباشر، تحصل عليها الدولة من قطاع السياحة، ويتم صرف كل تلك الأموال، دون أن نجلس مرة واحدة فى اجتماع مشترك.

«احنا اللى بنجيب 70% من السياح، نقولهم إحنا محتاجين إيه فى أسواقنا؟، ولو عملت إعلانا فى ألمانيا، هل فى أحد منكم لن يستفيد؟ الكل سيستفيد، لايوجد حتى منافسة بيننا وبين بعض».

حسام الشاعر: النقطة الأساسية هى الدعاية والصورة الذهنية لمصر فى الخارج، والعلاقات العامة، وأرى ضرورة أن نتعلم من تلك التجربة، من أجل ما هو قادم، من خلال فتح أسواق جديدة، فى ظل استغلال السياحة فى السياسة، مع استمرار بذل الجهود فى أسواقى الأساسية، وهى ألمانيا وروسيا وإنجلترا، فلا توجد سياحة فى أى دولة بالعالم دون سياح ألمان أو إنجليز أو روس، ولكى أفتح أسواقا جديدة، لابد من منح تسهيلات على تأشيرات الدخول، بمعنى أنه من الممكن إتاحة الفرصة لمن يحمل تأشيرة «شينجن» مثلا، للحصول على تأشيرة فى المطار، وهذا الكلام مطبق فى دول أخرى مثل تركيا، وهذه أحد الحلول للخروج من الأزمة، فمثلا، الجزائر أرسلت لتركيا مليونا و200 ألف سائح، والمغرب أرسلت لتونس نفس العدد تقريبا، عن طريق فتح المجال أمام تأشيرات «شينجن»، رغبة فى زيادة أعداد السياح الوافدين إلى مصر، وهو نظام معمول به فى كل دول العالم.

سميح ساويرس: طبعا، وهو يعنى اللى اتقبل فى ألمانيا وإنجلترا أمريكا، هنيجى إحنا ونتنطط عليه هنا، فأنا لدى مشروع كبير فى مونتينجرو، والتى عانت من قلة الأموال اللازمة لعمل سفارات لها بالخارج، فكانوا يعتمدون على دول مثل كرواتيا وصربيا، لاستخراج تأشيرات دخول لهم، فطبعا هذا الأمر غير مجدٍ لهم من الناحية السياحية، فقلت لرئيس الوزراء هناك، طالما أنت معترف بك فى تأشيرة شينجن وألمانيا وأمريكا، إذن لا تقلق، امنح لمن يحمل تلك التأشيرات تأشيرة دخول فى المطار عندك، نظير 5 أو 10 دولارات، وبعد تطبيق ذلك القرار، حجم السياحة فى مونتينجرو، زاد 4 أضعاف، بسبب فتح التأشيرات.

حسام الشاعر: أتوقع أن لو ذلك النظام تم تطبيقه فى مصر، فإنه سيأتى إليها ما لايقل عن 3 أو 4 ملايين سائح، فى العام الأول لتطبيقه، من الجزائر وأفريقيا، وطبعا كل تلك الأعداد ستحجز فنادق عبر الإنترنت بأسعار مرتفعة، ولكن المشكلة فى مصر، أنه عندما نتحدث فى هذا الموضوع، تأتى الردود علينا، لتقول إن مصر تفتح الدخول بالتأشيرات مثل شينجن وغيرها بالنسبة للمجموعات السياحية المكونة من 5 أفراد مثلا، لكن هذا نظام «بيوارب الشباك»، فلو واحد قادم إلى مصر مع زوجته، سيضطر إلى الانتظار لدى شركة السياحة لإكمال مجموعته لتصل إلى 5 أفراد، وهو شىء صعب عمليا، خاصة إذا كان الزوجان يحملان تأشيرتين مختلفتين.

بالإضافة إلى ذلك، أرى أن هناك إقصاء لآراء المتعاملين فى القطاع السياحى، فكلنا يعمل كمستشارين للدولة وليس كرجال أعمال، ولايوجد مستثمر سياحى، يتصل به مسؤول تنفيذى، ليستشيره فى أمر ما، ولن يجيب عليه، ولو موجود فى أمريكا، سيأخذ طائرة ليأتى له، طالما ذلك فى مصلحة البلد، إذن لماذا لا نجتمع؟، الدكتور ممدوح البلتاجى، وزير السياحة الأسبق، كان دائم الاجتماع بنا، ليستمع لآرائنا، فنحن لا نفرض رأينا، ولكن نقول استشارة مجانية، ولك مطلق الحرية فى أن تأخذ بها أو تتركها.

فمثلا صدر قرار من رئيس الوزارء المهندس شريف إسماعيل، بتشكيل لجنة تضم 6 من القطاع الخاص، و6 من رجال السياحة، لتجتمع مرة شهريا، لوضع الحلول، ويعقبه اجتماع آخر مع رئيس الوزراء، وهذه اللجنة اجتمعت مرة واحدة فقط، استطعنا خلالها أن نقدم حلولا كثيرة فى الدعاية والجودة، ولم نجتمع بعد ذلك نهائيا، سواء داخل اللجنة أو مع رئيس الوزراء، ولا نعرف إن كانت تلك اللجنة موجودة أم تم حلها.

■ النجار: ربما تكون هذه وجهة نظر شخصية، أنا لا أرى إقصاء من الدولة بشكل عام، ربما هناك خلل إدارى.

سميح ساويرس: لا فأنا أرى أن هناك إقصاء متعمدا من الدولة لرجال الأعمال، خاصة إذا كان صوتهم عاليا، هناك شعور أنه إذا جلست مع رجال أعمال معهم 70 % من حركة السياحة، فإنهم سيقولون لى: «اعمل كذا واعمل كذا»، رغم أنى بحكم منصبى، من المفترض أن أقول لهم أنا «يعملوا إيه؟»، فهذا الخلاف الجوهرى فى تفكير رجال السياسة فى مصر، يجعل من يجلس على الكرسى، يشعر أنه هو من يقرر، إذن كيف نذهب نحن لنقول له، «أنت متقررش.. إنت تقعد تسمع».

■ النجار: لكن هذه معضلة أساسية فى الشخصية المصرية.

حسام الشاعر: لابد من إنهاء عقد شركة الدعاية الحالية، ولابد من التعاقد مع كل دولة مباشرة، خاصة الدول الخمس الكبار مثل ألمانيا وإنجلترا وروسيا، وهو النظام الذى كان معمولا به فى عهد الدكتور البلتاجى، شركة من كل دولة، تستطيع أن تسوق لى داخل دولها.

حامد الشيتى: أيضا لابد من دعاية وإعلانات فى المحطات العالمية مثل C.N.N وB.B.C، وليس فقط داخل كل دولة، فتلك هى المحطات التى يشاهدها كل العالم، فحينما تذهب لأى فندق عالمى، تجد تلك القنوات مفتوحة أمام الجمهور، وهذا ماكانت تفعله مصر سابقا.

■ النجار: ما رأيك فيمن سيقول إن تكلفة ذلك الأمر مرتفعة ماديا؟

حامد الشيتى: ما هو أنا عندى أزمة «قد كده»، لازم أصرف «قد كده»، ونحن علاقتنا مع الصحافة الأجنبية غير جيدة، أو نكون على علاقة بأصدقائهم، فبدلا من أن ينشر شيئا خاطئا عنى، على الأقل يعطينى الفرصة، بحكم علاقتى به، أنى أستطيع أن أضع بيانا صحفيا، قبل أن يكتب خبرا «أى كلام» يضر بسمعة مصر دوليا.

■ النجار: ما رؤيتك للخروج من الأزمة وفقدان التعامل مع الإعلام الدولى؟

- نورا على: حجم الأزمة مريع، ومنذ عام 1977، لم أشاهد أزمة أعنف مما يحدث الآن فى قطاع السياحة، وأنا أتفق مع الاستاذ سميح ساويرس، بأن الأزمة أساسها سياسية، «لأن فى حرب علينا فعلا، وكل ما نيجى نقوم، حاجة تحصل»، فمنذ شهر سبتمبر، ونحن فى حوادث متتالية، بدءا من حادث السياح المكسيكيين، ثم الطائرة الروسية، ثم مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، ثم طائرة قبرص، ثم الطائرة الفرنسية، وفى كل مرة نتأخر فى الردود، والتعامل مع الأزمة، فهل معنى أنه حصلت أزمة، أننا نقوم بوقف الدعاية؟، نحن أوقفنا فعلا الدعاية منذ 2015، وهذا الأمر خاطئ ولابد من مراجعته، ولابد من خلية لإدارة الأزمات، فمثلا، كنت فى دبى، أحصل على دورة تدريبية على كيفية إدارة الأزمات، والمحاضر الألمانى، ضرب مثلا بإمارة دبى فى كيفية القيام بأفضل تعامل لإدارة الأزمة، فى حادث حريق برج دبى، وضرب مثلا أيضا بحادث الغردقة، الذى حاول فيه شاب الاعتداء على سياح بسكين، كأسوأ تعامل مع الأزمة.

حسام الشاعر: على فكرة هذا الحادث تم، والدولة موقعة عقد مع شركة دعاية.

نورا على: الشركة موقعة منذ 2015، ولا أعلم التعاقد معها، كان على أى أساس، لكن عامة لو تعطى تلك الشركة معلومات مضبوطة، ستعطيك حملة مضبوطة، هذا أمر له ناس متخصصة وأكاديميون، يستطيعون تقديمه، فمن داخل هيئة سياحية أو الوزارة، لديه الكفاءة والعلم، الذى يؤهله لتقييم تلك الشركة؟، وحتى الشركة إذا فعلت شيئا ما، من سيراقبها، ويقيم أداءها؟.

■ النجار: هل يمكن الخروج من الأزمة بتنويع الأسواق؟

- ناصر عبداللطيف: بالطبع لن نستطيع الاستغناء عن أسواق بنيناها على مدار 15 عاما، مثل السوق الروسية أو الإنجليزية، وصعب أن نبدلهما فى يوم وليلة، فمثلا السوق الأوكرانية، سوق واعدة جدا، لكننا نحتاج تسويقا أفضل، فتركيا تحصل على مليون سائح أوكرانى، لذلك نحتاج إلى زيادة تسويقنا فى تلك الدول، دون الاستغناء عن أسواقنا الرئيسية، ونحن فعلا نحتاج إلى شركة علاقات عامة، وقطاع خاص ينهض بمستشاريه، ليقوموا بدورهم، بالإضافة إلى إنهاء مشكلات الطيران.

■ النجار: ما رؤيتك بشكل عام لأزمة قطاع السياحة؟

- محمد سمير عبدالفتاح: الأزمة الحالية، أكبر أزمة شهدتها مصر منذ بدء رواجها السياحى، أزمة غير مسبوقة منذ 6 سنوات، ولم نر ذلك من قبل، وجزء منها سياسى، وجزء أكبر كأخطاء منا، الدكتور البلتاجى، كان لديه تجربة، صعدت بأرقام مصر السياحية، من مليون إلى 8 ملايين سائح، فى أسوأ فترة كان بها حوادث إرهابية فى مصر، فبعد حادث الأقصر، قيل لنا: «أنتم لن تقوموا إلا بعد 10 سنوات»، لكن بعد عام، لم يكن هناك سرير واحد شاغر فى مصر، وذلك يؤكد أنه من الممكن أن ننهض بالسياحة، رغم التحديات الحالية، مثلا نحن نتحدث عن أوكرانيا كسوق واعدة، فأنا قادم من هناك مؤخرا، وأستطيع أن أقول لك، إننا لم نفعل أى مجهود هناك على المستوى الحكومى، وكل ما استطعنا جذبه، كان بمجهود القطاع الخاص.

وللأسف لم يتم افتتاح أى مكتب سياحى مصرى فى السوق الأوكرانية، فهى الدولة الوحيدة التى لم تصدر تحذيرا للسفر إلى شرم الشيخ، وسياحها كانوا يملأون شرم الشيخ، فى ذروة الأزمة هناك، ورغم ذلك لا يوجد لنا مسؤول سياحى فى أوكرانيا، التى يصل تعدادها إلى 42 مليون نسمة، فى حين يجلس ممثل لنا فى التشيك، التى يصل تعدادها 10 ملايين نسمة، فبالنسبة للأسواق الجديدة، نحن نستطيع أن نفتح أسواقا جديدة فعلا، لكننا لا نفعل شيئا، نحن نتكلم فقط.

نحن فى الأسواق الرئيسية لم نفعل شيئا، فهل سنفعل فى الجديدة؟، ولابد من حملة دعائية فى أعلى مستوى بصورة علمية مضبوطة كى تحقق نجاحا، فنحن فى جمعية استثمار البحر الأحمر، قدمنا اقتراحا بإعادة هيكلة هيئة تنشيط السياحة، لتضم القطاع الخاص، فى ثلثى تشكيلها، بجانب الثلث الآخر للقطاع العام، وخبراء تسويق عالميين ومصريين، وقلنا إننا مستعدون لتحمل تكلفة الخبراء العالميين، فلابد أن يتم وضع القرار بشكل جماعى، وأن يكون الجميع من العاملين فى المنظومة جالسين على منضدة واحدة تضم أصحاب المصلحة والخبرة، ولابد من دور للهيئة العامة للاستعلامات، فى التعامل مع الصحافة الأجنبية، فى ظل استمرارها فى الحصول على أى خبر سلبى وتضخيمه.

ناصر عبداللطيف: نحن مستعدون لأن نكون مستشارين مجانا للدولة، أوكرانيا دولة مشابهة لنا، لابد أن نستقدم 100 طائرة من أوكرانيا كل أسبوع، عن طريق زيادة الدعاية والتسويق، وهذا يتطلب منطومة واحدة للسياحة والطيران.

■ النجار: من يمتلك سياحة، يمتلك طيرانا، فكيف ننهى مشكلات الطيران الشارتر؟

- سميح ساويرس: أولا، لا يوجد شىء فى الدنيا اسمه وزير للطيران وآخر للسياحة، والعهد الذهبى للسياحة فى مصر، كان فى عهد فؤاد سلطان، وزير السياحة والطيران، لكن الآن وزير الطيران يقول:«أنا مالى أهم حاجة مطاراتى وميزانيتى»، وهو ما يجعله لا ينظر إلا للطرق التى يزود بها ميزانيته وإنجازاته، وليس سرا أن نقول إن وزيرى الطيران والسياحة ليسا متفقين، وهل هناك من يتعامل مع السياحة ولا يتعامل مع الطيران؟.

حامد الشيتى: الوزارتان لابد من دمجهما، لتسهيل الإجراءات للمتعاملين، وأرى أن دعم طيران الشارتر، يساعد على زيادة عدد الكراسى المطروحة، وللأسف لا يوجد شفافية فى التعامل مع ذلك الأمر، ولا يوجد فيه قواعد ثابتة تنطبق على الجميع، ومعلنة وواضحة لكل من يستطيع جذب أكبر عدد من المقاعد، وهو ما لم يحدث، وجعل بعض الشركات تقع فى مشكلات مع بعضها البعض.

كامل أبوعلى: قبل كل شىء، هدفنا واضح، نحن وطنيون نخاف على بلدنا، وأموالنا بالكامل داخل مصر، والمجموعة الموجودة الآن، كلها تستثمر فى عز الأزمة، لكن الاهتمام الحاصل ذلك العام، بإحداث الخلاف بين الشركات، عن طريق اعتماد أسلوب السرية فى التفاوض مع شركة دون الأخرى فيما يخص الدعاية والتسويق، أدى إلى عدم شفافية المفاوضات و«الشركات وقعت فى بعض».

محمد سمير عبدالفتاح: مطاراتنا أغلى مطارات فى العالم، الطائرة التى تأتى مصر، تدفع ضعف مع تدفعه فى أى دولة أخرى، فلو دفعت 5000 فى تركيا، تدفع فى مصر 10 آلاف، وإذا أردنا سياحة فعلا، فلابد أن تكون مطاراتنا أسعارها تنافسية، فنحن لا نقدم دعما لطيران الشارتر، لأن ما نقدمه للشركات، يأخذه المطار ثانية، أوكرانيا مثلا، فى الصيف الماضى، أخذت كل طائراتها، وحولتها إلى تركيا، لأنها أرخص من مصر، بالنسبة لرسوم الٌإقلاع والهبوط، بخلاف أن أسعار البترول لدينا أعلى من أى دولة أخرى.

نورا على: الضوابط متأخرة، رغم أن التعاقد مع الطيران يتم فى مايو، ولابد أن يكون هناك شفافية وعدالة.

حسام الشاعر: حسبنا التكلفة أمام الدول المنافسة لنا مثل تركيا وتونس وإسبانيا، وجدنا أن 110 دولارات زيادة على كل فرد، قبل وضع سعر الفندق، كميزة سعرية لتلك الدول أمام مصر، بالإضافة إلى أن تلك الدول المنافسة تفرض ضرائب أقل من المفروضة فى مصر، فبالتالى أى أسرة عندما تجد تلك الزيادات ستذهب إلى الأسواق المنافسة.

سميح ساويرس: الحل هو ألا يكون هناك وزير سياحة وآخر للطيران، وزارة الطيران كانت تنوى زيادة رسوم الهبوط والإقلاع، فكلمت وزير السياحة وقلت له: «الحق هتبقى فضيحة بجلاجل، إزاى وزارة السياحة تعطى دعما لطيران الشارتر، وتأتى وزارة الطيران لتأخذه من الناحية الأخرى؟»، فمثلا الطيران الشارتر، عندما يعود بـ20 أو 30 مقعدا شاغرا، ممنوع عليه أنه يركب عليه ركاب عاديون، وذلك بهدف «شنكلة» طيران الشارتر، طيب ليه، ده إحنا فى عرض أن السائح يرجع تانى؟، وذلك لأن المسؤول عن المطار، يمشى بمبدأ «تتحرق السياحة، أهم حاجة مطاراتى تمام».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية