شن قيادات حزب الوفد هجوماً عنيفاً على المهندس أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، بسبب مقال نشرته له إحدى الصحف القومية، والذى قال فيه إن حزب الوفد خاض انتخابات مجلس الشعب، بمرشحين من خارج الدوائر وليست لهم شعبية، وإن «الوفد» منذ عام 1995 لم يزد عدد نوابه على 6 نواب، وإن قرار انسحاب الحزب من الجولة الثانية كان بسبب ضغوط «الخاسرين».
قال المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، إن ما كتبه «عز» يعبر عن رؤيته الشخصية ولا يعكس حقيقة ما جرى فى الانتخابات. وأضاف الطويل أن قرار الانسحاب تم اتخاذه قبل انطلاق الانتخابات، موضحاً أنه بعد أن وعد الرئيس مبارك بنزاهة الانتخابات، قرر الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، أن يخوض الحزب معركة الشعب وإذا تم تزويرها فيكون قرار الحزب هو الانسحاب.
وأوضح «الطويل» أن حزب الوفد هو حزب الأمة كلها، وأن الأغلبية الحقيقية فى الشارع المصرى تنتمى لحزب الوفد، لكن هذه الأغلبية ممتنعة عن المشاركة فى الحياة السياسية لما تشهده من تزوير وأعمال عنف وبلطجة لا حصر لها - على حد قوله.
وتابع أن سبب حصول نواب «الوفد» على مقاعد قليلة فى البرلمان هو قيام الحزب الوطنى بتضييق الخناق على مرشحيه فى انتخابات، الشعب أو الشورى، إضافة إلى إغلاق الطريق السياسى أمامهم ليتمكنوا من الحفاظ على مواقعهم.
وقال محمد سرحان، نائب رئيس الحزب، إن حديث «عز» فى هذا التوقيت عن أسباب فشل المعارضة فى الانتخابات الأخيرة، سببه أنه مدان فيما فعله فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، فكل المعوقات التى شهدتها الانتخابات والانتهاكات كانت بتعليمات وتمويل منه، ما أساء للشكل العام لمصر.
وتابع أن هناك أحكاماً قضائية نهائية واجبة النفاذ صدرت فى عدد كبير من الدوائر ببطلان الانتخابات بها ولم يتم تنفيذها، فضلاً عن تدخل رجال الأمن فى العملية الانتخابية. وأضاف: «إذا كان (عز) يتحدث عن 3 أو 4 مرشحين، أعلنوا خوضهم الانتخابات قبل إجرائها بأيام، فالوفد قدم 222 مرشحاً من بينهم نواب سابقون وحاليون لهم تواجد فى دوائرهم وتم إسقاطهم أيضاً، فنتيجة الانتخابات تعبر عن إرادة أمين تنظيم الحزب الوطنى».
وقال ياسين تاج الدين، نائب رئيس الحزب، إن انتقاد «عز» لترشيحات الحزب فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، هى محاولة للالتفاف على ما هو معلوم للقوى السياسية والمواطنين، بأن الانتخابات غابت عنها النزاهة والشفافية فى جميع مراحلها، وصدور أحكام بطلان الانتخابات فى العديد من الدوائر، يدل على عدم شرعية المجلس.
واستطرد «تاج الدين»: «أمين تنظيم (الوطنى) ليس له الحق فى الحكم على ترشيحات حزب الوفد، التى تعد شأناً داخلياً، مثلما لم تنتقد أحزاب المعارضة ترشيحات الحزب الوطنى»، لافتا إلى أن تقييم ترشيحات الحزب لا يصح أن تظهر من منافس للحزب، وأن تعرض «عز» لأسماء مرشحى الحزب تستهدف التقليل من شعبيتهم وإظهار الوفد على أنه أخطأ فى ترشيحهم على قوائم الحزب، مؤكداً صحة ترشيحات الحزب قائلا: «الترشيحات سليمة ولكن التزوير وقف حائلاً أمام فوزهم».
وقال محمد مصطفى شردى، المتحدث الإعلامى للحزب، إن سبب الانتقادات الموجهة للحزب هو رد الفعل السياسى الذى اتخذه الحزب بانسحابه من جولة الإعادة بعد التجاوزات والتزوير الفاضح لصالح مرشحى الوطنى - على حد قوله. مؤكدا أن أمين تنظيم الوطنى يحاول بشتى الطرق الدفاع عما وصفه بـ«تعيينات» مجلس الشعب وليس انتخابات نواب مجلس الشعب.