x

من موائد الفقراء إلى مائدة الرئيس.. «ويكيليكس» يؤكد: «الفول ملوش كبير»

الجمعة 24-12-2010 17:55 | كتب: ياسمين القاضي |
تصوير : أحمد شاكر

لم يكن المصريون فى حاجة إلى «أسانج» مؤسس موقع «ويكيليكس» ليكشف لهم عن مكانة الفول وأهميته فى المجتمع المصرى، حينما أكد أن الرئيس مبارك من محبى هذه الأكلة الشعبية، فالزحام الذى تشهده مطاعم وعربات الفول كل صباح، تجعل معلومة ويكيليكس الأخيرة ليست جديدة، فهو الطبق الشعبى الذى يقبل عليه كل المصريين بمختلف فئاتهم ومستوياتهم وهذا يؤكد أن «الفول ملهوش كبير».


قد يختلف يوم كل مواطن مصرى عن الآخر، لكن البداية واحدة.. طبق أو ساندويتش فول.. و«مين ما يحبش الفول»؟.. قالها سيد ربيع، صاحب عربة فول فى مساكن الشيراتون، فتناول الفول لا يدل على مستوى آكليه، بل إن عدد مرات تناوله هو الذى يحدد بشكل قاطع مستوى آكليه، وإن كان مستشار فى أمن الدولة وهو أحد زبائن سيد يأكل الفول مرة واحدة فى اليوم، فسيد يأكله طوال اليوم: «أكلى كله فول.. ده أكل الغلابة وشيالين الزلط».


الفقراء وحدهم ليسوا زبائن سيد، لكنهم الضامن الوحيد لاستمرار عمله طوال اليوم بل وطوال 20 سنة، وهى المدة التى قضاها سيد فى هذا العمل، ورغم أنه صدر قرار من حى النزهة يطالب سيد بمغادرة المنطقة لأنها «مربع وزراء» وابتعاده بالفعل ووقوفه على أطراف الطريق ظل «الكبار» هم زبائن سيد: «أنا بيجيلى ناس كبار ورتب هم وأسرهم».


وفى جاردن سيتى لا أحد لا يعرف عم محروس «بتاع الفول»، الذى يقف خلف السفارة الأمريكية منذ أكثر من 60 سنة، ولم يشعر يوماً بأن مكانه فى ذلك الحى الراقى غير مناسب لأن الجميع «كبير وصغير» يأكلون من عنده، ورغم بلوغه 95 عاماً فإن عربة محروس لا تزال هى الأشهر فى المنطقة.


أمام عربة فول فى منطقة المنيرة، وقف مدير عام فى مصلحة الضرائب، مرتدياً بدلة وربطة عنق، يبحث عن مكان وسط العمال والكادحين، وعندما وجده طلب طبق فول بالزيت الحار و«ليمون مخلل»، موضحاً: «الارتقاء فى المناصب لا يعنى مقاطعة طبق الفول المعد بالطريقة المحببة لى وهى مزيد من الفلفل والليمون والشطة».


الدكتور عبدالرحمن عطية، أستاذ تغذية فى كلية الاقتصاد المنزلى فى جامعة حلوان، قال إن طبق الفول يوفر طاقة للجسم تستمر لأكثر من 6 ساعات، فطبق فول بالزيت الحار، مضافاً إليه ليمون وسلطة مع رغيف من الخبز، كافِ تماماً لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية المطلوبة، فالقيمة الغذائية فى فول المصريين تختلف عن قيمتها فى أى استخدام آخر للفول بسبب طريقة التحضير.


ربما كان سبب اعتزاز المصريين بطبق الفول هو اعتيادهم عليه، لكن لا شك أن تلك الأكلة الشعبية لها دور فى رسم الابتسامة على وجوه كل المصريين، لأن الفول يبعث على السعادة، والعلم الحديث يؤكد أن الفول يمد المخ بالعناصر المعدنية اللازمة وينشط مراكز الإحساس ومنها «السعادة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية