حذرت وزارة الخارجية الأمريكية إثيوبيا، أحد شركاء الولايات المتحدة في شرق أفريقيا، من أخطار حال الطوارئ التي أعلنتها أديس أبابا لمدة 6 أشهر، بعد موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ ربع قرن، فيما أكدت شبكة «أفريكا نيوز» الأفريقية أن احتجاجات الغضب تغلى في إثيوبيا، ونقلت الشبكة تحذيرات منظمة «هيومان رايتس ووتش» من خطورة إعلان الطوارئ، التي اعتبرت أنها ليست حلاً لقمع الاحتجاجات المعارضة للحكومة.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربى، الثلاثاء: «ندعو الحكومة الإثيوبية إلى توضيح كيف تعتزم تطبيق حالة الطوارئ، التي أعلنتها نهاية الأسبوع الماضى، خصوصاً إجراءات الطوارئ التي تسمح بعمليات اعتقال دون استنادات قضائية، وتقيد حرية التعبير، وتحظر التجمعات العامة، وتمنع التجول».
وشدد «كيربى» على أنه «حتى إذا كانت هذه الإجراءات تهدف إلى إعادة فرض النظام، فإن تكميم أفواه الإثيوبيين والنَّيْل من حقوقهم هو سياسة محكومة بالفشل لأنها تفاقم المطالب بدلاً من تلبيتها».
وكان رئيس الوزراء الإثيوبى، هايلا ماريام ديسالين، قد أعلن، الأحد الماضى، حالة الطوارئ، عقب مناقشات لمجلس الوزراء حول الخسائر في الأرواح والأضرار في الممتلكات، التي شهدتها البلاد على خلفية أعمال العنف بين متظاهرى الأورومو وقوات الأمن الإثيوبية.
ونقلت شبكة «أفريكا نيوز» مخاوف كبير باحثى «هيومان رايتس ووتش» لمنطقة القرن الأفريقى، فيليكس هورن، من خطورة نشر الجيش قواته في ظل الطوارئ، وترجيحه حدوث صدام وتصعيد بين الشعب والجيش.
وأضاف أن إعلان حالة الطوارئ من المؤكد أن يؤجج مشاعر الغضب المتصاعد لدى شعب الأورومو، ويشير إلى أن الحكومة لا تعتزم تغيير سياستها بعيدًا عن استخدام القوة، والتحول إلى التواصل مع المجتمعات المحلية بشأن مظالمهم.
وذكرت شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية أن الحكومة الإثيوبية أعلنت الطوارئ بسبب القلق المتزايد على أمن البلاد بعد قيام عدة مظاهرات، وأن هذه أول مرة تعلن فيها إثيوبيا الطوارئ منذ 25 عاماً.
وأضافت أن مقتل أكثر من 52 شخصًا في احتفال دينى لـ«الأورومو» أدى إلى تصعيد التوترات العرقية المتزايدة، حيث أكد نشطاء مقتل أكثر من 500 شخص، لكن الحكومة تنفى تلك الإحصاءات.