اهتمت الصحف العربية الصادرة السبت بظروف مليونية «حب مصر» وما حدث فيها، والخلاف الشديد بين القوى الإسلامية والأحزاب السياسية، وبينها وبين الحكومة على خلفية المبادئ فوق الدستورية، بالإضافة إلى المتورطين في أحداث وتفجيرات سيناء.
جمعة «حب مصر»
أشارت صحيفة «عكاظ» السعودية إلى الاشتباكات التي وقعت بين الأمن والمتظاهرين الجمعة في ميدان التحرير ورشق الحجارة الذي تم بسبب منع الأمن لبعض المحتجين من الوصول إلى حديقة الميدان. وقالت إن تجمع الناس أدى إلى اختناق مروري امتدت آثاره لشوارع وسط القاهرة.
وقدرت الصحيفة السعودية عدد المتظاهرين بمائة وخمسين شخصا، وقالت إنهم «طالبوا بالدولة المدنية»، فيما رأت أن الجمعة التي أطلق عليها «في حب مصر» كانت أساسا للرد على جمعة السلفيين 29 يوليو الماضي.
ووافقتها «المدينة» السعودية، حيث قالت إن قوات الأمن سيطرت منذ فجر الخميس على ميدان التحرير، وألقت القبض على مجموعة من «البلطجية كانت تعمل على إثارة الشغب أثناء إخلاء الميدان في محاولة جديدة منهم للسيطرة عليه».
حراسة طنطاوي
وبينما اهتمت صحف أخرى بإدراج خبر زيارة المشير حسين طنطاوي لميدان التحرير ودعمه للقوات المسلحة وقوات الأمن الموجودة هناك، أضافت «القدس العربي» أن ميدان التحرير كان شبه خاليا بعدما تراجعت عدة قوى عن النزول، تاركة الميدان و«مركبات الجيش المصري المرابضة هناك للأسبوع الثاني على التوالي».
ورغم أن «القدس العربي» أكدت على الحراسة المشددة التي لفت زيارة المشير للميدان، من قوات الجيش والشرطة، إلا أنها أوضحت أن عددا من المواطنين صافحوا المشير وأعلنوا دعمهم له وسألوه عن الانفلات الأمني واتفاقية «كامب ديفيد» وموعد تسليم السلطة للمدنيين.
وقالت إن أنصار التيار السلفي اعتبروا فشل مليونية الصوفيين نصرا مبينا، وصرح محمد عبد المقصود الداعية السلفي بأن «أي دعوة لمليونيات تخرج من أجل الوقوف في وجه تطبيق شرع الله أمر غير جائز»، داعيا المصريين «لتوخي الحذر من المؤامرات التي تحاك لمصر».
التهديد بسبب الدستور
من جانبها، قالت «الرأي» الكويتية إن الخلاف تصاعد على «المبادئ فوق الدستورية» والتي تراها الأحزاب والقوى السياسية ضرورية، وفي المقابل تراها جماعة «الإخوان المسلمين» والجماعات السلفية، مخالفة صريحة لنتائج الاستفتاء.
وكشفت «الرأي» أن مصدراً قريباً من «المجلس الأعلى للقوات المسلحة»، الحاكم الانتقالي في البلاد قال إن «هناك العديد من اللقاءات والمناقشات التي تتم حاليا بين أعضاء من المجلس وعدد من شباب وائتلافات الثورة، حيث تتم مناقشة إمكانية تأجيل الانتخابات البرلمانية لأطول وقت ممكن حسب طلب شباب الثورة حتى تكون أمامهم الفرصة في تكوين أحزاب والتواصل مع الشارع ليتمكنوا من الفوز بمقاعد في البرلمان».
وأضافت «الجريدة» الكويتية أنه فيما يتعلق بالمبادئ فوق الدستورية، هدد محمد سعد الكتاتني، القيادي بجماعة «الإخوان المسلمين» والأمين العام لحزب «الحرية والعدالة» بأن الجماعة ستنزل ميدان التحرير وكل ميادين مصر، إذا تم إقرار «المبادئ فوق الدستورية»، في حين وصف القيادي السلفي عاصم عبد الماجد وثيقة المبادئ فوق الدستورية، بأنها تزوير لإرادة الشعب، وهدد الحكومة بأن السلفيين سينزلون الميادين مجدداً ولكنهم لن يرحلوا بعد ساعات، وإنما سيعتصمون إذا تم إقرار الوثيقة، الأمر الذي قد ينذر بحدوث صدام قريب بين الدولة والتيار الإسلامي.
أما «الحياة» اللندنية، فنقلت تصريحات الدكتور ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى «الجماعة الإسلامية»، والتي أوضح فيها أن «مشكلة المواد فوق الدستورية أنها ستوضع من قبل مجموعة معينة من النخبة، وهذه النخبة لن تضم أي إسلامي وكأن الإسلاميين فاقدون للحكمة والرشد وتحديد مصلحة الوطن»، معتبرا أن هذه المبادئ «بدعة من البدع التي استحدثها العلمانيون المصريون». وأضاف «إذا كانوا مصرين عليها فليطرحوها للاستفتاء، فإذا وافق عليها الشعب نوافق وإذا أسقطها تسقط، أما أن تضعها مجموعة محددة وتفرضها وتقتل حق الأجيال القادمة في تغيير الدستور فهذا أمر مرفوض».
أحداث سيناء و «الإمارة الإسلامية»
من ناحية أخرى، قالت «الوطن» السعودية إن مصدرا عسكريا أكد أن جهات أمنية أعدت تقريرا مهما حول المشتبه بتورطهم في أحداث الهجوم على قسم شرطة العريش بسيناء، الذي وقع أواخر شهر يوليو الماضي وأسفر عن مقتل ضابطين بالقوات المسلحة والشرطة، بالإضافة إلى 3 من المواطنين المدنيين وإصابة عدد من عناصر الأمن.
وقال المصدر إن نيابة الإسماعيلية العسكرية ستتسلم التقرير الأحد، وسيحدد بشكل كبير ما إذا كان المقبوض عليهم متورطون أم لا؛ وهم 11 شخصاً بينهم فلسطينيان. كما يتضمن التقرير معلومات مهمة عن الأشخاص المقبوض عليهم وكافة التحريات عن نشاطاتهم وتحركاتهم داخل سيناء، خاصة وأن الفلسطينيين لم يكونا يحملان أية وثائق عندما ألقي القبض عليهما عقب الحادث.
من جانبها، كشفت «الجريدة» الكويتية أن السلطات الأمنية مؤخرا إلى تفاصيل مخطط يقف وراءه «جيش الإسلام» الفلسطيني وتنظيم القاعدة للاستيلاء على شبه جزيرة سيناء وتحصينها وإعلانها إمارة إسلامية. واعترف المعتقلون الذين ألقي القبض عليهم بعد الأحداث بأنهم تلقوا تدريباتهم في العريش في معسكر تم إعداده في شهر فبراير الماضي، وتسلل إليه من قطاع غزة حوالي 1500 مقاتل لتلقي التدريبات على استخدام السلاح الثقيل والخفيف، وانضم إليهم حوالي 500 مقاتل مصري، لطرد قوات الجيش والشرطة المصرية من شبه جزيرة سيناء، ليتم بعدها تحصين شبه الجزيرة وإعلانها إمارة إسلامية.