اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح الخميس، بما سمته طفرة وقفزة نوعية في الاستيطان، وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أنه خلال ثلاثة أشهر تم البدء في 1712 وحدة سكنية، وتم إصدار تراخيص لبناء 13 ألف وحدة أخرى، بينما قالت «هاآرتس» إن بنيامين نتنياهو طلب من الإسرائيليين عدم اتخاذ أي اجراءات عنيفة ضد اللاجئين الأفارقة، واعداً إياهم بأن هذه المشكلة سيتم حلها بالقانون، فيما أشارت «معاريف» إلى نجاح التجربة التي أجرتها إسرائيل لاختبار منظومتها الدفاعية الجديدة التي أدخلتها على دبابة الميركافا.
«يديعوت أحرونوت»
تحت عنوان «بعد ثلاثة أشهر من انتهاء التجميد: طفرة في البناء في المستوطنات» ، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الأمر بدا وكأنه لم يكن هناك تجميد، وأضافت الصحيفة: «ثلاثة أشهر منذ انتهاء فترة تجميد البناء، توسعت عمليات الاستيطان بمعدل ليس له مثيل، بحسب معطيات حركة (السلام الآن) تم البدء في ما لا يقل عن 1712 وحدة سكنية جديدة» ، وأشارت إلى أن مشاريع بناء كبيرة تمت في حوالي 65 مستوطنة.
وتابعت «يديعوت أحرونوت»: « كل هذا حدث في الفترة التي تلت التفجير الأخير للمحادثات المباشرة مع الفلسطينيين، وقرار الحكومة بعدم تمديد تجميد الاستيطان، النتيجة واضحة، آلاف الوحدات الإضافية سيتم سكنها في الضفة في الوقت الذي سيجلس فيه أبومازن وبنيامين نتنياهو للحديث وجهاً لوجه، الأمر الذي يعد معضلة جديدة في طريق السلام» ، ونقلت الصحيفة عن «حاجيت عوبرن» الناشطة في حركة «السلام الآن» قولها: «بعيداً عن الوحدات التي تم بدء البناء فيها، فقد تم منح تراخيص لبناء 13 ألف وحدة إضافية، في مقابل 3000 وحدة فقط كان يتم بناؤها في كل سنة من السنوات الثلاث الماضية» .
وعن الأزمات داخل الحكومة الإسرائيلية التي تهدد التحالف الذي تقوم عليه، قالت «يديعوت أحرونوت» إن وزير شؤون الأقليات الإسرائيلي، وأحد قيادات حزب العمل، «أفيشاي برافرمان» ، قال في لقاء عقده الأربعاء مع عدد من الطلاب الإسرائيليين في القدس، إنه طلب وضع مهلة لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو لاستئناف المفاوضات المباشرة، وقال إنه إذا لم يقبل طلبه سيتقدم باستقالته من الحكومة.
وأضافت الصحيفة أن «برافرمان» علق على «التحريض المتزايد هذا الأسبوع والمظاهرات الكبيرة التي تم تنظيمها ضد اللاجئين والعرب» ، وقال «يوجد كره للأجانب، إسرائيل تحولت لإيران في أعقاب رسالة الحاخامات» ، وأضاف: «يوجد الآن فرصة لإنقاذ حزب العمل، إذا لم يقبل طلبي، سأستقيل من الحكومة وسأناضل من المعارضة من أجل إقامة العمل الجديد».
ونشرت «يديعوت أحرونوت» تحقيقاً صحفياً عن تأثير المظاهرات المناهضة للاجئين الأفارقة في إسرائيل على أبناء الأفارقة، وقالت الصحيفة إن المظاهرة التي تم تنظيمها في تل أبيب ضد «المتسللين» والعمال الأجانب «تسببت في خوف كبير من أن يصبح الأطفال، أبناء وبنات اللاجئين، في مواجهة مباشرة مع الكره والعنصرية» ، ونقلت الصحيفة عن إحدى اللاجئات التي ذهبت لأخذ أطفالها من النادي مبكراً قولها: «خفنا أن يصل المتظاهرون إلى هنا، ولم نكن نريد للأطفال أن يعرفوا الحدث، نحن نحاول حماية أبنائنا، لكن معظمهم فهم ما يحدث، بعضهم سمعنا نتحدث مع آبائهم وأمهاتهم، ولكن مع ذلك هم ينسون بسرعة» .
ونقلت الصحيفة عن «ميلنا» بنت العاشرة: «أمس فهمت أنه يتوجب علينا الخروج مبكراً، لأن هناك أشخاصا يهودا يضربون يهوداً» ، وعلقت الصحيفة: «كلماتها ربما تشير إلى الصورة التي صُورت بها الأحداث الأخيرة لأبناء جيلها» ، وتابعت: «والدها، جان بيير، لاجئ من الكونغو، ذهب أمس لأخذها من النادي هي وأختها جيسيكا، بنت السابعة، وقال: نحن نحاول ألا نتحدث مع الأطفال عن الوضع القائم، لا يجب أن يخافوا، هم يعرفون أن الوضع في الكونغو ليس جيداً، ونحن لا نريد أن نزيد قلقهم» .
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن الأب نفسه كان خائفاً من موجات العنصرية الأخيرة: «أعيش في إسرائيل منذ عدة سنوات، وأبداً لم يكن الوضع هكذا، لكل شخص الحق في التظاهر، هذا أساس الدولة الديمقراطية، ولكنني غادرت الكونغو بسبب اضطهادي هناك على خلفية آرائي السياسية، من المحزن جداً الآن أن يكرهونا بسبب لوننا الأسود» .
«هاآرتس»
زعمت صحيفة «هاآرتس» في عددها الصادر صباح، الخميس، أن خبراء وصلوا إلى قطاع غزة من سوريا وإيران، لتدريب عناصر عدد من المنظمات الفلسطينية، على رأسهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي، على وسائل قتالية حديثة، بعد الحرب على غزة قبل عامين، وادعت الصحيفة أنه في المقابل توجهت عشرات العناصر من هذه الفصائل لتلقي تدريبات عسكرية على أسلحة حديثة في لبنان وسوريا والأردن، وعادوا مرة أخرى إلى القطاع لتدريب غيرهم، وقالت الصحيفة: «سهولة خروج ودخول الخبراء إلى القطاع عبر الأنفاق بين قطاع غزة ومصر، تشكل أحد الاعتراضات الإسرائيلية على تشاط مصر بخصوص الأنفاق الموجودة في أراضيها» .
وعن العنصرية المتزايدة ضد اللاجئين الأفارقة والعرب في إسرائيل، قالت «هاآرتس» إن رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» حذر من اتخاذ خطوات عنيفة ضد المتسللين الأفارقة، في رسالة مصورة بالفيديو تم بثها عبر قناة اليوتيوب الخاصة بمكتب رئاسة الوزراء، وتناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقالت الصحيفة إن «نتنياهو» دعا الإسرائيليين إلى عدم استبدال القانون بأيديهم.
وقال «نتنياهو» في الفيديو إن قضية المتسللين غير الشرعيين لإسرائيل سيتم حلها بواسطة القانون، وأضاف: «حكومة إسرائيل تعمل بشكل حاسم لوقف تدفق المتسللين غير الشرعيين لإسرائيل من إفريقيا بواسطة إقامة جدار حدودي، وإعادة اللاجئين لبلدانهم» ، وتابع: «أطلب شيئاً واحداً وأصر عليه: لا يجب على مواطني إسرائيل أن يأخذوا أو يستبدلوا القانون بأيديهم، ولا يجب عليهم القيام بأعمال عنيفة أو حماسية» .
وقالت الصحيفة إن «نتنياهو» أكد أن «الحكومة تقوم بواجبها من أجل حل المشكلة، وسنحلها، ولكنني أطلب منكم الحفاظ على القانون، نحن دولة تحافظ على القانون، وتحترمه، وتحترم كل إنسان أياً كان، سنعمل من أجل حل المشكلة بالقانون، هكذا أنا أعمل وهكذا أطلب من كل مواطن ومواطنة» ، وجاءت كلمة نتنياهو عقب سلسلة من الأنشطة العنصرية تطالب بطرد اللاجئين الأفارقة وعرب 48 من إسرائيل.
من ناحية أخرى، توقعت «يديعوت أحرونوت» استقالة المستشار السياسي لنتنياهو، وقالت: «من المتوقع أن يتقدم شالوم شلومو المستشار السياسي البارز لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باستقالته في الأسابيع المقبلة، لتوليه منصبا رفيعا في مجال الأعمال التجارية، شلومو عمل كمستشار لنتنياهو في السنوات الخمس الأخيرة» ، وأضافت الصحيفة: «شلومو عمل على مساعدة نتنياهو منذ أن كان زعيماً للمعارضة، هو يقف وراء عدد من التدابير السياسية الهامة التي قادها نتنياهو في حزب الليكود، من بينها عرقلة المعسكر اليميني المتطرف في الحزب، وكان شريكاً في محاولة نتنياهو لشق حزب كاديما» ، وتابعت: «في الانتخابات الأخيرة، كان شلومو من العوامل السرية في خطوات التحالف مع شاس، وبعد تعيين نتنياهو رئيساً للوزراء، رافقه كمستشار سياسي» .
«معاريف»
صحيفة «معاريف» قالت في عددها الصادر صباح الخميس، إن الجيش الإسرائيلي يشن هجوما على موقع الفيس بوك، والشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت، ووجهت الصحيفة حديثها إلى الجنود الإسرائيليين قائلة: «إذا كنتم جنودا في الجيش الإسرائيلي، ورفعتم أي تجارب مثيرة لكم أثناء الخدمة، أو صورا خاصة بكم بالزي العسكري أو أي تفاصيل شخصية أخرى، أو أي تفاصيل شخصية تدل على وجودكم في الجيش، سيتوجب عليكم قريباً حذفها من على الشبكة» .
وكشفت الصحيفة عن رسالة تم إرسالها لقيادات الجيش تحت عنوان «أمنكم الشخصي والمعلومات التي تكشفونها على الإنترنت» ، طلب فيها الجيش من ضباطه وجنوده التوقف عن الكشف عن معلومات شخصية على الشبكات الاجتماعية على الإنترنت من شأنها أن «تتسبب في خطر أمني» ، وقالت الصحيفة إن الرسالة جاءت بعد الكشف عن معلومات شخصية لـ 200 جندي وضابط على الإنترنت، اتهموا بارتكاب جرائم حرب أثناء عملية «الرصاص المسكوب» ، التي شنها الجيش الإسرائيلي على غزة، وأشارت الصحيفة إلى أن «جزء منهم تلقى تهديدات بسبب مشاركتهم في الحرب» .
وقالت الرسالة إن نشر هذه التفاصيل قد يتسبب في أن يتم التحرش بالجنود في منازلهم، وأن يتم رفع دعاوى قضائية ضدهم من الجماعات المناصرة للفلسطينيين تتهمهم فيها بارتكاب جرائم حرب.
وعن المنظومة الدفاعية الجديدة التي أدخلتها إسرائيل على دبابة الميركافا، قالت «معاريف» إن التجربة التي تم القيام بها أمس، الأربعاء، لاختبار منظومة «معطف الريح» الدفاعية، تمت بنجاح، وقالت الصحيفة إنه تم إطلاق صاروخ بدون رأس حربية على دبابة ميركافا مأهولة، وأضافت أن المنظومة حددت الصاروخ، وفجرته في الهواء وخرج كل طاقم الدبابة بسلام.
ونقلت الصحيفة عن ضابط بالجيش الإسرائيلي قوله: «من المهم أن نؤكد أن التجربة تمت تحت شروط صارمة لتأمين الجنود ولضمان عدم تعرضهم للخطر، كما أن الصاروخ لم يكن يحمل رأساً حربية» ، ويأتي ذلك عقب اعتراض عدد من عائلات الجنود الإسرائيليين الذين فقدوا أبناءهم أثناء تجارب للجيش الإسرائيلي من هذا النوع- على قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخ حي على دبابة مأهولة.