انطلقت فعاليات مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز، أمس الخميس، في دورته الثامنة، والتي تستمر حتى 22 أكتوبر الحالي، بالحرم اليوناني بمكتبة الجامعة الأمريكية القديمة «الجريك كامبس»، التي تستضيف مهرجان الجاز العالمي منذ إطلاقه عام 2009، ويشارك في هذه الدورة أكثر من 100 فنان، جاءوا من 12 دولة وهي «مصر، ألمانيا، الدنمارك، هولندا، البحرين، البرتغال، اليابان، المجر، بنما، بولندا، النمسا، سويسرا، التشيك».
وشارك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة المهرجان، برئاسة عمرو صلاح، الفنانون حمزة نمرة، والمطربة اللبنانية تانيا صالح، ونهى فكري، وقال الفنان حمزة نمرة، إنه لم يتم منعه من الغناء أو شطبه من نقابة الموسيقيين، مؤكدًا أنه لا ينتمي لأي جماعة سياسية تعمل ضد القانون.
وأعرب «نمرة» عن سعادته بالمشاركة في المهرجان ضمن سعيه لتطوير تجربته الموسيقية، ونفي ما تردد عن منعه من الغناء أو شطبه من نقابة الموسيقيين وقال: «أعمل وأقدم حفلاتي الغنائية، دون أي معوقات».
وقال عمرو صلاح، مدير المهرجان، إن الأمر بدأ بمبادرة شخصية من مجموعة أصدقاء سعوا لإقامة حدث دولي محترم- على حد وصفه- يقدم موسيقى الجاز، وطالب الدولة بدعم مثل هذه المبادرة، وأشاد بالدعم الذي يلقاه المهرجان من هيئة تنشيط السياحة وبعض السفارات الأجنبية التي تدعم مشاركات فناني بلادها في المهرجان.
وقالت الفنانة المصرية نهى فكري إن الجاز لون موسيقى يصعب تسويقه في مصر، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات المهرجان بانتظام، إيمانا منها بأهميته كحدث دولي، وقالت إن حفلها مع عمرو صلاح سيشهد تقديم أغنيات شرقية بنكهة موسيقي الجاز، وهي مغامرة تتمنى أن تحوز إعجاب جمهور المهرجان.
وقالت الفنانة اللبنانية تانيا صالح، إن وجودها في مصر يمثل سعادة كبيرة، لكونها بلدا يرتبط بذكريات عائلية دائما ما منحت أسرتها بهجة مضاعفة، وتابعت: "تربيت على الموسيقى المصرية ولذلك لا أعتبر نفسي غريبة عن هذا الجو، وأوضحت أنها ستقدم حفلها بمصاحبة الفنان المصري حازم شاهين، الذي يقدم موسيقى شرقية متطورة، والتحدي أن تكون جزءا من مهرجان للجاز".
ومن الفرق المميزة التي تشارك هذا العام: الثلاثي Rom – Schaerer – Eberle، وذلك بتعاون مشترك بين المنتدى الثقافي النمساوي، وسفارة سويسرا بالقاهرة، والمغنية البرتغالية، وعازفة البيانو الشهيرة «كارمن سوزا»، التي تشارك لأول مرة برعاية معهد كامويش البرتغالي.
أما اليوم الثاني الموافق الجمعة 21 أكتوبر، فيشمل عروضا للأطفال، والمواهب الشابة، بالتعاون مع مركز «آرت مانيا للفنون»، بالإضافة إلى ورش تعليمية، وحلقات عزف مشترك للشباب والموسيقى، بهدف توسيع الوعي بثقافة موسيقى الجاز، ويحمل برنامج الجاز للأطفال اسم «جازينينو» وهي تصغير لكلمة «جاز»، حيث ينظم د. سامي إبراهيم، أستاذ البيانو بكونسرفتوار القاهرة، ورش عمل للأطفال، للتعريف بموسيقى الجاز، والتي يليها عروض قصيرة من إنتاج «آرت مانيا» للمواهب الصغيرة والشابة.
ومن أبرز الفرق في اليوم الثاني للمهرجان أوركسترا «Andromeda Mega Express» الألماني، المكون من 20 عازفا، من 7 دول مختلفة، يقيمون جميعًا بمدينة برلين، كما يحتفل الفريق هذا العام بمرور 10 أعوام على تأسيسه، تحت رعاية معهد جوته والسفارة الألمانية.
كما تشارك أيضًا مؤسسة اليابان بعازفة الساكس فون الشابة «Saori Yano»، التي تفتتح اليوم بصحبة فرقتها المكونة من (أرغن ودرامز)، تعزف الفرقة مؤلفات «Saori Yano»، وأعمال الجاز العالمية بأسلوب «البي بوب»، والسوينج. ومن مصر تشارك مجموعة شادي القصير، عازف الساكس فون، والمؤلف الموسيقي.
وتشارك السفارة الملكية الهولندية بمشاركتها في رعاية عازفة الهارمونيكا الهولندية الشهيرة «Hermine Duerloo»، مع ثلاثي «Rembrandt Frerichs Trio»، ومن الطريف أن «Rembrandt Frerichs» عازف البيانو بدأ مشواره الفني في مصر في منتصف التسعينيات حينما كان يعمل مدرساً للموسيقى، وهو الآن يعد من أبرز مؤلفي موسيقى الجاز الأوروبيين، وله أعمال كثيرة فازت بجوائز هامة، وشارك في أهم المهرجانات الدولية.
أما ختام اليوم الثاني للمهرجان، فهو من نصيب فريق «H.O.H»، المشروع الموسيقي الجديد الذي يضم ثلاثة من أقطاب الموسيقى المصرية البديلة هم «هاني عادل- مطرب فريق وسط البلد والممثل المعروف، هاني الدقاق- مطرب فريق مسار إجباري وعازف الجيتار، أوسو- الذي عمل مع فرق مصرية رائدة مثل: «افتكاسات» وهو أحد مؤسسي فريق «نغم مصري»»، ومشروع H.O.H يعتبر من الفرق المصرية الناجحة على الصعيد الموسيقي المعاصر وذا شعبية واسعة بين الجمهور المصري الشاب.
ويستعرض اليوم الثالث الموافق السبت 22 أكتوبر، ألوانا متعددة من موسيقى الجاز، تبدأ بـ المشروع «البنمي – المصري» المشترك، الذي يحمل عنوان Pan-African Jazz Project، برعاية سفارة بنما بالقاهرة، ومؤسسة Danilo Perez الثقافية، التي تشارك بثلاثة عازفين من أساتذة موسيقى الجاز اللاتيني في الأكاديمية الوطنية للموسيقى في بنما، ويشارك من مصر نخبة من موسيقيي الجاز هم «عازف البيانو والمؤلف هشام جلال، عازف البركشن ضياء بدر، المغنية الشابة آمي فريجيه».
يأتي هذا اللقاء الموسيقي في إطار توجه مهرجان القاهرة للجاز نحو تقديم أعمال مشتركة تجمع الفنانين المصريين بالفرق الدولية الزائرة، وإتاحة المجال لتبادل الخبرات، وتعزيز التواصل الثقافي، وتقارب الثقافات والحضارات.
وعلى هامش المشاركة البنمية- المصرية، تُعقد ورشة عمل صباح اليوم الأخير للمهرجان، حول العلاقة التاريخية بين الإيقاعات البنمية، والأفريقية، وذلك في إطار الأنشطة التعليمية التي يقدمها المهرجان.
ومن الدول التي يستضيفها مهرجان القاهرة للجاز لأول مرة هذا العام (بنما، المجر، بولندا)، وتشارك الأخيرة بالرباعي الوتري Atom String Quartet، الذي يقدم أعماله الحاصلة على ثلاث جوائز «فريدريك» متتالية، التي تعد أعلى جائزة موسيقية في بولندا. في حين يستضيف المهرجان لأول مرة عازف البيانو العالمي Norbert Kael، وفرقته برعاية المعهد المجري.
من ناحية أخرى، تستمر الدول المصاحبة للمهرجان منذ بدايته في تقديم أعمالها الفنية وهي (هولندا، اليابان، ألمانيا، البرتغال، النمسا، الدنمارك،)، وذلك حرصًا منها على الظهور والتواجد بالمهرجان.
فتقدم الدنمارك في اليوم الأخير مغنية الجاز الصاعدة Karmen Roivassepp، وفرقتها التي تعزف على المسرح الرئيسي للمهرجان بالتعاون مع المعهد الدنماركي المصري للحوار DEDI.
وللمرة الخامسة، يستضيف المهرجان مغنية الجاز الشابة نهى فكري، يلي ذلك حفل ختام المهرجان، الذي يقدمه الفنان المصري حمزة نمرة، المهرجان يقام تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة، وبمشاركة السفارات والمراكز الثقافية للدول المشاركة، وعدد من المؤسسات الثقافية الدولية، كما تنظم عروض ما بعد المهرجان في عدة أماكن، منها: «كايرو جاز كلوب»، وفندق سميراميس إنتركونتننتال، انطلاقا من اعتبار المهرجان حدثا ثقافيا دوليا ذا أبعاد سياحية على الأجندة المصرية، وتوسيع قاعدة محبي موسيقى الجاز في مصر.