شهد مساء الأمس، الأثنين، ختام مباريات الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز «بريميرليج» بصدام قوي ومرتقب بين انجح فريقين في تاريخ إنجلترا «ليفربول ومانشستر يونايتد». المباراة التي لم ترقى لطموحات اغلب المتابعين وشهدت اداءً باهتًا ونتيجة تعادل سلبي تليق بأحداث المباراة الرتيبة التي كانت اقرب منها إلى معركة تكتيكية تفوق فيها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على المدرب الألماني يورجن كلوب، ويخرج كلا الفريقين بنقطة يتيمة من المباراة.
النقطة لم تفقد الفريقين الكثير، فتعثر اغلب المنافسين في القمة جعل الفريقان لا يشعران بالأسى كثيرًا. ليفربول اصبح على بعد نقطتين من قمة الترتيب، بينما مانشستر يونايتد على بعد 3 نقاط من المربع الذهبي.
في السياق التالي نستعرض ابرز نقاط مباراة ديربي شمال غرب إنجلترا التي طغت فيها الجوانب الدفاعية بشكل كبير.
1- عودة «الباص» :
35% فقط كانت نسبة استحواذ مانشستر يونايتد على مجريات اللعب خلال المباراة. اسوأ ارقام الفريق في البريميرليج منذ بداية العمل بنظام الإحصائيات في عام 2003.
ربما تعكس هذه المعلومة اداء الفريق الدفاعي والمتحفظ طوال اغلب اوقات المباراة، وبالأخص الشوط الثاني الذي كان اللعب في معظم وقته في نصف الملعب الخاص بمانشستر يونايتد.
ارقام الفريق الدفاعية ايضًا تعكس حجم المجهود الكبير جدًا الذي قدمه الفريق، فإفتك لاعبوا اليونايتد الكرة في 30 مناسبة من اصل 40 محاولة، اخرجوا الكرة من مناطق الخطورة في 42 مناسبة «مقارنة ب14 لليفربول» وقطعوا الكرة في 32 مناسبة «مقارنة ب20 لليفربول».
ارقام دفاعية كبيرة ساهمت في الحفاظ على نظافة شباك الفريق وتحجيم اكثر فرق البريميرليج تهديفًا في عام 2016، ليفربول.
الأرقام تبدو غريبة بعض الشيء على فريق مثل مانشستر يونايتد الذي لم يعهد جمهوره هذا التقهقر من سنوات في البريميرليج، لكنها ليست بغريبة ابدًا على فلسفة وتكتيك جوزيه مورينيو الذي خرج سعيدًا وراضيًا تمامًا عن الأداء والأسلوب، أسلوبه الشهير المسمى بـ«ركن الباص».
2- تألق أسباني خالص :
لم يكن إختيار افضل لاعب في المباراة امر محير للكثيرين، فتألق لاعب الوسط الأسباني اندير هيريرا كان واضحًا من اول دقيقة لأخرها.هيريرا قدم مباراة كبيرة في منطقة الوسط الدفاعي محققًا ارقام مميزة للغاية لعل ابرزها كان قطع الكرة من لاعبي فريق ليفربول في 11 مناسبة، وهو رقم لم يحققه أي لاعب في أي مباراة بالبريميرليج طوال هذا الموسم، ليستحق اللاعب الأسباني الباسكيجائزة رجل المباراة في النهاية بعد اداء كبير ومميز ومجهود رائع.
أسباني اخر حظي بمباراة مميزة، وهو الحارس ديفيد دي خيا الذي كان يريد تقديم اداءيمحي به ما قدمه في الأسابيع الماضية وبالأخص امام ستوك سيتي في الجولة الماضية من البريميرليج، وبالفعل نجح في تقديم مستوى مميز انقذ به الفريق من هزيمة محققة بعد تصديين في منتهى الصعوبة، يعكسان مدى قدرات واهمية دور الحارس الأسباني مع مانشستر يونايتد والذي لولاه في مباراة الأمس لكان الفريق استقبل هدف على الأقل.
3- غياب لالانا وفاينالدوم اضرر كثيرًا بإمكانيات ليفربول الهجومية:
لعل ابرز ما توصل إليه عشاق ومتابعي ليفربول في هذه المباراة، هو اهمية دور ثنائي الوسط ادم لالانا وجورجينيو فاينالدوم. فالأول جلس على مقاعد البدلاء بعد عدم إكتمال لياقته عقب إصابته في مباراة سوانزي في الجولة الماضية، والثاني فقد خرج من التشكيل بداعي عدم تعافيه من الإصابة التي لحقت به في التوقفات الدولية مع المنتخب الهولندي.
ليفربول افتقد هذا الثنائي بشدة في وسط الملعب، فدورهما في الإحتفاظ بالكرة ونقل اللعب والضغط على الخصم بالإضافة لإسهامتهما الهجومية غاب تمامًا في مباراة الأمس، وفشل البديل امري تشان أو القائد جوردان هندرسون في تعويض ذلك مع تغيير يورجن كلوب لأسلوب اللعب من 4-3-3 إلى 4-2-3-1 للتغلب على الغيابات، لكن الفريق ظهر بشكل هجومي سيء وبالأخص في الشوط الأول الذي لم يتمكن فيه ليفربول من التسديد سوى في مناسبتين محققًا اسوأ ارقامه من 13 عام في البريميرليج.
دخول لالانا في منتصف الشوط الثاني اعطى بعد هجومي افضل للفريق، لكن الوقت لم يسعفه مع زملائه الذين اهدروا بعض الفرص القليلة المحققة مع دخوله، لعل ابرزها انفراد لروبرتو فيرمينو لكن تباطؤالبرازيلي في الإنهاء جعل دفاع مانشستر يونايتد يتعامل سريعًا مع الموقف.