استمر عدد من أصحاب المقطورات فى إضرابهم عن العمل،الخميس ، لليوم الرابع عشر على التوالى، فى سبع محافظات هى: الغربية، الشرقية، الدقهلية، أسيوط، سوهاج، دمياط، والمنيا، ورفض السائقون وملاك السيارات الاتفاق الذى جرى إبرامه فى الغرفة التجارية بالقاهرة قبل يومين، وانتهى بتعليق الإضراب مقابل تشكيل لجنة لبحث مطالبهم بشأن تعديل المقطورات والأوزان الزائدة.
أخبار متعلقة
واتهم المضربون زملاءهم الذين علقوا الإضراب بالعمل لمصلحتهم، على الرغم من أنهم كانوا شركاء فى بداية الأزمة، مؤكدين عدم ثقتهم فى المفاوضات التى سيجريها الاتحاد العام للغرف التجارية مع الحكومة، بشأن مطالبهم حول طلب مهلة جديدة لتعديل المقطورات والأوزان الزائدة للسيارات، رغم إعلانهم انتظار ما ستسفر عنه من نتائج لتحديد خطوتهم المقبلة.
ويواجه العديد من سائقى وأصحاب المقطورات الذين أنهوا الإضراب وانخرطوا فى العمل تهديدات بعدد من المحافظات، من الرافضين قرار فض الإضراب، فيما يصر المئات من أصحاب السيارات والسائقين على الاستمرار فيه لعدم قناعتهم باقتراحات الحكومة وتعهدات الغرفة التجارية بحل مشاكلهم، خلال المهلة التى حددت بأسبوعين وبدأت الأسبوع الماضى.
وأطلق زكى التراس، صاحب شركة نقل، أحد أعضاء روابط النقل الثقيل التى كانت مسؤولة عن المفاوضات لـ«المصرى اليوم»، دعوة لإضراب شامل بعد منح الفرصة كاملة لجولة المفاوضات مع اتحاد الغرف التجارية، ودعا عدداً من أصحاب المقطورات إلى تنظيم إضراب عام على مستوى الجمهورية يبدأ من اليوم الجمعة، خاصة أنهم الأكثر تضرراً من قرار إلغاء المقطورات، الذى سيكلفهم تعديلها مبالغ مالية تفوق طاقاتهم، فى ظل الأعباء التى تكبدهم بها الدولة.واتهم أحد أعضاء روابط النقل الثقيل بعض ملاك المقطورات بالتهور، مؤكداً أن الأشخاص الذين يخرجون إلى الطرق ويعتدون على السيارات يشوهون صورة ملاك المقطورات والسائقين وأصحاب مهنة النقل الثقيل بصفة عامة. من جهة أخرى، أعلنت النقابة العامة للعاملين بالنقل البرى، عدم دعمها أى تحرك احتجاجى من قبل السائقين، وأكد جبالى محمد جبالى، رئيس النقابة، أن أصحاب المقطورات ليس لهم الحق فى مواصلة الإضراب، أو الدعوة إلى إضراب جديد بعد البدء فى جولة المفاوضات الرسمية، مطالباً السائقين بالانتظار لحين معرفة ما ستسفر عنه قرارات الحكومة فى النهاية حول مطالبهم، وأكد أن أصحاب سيارات النقل حصلوا على مكسب رئيسى تمثل فى إلغاء قرار تعديل نظام المحاسبة الضريبية، الذى كان سيحملهم أعباء إضافية.
وأشار جبالى إلى أن النقابة لم تتخل عن السائقين وملاك الشاحنات بعد قرار إلغاء المحاسبة الضريبية بالنظام الجديد، وأنه من الصعب الاستمرار فى دعم الإضراب، فى حين أن النقابة ليست طرفاً فى الأزمة، وإذا أراد السائقون الاستمرار فى الإضراب فعليهم تحمل النتائج.
وفى الغربية، واصل أكثر من 400 سائق وصاحب سيارة الإضراب بقرية أبيج بمركز كفر الزيات، أكبر معقل لسيارات النقل الثقيل بمحافظة الغربية. وأكد جمال عون، صاحب سيارات نقل، أن الإضراب انتهى بنسبة 80% فى المحافظة، ولم يتبق سوى سائقى قرية أبيج الذين أكدوا رفضهم إنهاء الإضراب، لعدم اقتناعهم باقتراحات الحكومة، وأعلنوا استمرار الإضراب إلى أجل غير مسمى.
وفى دمياط، أعلن عدد من السائقين معاودتهم الإضراب اليوم بسبب الموازين التى تحملهم أعباء مالية لا يقدرون عليها، وعدم وصول تعليمات خاصة بالنظام المحاسبى الجديد إلى مأموريات الضرائب. وقال العدوى أبوالخير، رئيس مجلس إدارة جمعية السائقين، إن سبب معاودة الإضراب هو دفع رسوم الموازين حتى قبل التحميل، متهماً المسؤولين بإطلاق تصريحات وصفها بالـ«تخديرية» دون وضع حلول تحفظ مصالح هذا القطاع المهم.
وفى البحيرة، طالب عبدالله الشناوى، صاحب مقطورة، الحكومة بالسماح لملاك السيارات ببيعها فى الدول المجاورة مثل ليبيا والسودان، وشراء سيارات «تريللا» بدلاً منها، وهو حل سيوفر عليهم آلاف الجنيهات، حيث يستطيعون بيع سياراتهم بأسعار عالية، كما طالب بمنع الحمولات الزائدة التى تسهم فى تدمير الطرق، مع زيادة تعريفة النقل بنسبة صغيرة لتعويض السائقين.
وفى المنيا، أعلن إسماعيل عبده، نقيب السائقين بمركز ملوى، تلقى السائقين تهديدات من سائقين بسوهاج وطما والكوامل والغنايم، لوقف حركة سير السيارات جنوباً احتجاجاً على قرار فض الإضراب قبل اتخاذ إجراءات جادة، وأكد قيام السائقين فى الصعيد بإرسال شكاوى جماعية للواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، لتكثيف التواجد الأمنى على الموازين حتى لا يتم تحميل السائقين مبالغ إضافية دون مبرر.
وفى الشرقية، تلقى سائقون، استجابوا لفض الإضراب، تهديدات بتحطيم سياراتهم فى حالة خروجهم للعمل، وشككوا فى جدية تعهدات الاتحاد العام للغرف التجارية، وقالوا إن مأموريات الضرائب لم يصلها أى شىء حتى الآن بخصوص النظام المحاسبى الجديد.
وقال محمد سراج، صاحب سيارات: «إن عدداً من سيارات النقل استأنف العمل صباح الخميس بعد أن نقلنا إلى أصحابها تعهدات الاتحاد العام للغرف التجارية بحل الأزمة، وأثناء سيرهم على الطريق خرج عليهم مجهولون وهددوهم بتحطيم سياراتهم فى حال استمرار العمل»، مضيفاً أنه أوقف سياراته خوفاً عليها.
وقال عمر عبدالرحمن، صاحب سيارة: «الإضراب سيخرب بيتى لأننى ملتزم بدفع 6 آلاف جنيه أقساطاً شهرية على السيارة ومستلزماتها، وكنت أنوى الخروج للعمل، لكننى تلقيت تهديدات بتحطيم السيارة، فاضطررت إلى الانتظار خوفاً مما سيحدث».
