الأمومة» هى «كلمة السر» فى جريمة بشعة شهدتها منطقة كرداسة بأكتوبر.. الضحية سيدة فى الخمسينيات.. والمتهمون عامل وزوجته لا ينجبان.. الشاهد الوحيد طفلة تجاوزت العامين بشهور قليلة.. أدخلها المتهمان غرفة فى شقة وأغلقا عليها الباب وخنقا ضحيتهما فى لحظات.. وأخفيا الجثة عن عينى الطفلة التى ظلت تسأل عن جدتها ولم تجد «إجابة».. الجريمة كشفها بلاغ غياب تلقاه المقدم أسامة عبدالفتاح رئيس مباحث كرداسة وتجمعت لديه «خيوط الربط» بين المتهمين والضحية والشاهدة.. الطفلة عاشت 3 أيام مع المتهمين.. تلهو.. وتلعب.. الاعترافات تجددت أمام محمود حلمى، مدير نيابة حوادث شمال الجيزة والذى أمر بحبسهما 4 أيام، يجددها اليوم قاضى المعارضات 15 يوما على ذمة التحقيق.
«أنا ماعرفش إيه اللى حصل ولا ليه عملنا كده أنا وجوزى».. هكذا تبدأ المتهمة حديثها لـ«المصرى اليوم».. لا تتخطى سنوات عمرها العشرين.. وروت تفاصيل جريمتها بـ«هدوء وندم وحسرة».. قالت: «تزوجت منذ عام ونصف وتأخر الإنجاب وتوجهنا إلى طبيب وأخبرنا منذ شهرين أن زوجى لا ينجب.. قررت أن أستمر معه فترة أطول.. فأنا أحبه.. ولا أريد أن يفرقنا الإنجاب.. منذ فترة كنت فى توك توك ووجدت فتاة منهارة ولا تتوقف عن البكاء.. قالت لى إنها من الدويقة وتركت منزل أسرتها ولا تريد العودة.. وجدتها فرصة.. فأنا أعيش وحيدة فى شقتى دون أطفال أو أشقاء واتصلت بزوجى وأخبرته أننى التقيت فتاة عمرها 18 سنة وأنا عايزاها تعيش معايا وسألنى عنها وعن بطاقتها الشخصية ووافق.
قالت لى إنها تعرف سيدة فى كرداسة 53 سنة.. وإحنا نشتغل عندها ساعة بس بـ «50 جنيه».. وتوجهت معها وعرفتنى على السيدة..وبعد دقائق أحضرت الأخيرة شابا وقالت «ادخلى معاه».. وأنا بصراحة رحت معاه وأخدت المبلغ وكررت الحكاية دى 6 أو 7 مرات.. فى منزل السيدة.. كنت أشاهد طفلة جميلة.. قلت لنفسى إنها ابنتها.. وأنجبتها «من حرام».. فكانت تقسو عليها وتضربها بخرطوم مياه.. وكنت أحتضن الطفلة وأمنع عنها الضرب وأصبحت الصغيرة تحبنى.
المهم.. السبت الماضى.. قلت لزوجى أنا نفسى فى بنت.. والست اللى شغالة عندها بتضرب بنتها وتعذبها وأنا رأيى نربيها ونخليها عندنا.. وسألنى عن الست.. وقلت له نعمل فيها أى حاجة.. ويومها اتصلت بالقتيلة وطلبت منها أن تأتى لأن عندى زبون وهيدفع فلوس كتير.. هى كانت بتحب الفلوس وأحيانا كانت بتدخل الأودة مع رجالة وشباب.. ورحت جبتها بـ«توك توك».. ووصلنا البيت والساعة 3 الفجر.. جوزى قالى: «ادخلى بالبنت جوه» وسألته.. وانت هتعمل ايه.. قال «ربنا يسهل».. وماتطلعيش لحد ما أقولك تعالى.
وخرجت بعد ربع ساعة ولقيت الست «ملقاة» على الكنبة وكانت «قاطعة النفس».. وقالى: «أنا خنقتها وضربتها بعصايا فوق دماغها».. وطلب منى ملاءة وحبل غسيل.. وغطينا الضحية.. وربطناها كويس بالحبل والساعة كانت حوالى 4 الفجر.. وجوزى شال الجثة وحطها على «الموتوسيكل» بتاعه ومشى.. ورجع بعد شوية وقال انه «رماها» فى الترعة.. وأنا خفت أن الجثة تطلع على «وش الميه» وتانى يوم أخدنى وقالى الجثة هنا وشفنا جزء ظهر منها ومشينا.
أنا «مقدرتش أنام» بعد الجريمة وكل ما عينى تغفل أقوم «مفزوعة».. لكن كنت فرحانة بالبنت أنا وجوزى.. وعالجناها عند دكتور واشترينا لعب.. وفى اليوم التالت.. لقينا الباب بيخبط.. وكان فيه شرطة كتير وواحدة ست.. أول ما شافت البنت قالت «بنتى وقعدت تصوت وحضنت البنت وسألت أختى فين.. أختى فين».. وأنا قلت إنها موجودة.. وبعد كده قعدت مع الأستاذ عبدالوهاب - تقصد العقيد عبدالوهاب شعراوى، مفتش المباحث - وسألنى عن القتيلة وقال إن فيه ناس «شافوها» معايا يوم السبت والبنت الصغيرة كانت معاها.. وأنا خفت وقلت له على كل حاجة.. وبعد كده قعدت مع الأستاذ أسامة _ تقصد المقدم أسامة عبدالفتاح، رئيس مباحث كرداسة - وشرحت له كل حاجة.. وقلت له أنا عملت إيه وجوزى عمل إيه.. أنا مش عارفة أنام وخايفة وبسأل نفسى ليه عملت كده وأنا المستقبل قدامى كتير.. أنا خرجت من المدرسة فى تالتة إعدادى.. أبويا كان قاسى على وده ساعدنى أفكر آخد البنت من القتيلة حتى لا تكون قاسية معها.. دخلت الحجز ولقيت بنات وستات محبوسين فى دعارة وإيصالات أمانة وسألونى.. انت جايه فى إيه.. قلت فى قتل.. قالولى: «شدى حيلك».