x

نيوتن رسالة من زوجتى وأخرى نيوتن الخميس 20-10-2016 21:23


تعليقان على موضوع واحد. رسالتان حول مقالى «الحجاب الآخر». الأول من زوجتى، فهى غير مقتنعة بما كتبت هنا على مدى يومين عن الحجاب. حتى أكون دقيقاً هى مختلفة معى ومع ما جاء فى المقالين. أنشر وجهة نظرها هنا دون حذف أو إضافة. كما أنشر الرسالة الأخرى كما هى، والتى وردتنى من سيدة تتخفى تحت اسم رجل.

«الخلاف لا يفسد للود قضية. فى حالتنا الأمر ليس خلافاً بل اختلاف. وجهة نظرى أن المشكلة ليست فى حجاب المرأة. الحجاب جزء من الشخصية المصرية. المسلمة والقبطية والفرعونية. على اختلاف الديانة. الحجاب كان دائما اختياريا، فهذا أولا وأخيرا زى. يرتدى طواعية وبالاختيار، ولم يفرض على أهلنا بالريف ولا فى الصعيد. كان يأخذ شكل الطرحة. ولم يفرض كذلك على بنت البلد أو بنات بحرى، وكان يأخذ شكل البرقع. نعم كان دائما اختيارا حرا، يناسب من اختاره.

المشكلة تبدأ عندما نحاول أن نجعله فرضا، ملزما، ورمزا دينيا نزولا على فتوى من هذا أو رأى ذاك. هنا يتجاوز الأمر قطعة القماش. هنا يتحول إلى تسلط واستبداد على عقل المرأة، وعلى إرادتها الحرة، وإهدار لحريتها وكأنها لن يصونها إلا قطعة القماش تلك.

الزى لم يكن أبداً مشكلة. إنما المشكلة الحقيقية تبدأ عندما نفرض على المرأة، الأم أو الزوجة أو الابنة، منهجا فكريا منغلقا يسلب منها حقها. يختزل دورها. ويجعلها مصنعاً لإنتاج الأطفال، ويسلب منها مسؤوليتها.

أهم شىء، وأهم من الحجاب، بدلاً من إثارة القضية بهذه السطحية وبهذا الشكل، لماذا لا تكون القضية هى تعليم المرأة وتثقيفها؟!

وعندما ثارت هدى شعراوى- رحمها الله- ضد الحجاب، لم تكن ثورتها على قطعة القماش التى توضع فوق الرأس، بل على حجاب العقل. كانت ثورتها من أجل أن تنال المرأة حقوقها فى المجتمع. وفى مقدمة هذه الحقوق الحق فى التعليم. والحق فى العمل. ونحن بعد مرور كل هذه السنوات على ثورة أو صرخة هدى شعراوى مازال الحال هو الحال».

عزيزى نيوتن

أتابع مقالاتكم بشكل يومى، وقد وقفت عند بعضها كثيراً من شدة إيجابيتها، وكم كنت أتمنى أن هذه الموضوعات التى تخص صميم الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية، وضَعْ تحت الأخلاقية عدة خطوط.... شكراً جزيلا على وطنيتك.

أتابع منذ يومين مقالاتكم عن موضوع مديرة المدرسة التى عاقبت تلميذة على عدم ارتداء غطاء للرأس، وتحرك بداخلى ما كنت أشعر به منذ عدة سنوات، فأنا أسكن بحى المعادى وتوجد مدرسة كبيرة أمام منزلى تسمى (آل عثمان) أرى الفتيات الصغيرات وهن يرتدين غطاء للرأس، ثم ما أحزننى فعلاً أن وجدت من بين المدرسات بعض المنتقبات، والمدرسين ذوى الذقون والجلابيب والطواقى.

وشعرت كمواطنة عادية محجبة بأن هذا التغلغل الطائفى للتعليم مدروس بدقة ومخطط له بطريقة لتغيير المجتمع على المدى البعيد، وقررت أن أقف أمام منزلى لعدة أيام لأتابع الشكل العام للمدرسات، فوجدت بعض المدرسات يرتدين ملابس تشبه إسدال الصلاة، فسألت إحدى المنتقبات «إنت مدرسة هنا» أجابت (أيوه)، وهل تقومين بالتدريس وأنت مرتدية النقاب؟ وكيف يتعرف عليك التلاميذ، قالت: والله هم عارفينى من تعاملاتى وصوتى، وأنا باعطيهم الإحساس بالزى الدينى الواجب ارتداؤه!

ثم فى اليوم التالى استوقفت مدرساً من مطلقى اللحى، وكان يحدثنى وهو ينظر إلى الأرض، بالرغم من أننى محجبة، وسألته «حضرتك مدرس إيه؟»، فأجاب بأنه مدرس للعلوم، فقلت له الآن فقط أنا اطمأننت على الجيل الصاعد، فلم يفهم ما أقصد وقال بالحرف «ربنا يقدرنا على إنشاء جيل يلتزم بالإسلام».

أرجو منك الكتابة دائما فى مثل هذا الموضوع وهكذا موضوعات تهم مستقبل المجتمع، وألا تكل ولا تيأس حتى يستيقظ مسؤولو التعليم فى مصر، وإيجاد حلول لهذا السوس الذى ينخر فى الأجيال الصاعدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية