طالبت جمعية رجال الأعمال المصريين الحكومة بتوجيه الدعم السياسي والحكومي لإنجاح مشروعاتها في السوق الإثيوبية على غرار ما تفعله الحكومة الصينية وبعض الدول العربية التي تحرص على متابعة نشاط الشركات الخاص في هذه الدول.
وقال حسين صبور، رئيس الجمعية لـ«المصري اليوم»، إن استهداف السوق الإثيوبية بالصادرات «أمر شاق ومكلف بسبب غياب المواني واعتماد إثيوبيا على استيراد منتجاتها من خلال جيبوتي، وهو ما يدفعنا إلى إقامة استثمارات تنتج ما يتم استيراده».
وأضاف أن مجموعة السويدي للكابلات طبقت هذه التجربة وأقامت مصنعا باستثمارات 50 مليون دولار للكابلات وهو ما تحتاجه السوق الإثيوبية، فضلا عن دراسة المجموعة لمشروع توليد الطاقة الكهربائية من الرياح في غياب البترول والكهرباء.
وحول التواجد الإسرائيلي أكد صبور أن هذا التواجد «ينحصر في زراعة الزهور والفراولة وتصديرها بمبالغ كبيرة إلى دول الاتحاد الأوروبي».
وأضاف أنه «بالرغم من الغياب المصري إلا أنه يمكننا العودة مرة أخرى إلى إثيوبيا والدول الإفريقية من خلال السياسة، لكن ما يحتاجه المستثمرون المصريون هو الدعم الحكومي».
وأشار إلى أن «الصين غزت هذه الأسواق في هدوء وبمساعدة الحكومة، وهو ما فعله الماليزيون في السودان، خاصة في مجال استكشاف الغاز الذي بدأت تسيطر عليه الشركات الماليزية»، مضيفاً أن بعض الدول العربية والخليجية بدأت في تنفيذ سياسات زراعية داخل إثيوبيا وإريتريا لتوفير الأمن الغذائي.
وأوضح أنه قبل عام 1967 «كانت هناك شركة النصر للاستيراد والتصدير بتواجدها القوي في إفريقيا، فضلا عن المائدة المستديرة التي أهملتها مصر وتزعمتها جنوب إفريقيا حاليا لتستفيد من خلالها بزيادة قروضها من بنك التنمية الإفريقي، رغم أنه تم تأسيس هذه المائدة والإعلان عنها في القاهرة».
وطالب صبور البنك الأهلي وبنك مصر بتفعيل فكرة صندوق المليار دولار لتمويل المشروعات المصرية في إثيوبيا.
من جانبه قال أيمن عيسى، رئيس مجلس الأعمال المصري الإثيوبي المشترك، إن هناك نتائج إيجابية تحققت على خلفية زيارة وفد رئيس الوزراء العام الماضي، حيث تضاعفت الاستثمارات منذ هذه الزيارة غير أن المسألة تحتاج لمزيد من الجهد للتواصل.
وأضاف عيسى أن «الأمور تحركت على مدار العامين الماضيين، وقفزت الاستثمارات المصرية في إثيوبيا من 300 مليون دولار إلى مليار دولار».
وقال المهندس إبراهيم محلب، رئيس شركة المقاولون العرب، إن الشركة تتقدم لأكثر من عطاء حاليا في إثيوبيا، خاصة بعد إخطارها بفوزها بمشروع إقامة شبكة أنفاق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بقيمة 35 مليون دولار.
وأضاف محلب أن الشركة لديها فرع في إثيوبيا وستقوم بتدريب مهندسين إثيوبيين خلال الفترة المقبلة.
قال رؤوف السيد، رئيس قطاع المحطات في شركة «إيليجيكت» التابعة لقطاع الأعمال العام، إن الشركة لم تحصل على أي عطاء حتى الآن في إثيوبيا منذ اطلاعها على المشروعات الحكومية هناك خلال زيارة ديسمبر 2009.
وكشف أن هناك أعمالا مع الحكومة الإثيوبية يمكن الاتفاق على تنفيذها لكنها تتوقف على التمويل، خاصة أن السوق الإثيوبية متعطشة للكهرباء.
وأشار إلى أن الصين تقيم مشروعاتها في إثيوبيا في العديد من المجالات، على أن تتولى الحكومة الإثيوبية سداد تكلفة المشروع بالتقسيط، على فترات تبدأ من 20 عاما.
واقترح السيد إمكانية ربط إثيوبيا بالشبكة الكهربائية من خلال خطوط الربط بين مصر وشمال وجنوب السودان.