»إيه رأيك فى البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى.. دى لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذى.. الدرس انتهى لموا الكراريس«.. كلمات جسد فيها الشاعر الكبير ورسام الكاريكاتير الراحل صلاح جاهين، احدى الجرائم اللإنسانية التى اقترفها الاحتلال الإسرائيلى خلال فترة حرب الاستنزاف فى مدرسة بحر البقر، والتى راح ضحيتها 30 طفلاً بريئاً موجها رسالته إلى ضمير العالم.
ساهمت تلك الفترة العصيبة التى لحقت نكسة يونيو 1967 فى تغيير روتين حياة جاهين، حيث ترك عمله كرئيس تحرير لمجلة صباح الخير وقتئذ، وعاد إلى موقعه فى الأهرام كما كان فى السابق، ككاتب رباعيات ورسام كاريكاتير.حيث قرر قضاء أغلب وقته فى عزلته بعد الهزيمة الكبرى التى منيت بها مصر بعد النكسة،مفضلاً ممارسة عمله فى المنزل.
ويقول بهاء جاهين ابن الفنان الراحل إن الاكتئاب الذى مر به والده كان بمثابة الذخيرة الفنية التى قادته،إلى حالة الابداع، مضيفاً لــ»المصرى اليوم« أن الكثيرون تحدثوا عن والده بشكل خاطيء بالتحديد ف تلك الفترة.
ويواصل:» والدى لم ينقطع عن الحالة الفنية فممارسة عمله فى المنزل لم يؤثر على المستوى الفنى، بل كان حريصاً على ارسال رسوماته يومياً إلى الأهرام.
وعن تقديم استقالته من منصبه كرئيس تحرير مجلة صباح الخير، والتى كانت تضم عمالقة فن الكاريكاتير وقتها أكد جاهين أن والده لم يكن يفضل الأعمال الادارية فكان يجد أنها تقف عائقاً أمام الحالة الإبداعية.
ويتابع:« كانت من رسوماته الشهيرة فى هذه الفترة رسمة الجندى المصرى بحجم أكبر من الدبابةالاسرائيلية، كما كان يرسم عدد من الرسومات التعبيرية الكاريكاتورية والتى تجسد الاستعداد للحرب».
ويصف صلاح جاهين فترة ال 7 سنوات التى سبقت انتصار أكتوبر بــ«فترة الصمود» فكان يعتبر نفسه وقتها جندياً فى الجيش المصرى، لكن أسلحته كانت الفرشاة والقلم.
تجددت أحزان جاهين برحيل الرئيس جمال عبد الناصر والذى رثاه قائلاً:« يا أيها المصرى العظيم بنوعدك.. مهما غبت حنوجدك..ومهما مت مصر حترجع تانى تولدك».