x

سوريا: 20 شهيداً في جمعة «لن نركع إلا لله»

السبت 13-08-2011 10:05 | كتب: رويترز |
تصوير : أ.ف.ب

قال نشطاء إن القوات السورية قتلت 20 محتجاً بالرصاص، الجمعة، مع مطالبة عشرات الآلاف بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد مرددين هتاف «لن نركع إلا لله».

وخرجت المسيرات الاحتجاجية في أنحاء مختلفة من البلاد على الرغم من حملة عسكرية تم تكثيفها منذ بداية شهر رمضان مما أدى إلى فرض عقوبات وتوجيه الإدانات من الخارج.

وشملت المسيرات احتجاجات في مدينتي حماة ودير الزور اللتين اقتحمتهما دبابات قوات الأسد في بداية شهر رمضان.

وقال ساكن: «يريد الأسد القضاء على الانتفاضة قبل أن تزيد الضغوط الدولية عليه. لكن الناس خرجوا من كل مسجد كبير تقريبا في دير الزور على بعد أمتار من الدبابات التي تسيطرعلى كل مسجد رئيسي وعلى المنطقة المحيطة به».

وذكر شاهد أن حريقا اندلع في المسجد بعدما أطلقت قوات الأمن النار عليه. وقال عبر الهاتف «أصوات الأعيرة النارية تدوي في المنطقة بكاملها. المصلون يركضون للاحتماء في الأزقة».

وقال طبيب إن رجال المخابرات العسكرية أطلقوا ذخيرة حية على المحتجين أثناء خروجهم من عدة مساجد في دير الزور، مما أدى إلى قتل ثلاثة أشخاص. وأضاف أن رجلا عمره 66 عاما، يرقد في غيبوبة بعد إصابته برصاصة في عنقه لتخترق رئته.

وقال الطبيب، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن 80 شخصا على الأقل قتلوا في دير الزور منذ يوم الأحد، عندما اقتحمت قوات الأسد المدعومة بدبابات المدينة وهي عاصمة محافظة منتجة للنفط تجاور معقل السنة في العراق.

وأضاف الطبيب أن «معظم الضحايا أصيبوا برصاص قناصة. الناس ينحون باللائمة على المخابرات العسكرية أكثر من الجيش في عمليات القتل. أعتقد أن أفراد المخابرات العسكرية في دير الزور سيواجهون وقتا صعبا لدى انسحاب الجيش»، مشيرا إلى إدارة الشرطة السرية المخيفة المسؤولة عن ضمان الولاء للأسد داخل الجيش.

وقال نشطاء لجان التنسيق المحلية إن من بين القتلى ستة محتجين في ضواحي دمشق من بينهم امرأة حامل وصبي عمره 16 عاما، كما قتل مدنيان في محافظة أدلب الشمالية على الحدود مع تركيا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن قتلت أربعة محتجين في حلب وهي مركز تجاري، كما قتل رجل برصاص قناصة في مدينة حمص.

وقال سكان إن أربعة أشخاص قتلوا أيضا في حماة بعد أيام فقط من هجوم نفذه الجيش واستمر أسبوعا في المدينة، التي أصبحت رمزا لتحدي حكم الأسد، بعدما خرجت حشود ضخمة أسبوعيا للمطالبة بتنحيه.

وهتف محتجون قائلين «ارحل يا بشار» في مسيرات بمدينتي اللاذقية وبانياس الساحليتين وفي أنحاء محافظة درعا الجنوبية التي اندلعت فيها قبل قرابة خمسة أشهر الاحتجاجات على حكم أسرة الأسد الممتد منذ 41 عاما.

وقال التليفزيون السوري الرسمي إن مسلحين قتلوا اثنين من أفراد قوات الأمن في دوما التي تقع خارج دمشق.

وتمنع السلطات السورية معظم أجهزة الإعلام المستقلة من العمل، الأمر الذي يجعل من الصعب التحقق من الأحداث على الأرض.

وكثفت قوات الأسد هجماتها على البلدات والمدن في شتى أنحاء البلاد منذ بداية شهر رمضان قبل أسبوعين لإخماد المعارضة المتزايدة لحكم عائلة الأسد وذلك على الرغم من التهديد بفرض عقوبات أمريكية جديدة ودعوات من تركيا ودول عربية إلى وقف الهجمات على المدنيين.

وأعلنت منظمات لحقوق الإنسان أن أكثر من 1800 مدني على الأقل قتلوا في الحملة العسكرية على المحتجين.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، الجمعة، إن من الواضح أن سوريا ستكون أفضل بدون الأسد ودعت الدول التي تشتري النفط من سوريا أو تبيع لها السلاح إلى قطع هذه العلاقات.

وقالت: «نحث تلك الدول التي ما زالت تشتري النفط والغاز السوري وتلك الدول التي لا تزال ترسل أسلحة للأسد، وتلك الدول التي يعطيه دعمها السياسي والاقتصادي راحة في وحشيته.. على الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ».

وتأتي معظم إيرادات سوريا من العملة الصعبة من صناعة النفط التي يبلغ إنتاجها 380 ألف برميل يوميا. وللرئيس الأسد علاقات وثيقة بهذه الصناعة.

وبينما تصدر سوريا النفط الخام إلا أن طاقتها على التكرير لا تكفي لتلبية احتياجاتها المحلية من الوقود. وقالت مصادر تجارية إن شركتي فيتول وترافيجورا السويسريتين لتجارة النفط وافقتا هذا الأسبوع على بيع مؤسسة تسويق النفط السورية (سيترول) 60 ألف طن من البنزين.

وحثت جماعة أفاز للحملات الدولية الدول الأوروبية على فرض قيود فورية على مشتريات النفط السوري لتجفيف تمويل الأجهزة الأمنية التابعة للأسد، وقالت إن 150 ألفا من نشطاء أفاز وقعوا التماسا في هذا الصدد.

وقالت كلينتون، حين سئلت عن السبب في أن الولايات المتحدة لم تطالب حتى الآن بتنحي الأسد: إن واشنطن كانت «واضحة تماما» في تصريحاتها بشأن فقدان الرئيس السوري للشرعية. وأشارت إلى رغبة واشنطن في تعبير دول أخرى عن الأمر نفسه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية