x

خبراء وقيادات حزبية: «الوطني» لا ينوي الإصلاح.. وأجندته «مكررة»

الجمعة 24-12-2010 19:51 | كتب: محمد غريب, عادل الدرجلي, محمود رمزي |
تصوير : اخبار

انتقد عدد من قيادات أحزاب المعارضة والخبراء، أجندة المؤتمر السابع للحزب الوطنى، ووصفوها بـ«تقليدية» ومكررة، وقالوا إن الحزب ليس لديه أى نية للإصلاح السياسى، وإن ما يفعله «الوطنى» فى مؤتمره «عبث» وإن المؤتمر فى حد ذاته مناسبة احتفالية، يعاد فيها ما سبق قوله.


قال الدكتور على السلمى، رئيس وزراء حكومة الظل، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، إن أجندة الحزب الوطنى، قديمة ومكررة ولا جديد فيها منذ 30 عاماً ولا يشعر بها المواطن، وليس لها أى أثر على أرض الواقع.


أضاف أن البطالة والعشوائيات والفقر فى زيادة مستمرة وحتى الأمراض العابرة فى جميع أنحاء العالم تتوطن فى مصر، وقال إن أراضى الدولة تنهب وإن الحزب الوطنى لم يتقدم بالبلد وإنما أخرها كثيراً.


وأوضح «السلمى» أن «الوطنى» وحكومته غير قادرين على تنفيذ أى من أجندتهما وإلا لكانا فعلا هذا، لأن الحزب الوطنى يسيطر عليه فكر رجال الأعمال، فتراجع دور الدولة فى توفير الخدمات بدعوى إطلاق فرص للقطاع الخاص.


وطالب «السلمى» الحزب الوطنى بأن يذهب إلى مكان الظل ويترك غيره فى الشمس، ويجرب ولول لمرة واحدة تبادل المواقع.


وقال أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصرى، إن أجندة «الوطنى» مكررة وإن الحكومة تعمل ضد هذه الأجندة، فلا توجد صناعة حقيقية ولا علاج حقيقى.


وتمنى «حسن» أن يأتى الرئيس مبارك بحكومة جديدة قادرة على تنفيذ سياساته التى يطرحها، لأن الحكومة الحالية غير قادرة على ذلك، على حد قوله.


وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية: «إن محنة الحزب الوطنى، أنه يكرر العناوين نفسها فى الوقت الذى تقل فيه الإنجازات عما يدعيه. وأضاف: «لا أعتقد أن المواطن المصرى يلمس إنجازات فى الموضوعات التى يطرحها الحزب فى مؤتمراته السنوية». وتابع: «لا يعنى وجود تحسن فى الاستثمار أن هذا يعد إنجازاً لأنه لا ينعكس على حياة المواطنين، فهى موجودة فى قطاعات لا تؤثر بشكل مباشر على الناس». وأوضح أن الحزب الوطنى ينافس نفسه وبالتالى تصبح المقارنة محصورة بين «الوطنى والوطنى».


وتساءل: «على أى مقياس يأتى الحديث عن الإنجازات والحزب هو الماضى والحاضر والمستقبل؟». وقال: ما يفعله «الوطنى» فى مؤتمراته «عبث» لأننا لسنا إزاء حزب حقيقى. وحول تكرار نفس موضوعات أجندة المؤتمر أضاف أن الحزب يختار هذه الوضوعات فى كل مؤتمر لأنها تهم المواطن ويحتاج لتحسينها لكن ما يحدث كل عام فى المؤتمرات هو مجموعة وعود وشعارات براقة، فمثلاً إذا تحدثنا عن تحسين الرعاية الصحية فأى مرحلة يتحدثون عن تحسينها بالتأكيد ليست الأربعينيات إنما المشاكل التى نشأت فى ظل حكم الحزب الوطنى.


وتابع: «المؤتمرات أصبحت شكلية وروتينية وعناوين لا يأخذها الحزب بجدية ولا يتعامل معها باعتبارها موضوعات حقيقية. ووصف «حرب» المؤتمر السنوى للحزب الوطنى، بأنه مناسبة احتفالية خلقها الحزب ليوحى بأنه حزب حقيقى أو أن هناك إنجازات ومحاسبة. وقال إنه فى النهاية مجرد شكليات دون مضمون حقيقى.


وقال نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع إن زواج المال بالسلطة، فى الحزب الوطنى يقف معوقاً أساسياً فى وجه تحقيق الحزب الوطنى لبرنامجه، الذى يستعرضه فى كل مؤتمر سنوى له، وباعتبار أن هذا الزواج واقع بين جدران هذا الحزب ووسط صفوفه، لافتاً إلى تكرار البنود الأساسية التى يدور حولها هذا البرنامج، دون حدوث تطور ملموس على أرض الواقع.


وأكد «زكى» أن برنامج «الوطنى» تجاهل أهم قضية تهم المواطن فى الفترة الحالية وهى إلزام الحكومة بوضع حد أدنى للأجور بعد سلسلة الارتفاعات المستمرة فى أسعار السلع الأساسية، دون مبرر على حد وصفه وهو ما يؤكد أن برنامج الوطنى فى عامه الحالى، لن يلمس القضايا الجماهيرية التى تهم المواطن بالدرجة الأولى وسيكتفى بمناقشة قضايا اقتصادية واجتماعية عامة.


أضاف «زكى» أن الرهان الحقيقى فى مراقبة مدى تحقيق البرامج التى يطرحها «الوطنى» يقع على عاتق الرأى العام، بعد فشل قوى المعارضة ونوابها فى مجلس الشعب كمراقب للحزب الوطنى وحكومته فى الدورات الماضية، نظراً للأغلبية الكاسحة للحزب الوطنى فى المجلس الحالى والتى ستقف حائلاً أمام أى معارضة للتشريعات والقوانين التى ستصدر من المجلس.


واعتبر الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير السياسى، رئيس مركز الأهرام للترجمة والنشر، أجندة مؤتمر الحزب الوطنى غير ذات أهمية، لأنه حزب لا يحقق شيئاً وليس له تأثير فى الحكومة ـ على حد قوله ـ لأنه ليس حزباً حاكماً حتى الآن، فهو لا يعين الوزراء وإنما يفرضون عليه ومن يستطيع تغييرهم واختيارهم، هو الرئيس مبارك فقط، فهو حزب حاكم اسماً وليس فعلاً ـ على حد وصفه.


وأضاف أن المهم فى هذا المؤتمر هو الاختبار المهم الذى يواجهه الحزب ويتعلق بأداء الحزب نفسه، فما حدث فى انتخابات مجلس الشعب الماضية يدل على تراجع الإصلاح السياسى، الذى كان بدأه الحزب فى مؤتمر 2002، وأكد أن المهم هو هل يستطيع الحزب الوطنى أن ينتقد الحكومة ووزراءها من خلال مناقشة ما قاموا به، وما لم يقوموا به من أعمال مفروضة عليهم أم لا.


وأوضح أن التراجع الذى حدث فى الانتخابات الماضية سيجعل الجميع مهتم بما سيحدث فى هذا المؤتمر وهل سيستمر البرلمان فى الإصلاح أم سيعود إلى سابق عهده فى أن يكون ساحة للتصفيق للوزراء فقط لا غير.


وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إن أجندة الحزب الوطنى السياسية للمؤتمر لا يوجد بها جديد لأنه لا نية للإصلاح وإن الحديث عن الإنجازات هو تكرار لما يراه هو إنجازاً.


وأضاف أن ما يحدث فى المؤتمر كل عام هو مناقشة فى التفاصيل ولم يقم مرة واحدة بمراجعة للأسس السياسية التى بنى عليها الحزب أوراقه وملفاته لأنه غير قادر على مراجعتها فهو يقدم نمطاً واحداً من السياسات.


وتابع أن التكرار معناه أن الحزب يتحدث عن قضايا ليس لديه استعداد لمراجعة جوهرها، فهو يعيد الملفات نفسها التى تحدث عنها طوال 20 سنة، وحول اختيار الحزب فى مؤتمره قضايا تعد من البديهيات السياسية، قال «الشوبكى»: إن «الوطنى» ليس حزباً بالمعنى الحقيقى ورؤيته عبارة عن خطوط عريضة فهو ليس لديه استعداد لتغيير أى شىء.


وأضاف أن ما يتحدث عنه الحزب صعب تحقيقه رغم وجود بعض الإنجازات الاقتصادية المتناثرة لكن لن تكون هناك نقلات كبرى فى الإصلاح الاقتصادى والسياسى.


وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، خبير النظم السياسية، إن أجندة الوطنى تكرار لقضايا أدمن تكرارها وموضوعات لم يجد لها الحزب أى حلول طيلة 30 عاماً الماضية.


وأضاف أن الحزب الوطنى عندما يتخذ خطوة للأمام فى اتجاه الحل لأى قضية تكون معدلات الفشل أقرب من خطوات النجاح وقال إن الفجوة الكبيرة فى توزيع الدخول والعجز الاجتماعى ناتجان عن سياسات خاطئة وأن الجناح المهيمن على «الوطنى» من رجال الأعمال يخلطون بين المال والسياسة وطالب «الوطنى» بالتخلى عن دوره لأنه ربما يكون هناك من هو أفضل منه لإدارة مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية