حالة من الاستياء الشديد تجتاح أهالى المحافظة، خاصة ممن تستلزم ظروفهم اليومية استخدام طريق الميناء الشرقى على طريق الكورنيش، وبالتحديد بداية من منطقة السلسلة، مروراً بالمنشية، وصولاً إلى حى الأنفوشى، حيث تشهد تعطلًا مروريًا، خاصة مع أوقات الذروة وتستغرق ما لا يقل عن نصف ساعة إلى ساعة كاملة حتى يمكن عبور هذه المنطقة للتوجه حيث تريد ذهاباً وإياباً.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تدرس المحافظة كيفية التغلب على الأزمة المرورية التى تشهدها المنطقة، من خلال إيجاد حلول بديلة لمنع التكدس اليومى الذى يبدأ من الظهيرة «وقت الذروة» وحتى الساعات الأولى من الليل إلا أن وجود الآثار الغارقة بها يؤدى إلى «استحالة» عمل أى توسعة بتلك المنطقة فى حين أن المقترحات البديلة تبدو مكلفة إلا أنها تظل مطروحة.
رصدت - «إسكندرية اليوم»- معاناة السائقين والمواطنين من المارة الذين وصفوا الحياة اليومية بـ«المعاناة»، قالت آية محمد، طالبة فى الفرقة الثالثة بكلية التجارة، إن الوصول إلى المجمع النظرى من منزلها بمنطقة الأنفوشى، أصبح صعباً للغاية ويحتاج لوقت طويل، وأضافت أظل حبيسة الأتوبيس أو الميكروباص لفترة تصل إلى الساعة، حيث تضيع أكثر من نصفها من أمام محكمة الحقانية بالشاطبى، كما أننى أحياناً أحاول اللجوء لوسائل بديلة ولا أجد سوى الترام أمامى، إلا أن عدد العربات قليل وأنتظره وقتاً طويلاً فضلاً عن سيرها ببطء، فى الوقت الذى أكون فيه ملتزمة بمواعيد المحاضرات. وتساءل أشرف عبد الله، عامل بأحد المطاعم على طريق الكورنيش بالمنطقة، عن سر عدم إدراج منطقة الميناء الشرقية ضمن خطة توسعة الكورنيش التى أجرتها المحافظة، وأضاف أنه ينهى عمله فى تمام الرابعة، وعقب خروجه من العمل يجد صعوبة فى ركوب أى من وسائل المواصلات، وإذا ما حصل عليها فإن معاناة جديدة تبدأ بالوقوف لأوقات قليلة حتى تسير السيارة سنيمترات حتى تعاود الانتظار ثانية».
وقال صبرى عبد الرحمن، سائق مشروع على طريق العصافرة بحرى، إن مشوارى لا يستغرق سوى نصف ساعة فى الدور الواحد، أما من الأنفوشى وحتى منطقة السلسة فقط تتسبب فى ضياع أكثر من ساعة على الطريق، الأمر الذى يجعله يحدد نهاية الخط عند الشاطبى على أن يعود إلى العصافرة ثانية، ليصبح طريقه العصافرة الشاطبى، وهو الأمر الذى شكا منه كل من محمود طاهر، وحاتم صادق، وهنية موافى، ورحاب مصطفى، بسبب قلة السيارات التى تصل إلى منطقة عملهم، فضلاً عن تعرضهم للاستغلال - على حد وصفهم - وأكدوا أن بعض السائقين يكتفون بالذهاب حتى مجمع الكليات الأمر الذى يمثل لهم إزعاجاً غير عادى.
وقال أحمد الصادق «مهندس»، إن زحام المواصلات وتعطل حركة المرور المستمر جعلانى لا أفكر فى شراء السيارة، وعلى المحافظة أن تضع الحلول البديلة، حيث تعانى المنطقة من تكدس سكانى ومرورى مستمر.
وأكد محمد لطفى، عضو المجلس المحلى بلجنة المواصلات، أن هناك خطة إصلاح وتوسعات كبيرة ستتم قريبًا، وأنه ستتم توسعة الشارع على طريق البحر، وستدخل السيارات على سور البحر إلى مسافة تقارب 10 مترات داخل الشاطئ، وأن المحافظة ستبدأ عملها اعتباراً من بداية العام الجديد.
وأضاف: «هناك جير مردوم سيتم تثبيته ومساواته بالشارع، مؤكداً أن إجراءات التوسعة لن تضر بالمحتوى الأثرى المتواجد بتلك المنطقة، بعد أن أثبت عدد من الدراسات عدم إضرار عمليات التطوير بالآثار الغارقة». فيما رفض الدكتور عزت قادوس، عضو اللجنة الدائمة لحماية الآثار، فى البداية أى أعمال من شأنها توسعة الكورنيش من منطقة السلسلة وحتى الأنفوشى نظراً لكونها منطقة آثرية. وقال: «إن الميناء الشرقى كله آثار غارقة، تعود إلى عهد تأسيس المحافظة عام 330 قبل الميلاد، مؤكداً أن تلك المنطقة كانت الميناء الأصلى للمحافظة قبل استخدام الميناء الغربى حالياً بمنطقة الجمرك، وأنها كانت مهملة نظراً لبعدها، وضمت سابقاً الحى الملكى، والموانئ، والترسانة البحرية.
واستبعد قادوس، أن تتم التوسعة على طريق الكورنيش بمنطقة السلسلة، مؤكداً أن البحر نفسه جار على المناطق السكنية، وهو ما اتضح بعد اكتشاف قصر كليوباترا فى الميناء الشرقى، وأن وجوده تحت المياه دليل على أن البحر جار على اليابس وابتلع بعض المبانى، الأمر الذى يصعب معه الدخول على البحر، فى الوقت نفسه أكد أن نفس الأمر لا ينطبق على الجهة السكنية المقابلة، معتبراً أن ما بها يعتبر من الآثار لتخطيها الـ100 عام على إنشائها طبقاً لقانون حماية الآثار الصادر عام 84. واقترح، زيادة طرق المشاه بتحويل بعض المناطق، والتخفيض من عدد السيارات التى تمر من على هذا الطريق لتخفيف العبء عن المنطقة، على أن يتم استخدام الترام فى هذا الحيز السكنى يضمن نقل الركاب بصورة أسرع وأوفر وتساعد على تخفيف الضغط.
من جانبه طالب الدكتور عادل الكردى، عميد كلية الهندسة، بإعادة التخطيط المرورى وأن يكون الشارع متساوياً فى مساحته، مؤكداً أن الاختناقات فى الكورنيش عديدة، رغم أن الكورنيش مصمم على 4 حارات، إلا أنه تجدها فجأة تقل إلى الضعف وتصبح حارتين فقط، وتتسبب فى زيادة الاختناقات المرورية، مشيراً، إلى أن منطقة السلسلة وحتى المحكمة من أكثر الأماكن التى تعانى التكدس المرورى، مؤكداً أن تلك المنطقة أثرية، الأمر الذى يصعب معه أعمال الردم والهدم، مما يقلل من فرص التوسعة. وقدم الكردى عدة حلول، من بينها إنشاء كوبرى معلق على أن نجعله طريقاً واحداً أى يسير فى اتجاه واحد، وأن يكون الطريق الأرضى إتجاه واحد معاكس، كما تقدم باقتراح آخر يعتمد على استغلال طريق الترام، على أن يكون عاملاً مساعداً، على أن يكون طريقًا فى اتجاه واحد على عكس طريق الكورنيش، رافضاً فكرة الدخول على مساكن الأهالى المقابل لطريق الكورنيش، لأنها ستدخل فى نطاق المناطق الأثرية، موضحا أن الحلول البديلة مكلفة وتحتاج إلى جهد ومساهمات عالية، وقال: إن الكلية أعدت مشروعًا عامًا حول التوسعة المرورية.