من الطبيعى أن تلقى ثورة 25 يناير بآثارها على جميع مجالات الحياة فى مصر، ومن المنطقى أن تكون الدراما، خاصة فى موسمها الرمضانى الأول بعد الثورة، الأكثر تأثرا بما طرأ من أحداث وتغيرات على جميع المستويات، لكن أن تتحول الثورة وما قام به الثوار من صمود وثبات طوال 18 يوما حتى تنحى مبارك إلى إفيهات فى عمل كوميدى فهو أمر يخرج الأمور عن نطاقها السليم والمقبول، وهو ما غرق فيه مسلسل «نونة المأذونة»، الذى تلعب بطولته حنان ترك ورجاء الجداوى وأميرة العايدى، فكثير من المشاهد تم حشر الكثير من الجمل الحوارية خلالها للحديث عن الثورة لمواكبة الأوضاع الحالية وبمنطق «عندنا ثورة.. لازم نجيب سيرتها»، لدرجة أن الحلقة التاسعة من المسلسل تحولت بالكامل إلى إفيهات بين الأبطال، مستوحاة من الثورة وميدان التحرير والأعمال الوطنية التى قام بها الثوار والجيش.
ارتكزت الحلقة على قدوم عريس إلى شركة «راسين فى الحلال» التى تديرها «نونة»، جسد دوره محمد كريم، مرتديا بدلة تحمل ألوان علم مصر الأحمر والأبيض والأسود فى شارات ملصقة على البدلة، وطلب العريس من «نونة» توفير عروس له بمواصفات أهمها أن تكون وطنية، وأسهب العريس فى سرد الوطنية، وفقا لما رآه بعد الثورة، أبرزها أن تكون قد نزلت ميدان التحرير أكثر من مرة للمشاركة فى المظاهرات وليس للتصوير إلى جوار الدبابة، وأن يكون الفوسفورى هو لونها المفضل، وفى إحدى الجمل الحوارية قال كريم : «أن يكون صباعها بمبى.. عشان فى الكوشة تقعد جنبى»!، و«أهم شرط لى إنها ماتكونش من الفلول»، وحين تقدمت عروس للفوز بفرصة الزواج منه سألها «إنتى كنتى بتباتى فى الميدان؟، إوعى تكونى بتكدبى عليا ولا كنتى بتنامى فى بيتكم»، بينما قال لعروس أخرى «إنتى وطنية إنتى.. مش شايف فيكى لا أبيض ولا أحمر ولا أسود (فى إشارة لعدم ارتدائها أى ملابس بها ألوان العلم)؟.