x

بالصور.. حلقات ذكر و«فتة» وطقوس من 200 عام في أول أيام «سياحة الروح» بسيوة

الإثنين 17-10-2016 00:10 | كتب: غادة غالب, سحر عربي |

«السياحت»، «السلام»، «موسم الحصاد»، أسماء مختلفة لمهرجان «عيد السياحة»، الذي انطلقت فعالياته في واحة سيوة، الأحد، ويستمر الاحتفال به لمدة ٣ أيام بمشاركة جميع أهالي الواحة والسائحين من مختلف دول العالم.

بدأت التحضيرات للمهرجان، السبت، بنصب الخيم في مغارات الجبل، إذ يتطوع شيوخ القبائل بنصب الخيم لاستقبال الحضور وتناول الطعام والصلاة والذكر، ومناقشة أمور الواحة وحل الخلافات وتسوية المنازعات.

وشملت التحضيرات تجمع الطهاة من مختلف أنحاء سيوة تحت سفح جبل الدكرور يجهزّون الأواني الكبيرة تمهيدا لطهي لحم العجول التي تم ذبحها في الساحة المقابلة للجبل، وبعد صلاة العشاء، تعلو أصوات المكبرات بالتكبير والتهليل، وينتهي الطهاة من طهي اللحم، ثم يفرغونه في أواني كبيرة، ويهرولون بعدها إلى الساحة المقابلة للجبل لتبدأ حلقات الذكر أو الحضرة التي يشارك فيها جميع الحضور والطباخون.

وقال الشيخ الدميري، شيخ الطريقة المدنية الشاذلية، في سيوة، لـ«المصري اليوم»، إن المهرجان ليس المقصود به السياحة بالمعنى الدارج، بل يقصد به «سياحة الروح والزهد»، إذ يعود ذلك الاحتفال إلى أكثر من 200 عام بهدف الصلح بين العرب و«الأمازيغ»، لذلك نسميه «سياحت» أي «انصهار الأرواح».

ومارس الحضور في اليوم الأول للمهرجان، طقوس تمتد لأكثر من ٢٠٠ عاما، وتتكرر في سيوة كل عام مع قدوم الأيام القمرية، بدأت بتوافد سكان الواحة من الرجال والأطفال إلى ساحة الجبل منذ الثامنة صباحا، ولا تشارك السيدات في هذا المهرجان، ويقتصر دورهن على إعداد خبز الفتة في المنزل وإرساله مع الرجال.

وقبل صلاة الظهر، بدأ الرجال في نحر الذبائح التي يطهوها الطهاة لتحضير «الفتة»، وبعد آذان الظهر، يجتمع الحضور في الساحة للصلاة، ويتبادلون الأماكن حاملين الأطباق المليئة بالخبز، ويلقون فوقه «المرق»، ثم ينزلون به إلى الساحة الخالية المقابلة للجبل، ويضعون أمام كل أسرة طبق لتناول الطعام.

وبعد الانتهاء يبدأ توزيع اللحم على المشاركين، ويجتمع الجميع لصلاة العصر، ليبدأ بعدها نحر الذبائح مرة أخرى ثم إقامة مزاد علني على أعضاء العجول، تبدأ بالرأس في إحدى مغارات الجبل، ويتنافس الرجال فيما بينهم على ربح المزاد كنوع من التسابق في الخير، وبعد صلاة العشاء تبدأ حلقات الذكر أو الحضرة التي تمتد طوال الليل.

ويقول الشيخ صلاح محمد ضافر المدني، أحد أبناء شيخ الطريقة المدنية الصوفية، لـ«المصري اليوم»، إن هذا الاحتفال هدفه نشر البركة والسلام والخير، إذ يتسابق الجميع للتبرع بالمال أو بالطعام، ويجلس الشيوخ بجوار الأطفال دون أن يعرفوا بعضهم كنوع من الزهد والود.

تحضيرات عيد السياحة في سيوة

تحضيرات عيد السياحة في سيوة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية