اتهم الكتاب المشاركون في فعاليات الدورة الـ25 من مؤتمر أدباء مصر، العولمة بـ«تدمير الركائز الثقافية»، وشبهوها بـ«مثلث برمودة»، وهاجموا النظام الذي استقطب المثقفين، ومنع التعددية والاختلاف.
وقال الدكتور السيد إبراهيم، في فعاليات الجلسة الثانية من المؤتمر، الأربعاء، تحت عنوان «ملامح الأدب الجديد»، إن العولمة أدت إلى وجود هوة كبيرة بين الشمال والجنوب، وإلى تدمير الركائز الثقافية، موضحًا أننا لا نستخدم العولمة للتعبير عن التواصل بين الثقافات، وأن التكنولوجيا كان لها دور كبير في مساعدة العولمة على تدمير ثقافة العالم.
وأضاف، في المؤتمر الذي تنظمه هيئة قصور الثقافة، إن «العولمة ارتبطت بالهيمنة والسلطة والجشع، وكان نتيجة ذلك استخدام العنف أو الهروب من الواقع عن طريق مغيبات الوعي»، وأكد أن «التليفزيون كان من أخطر الوسائل التي أثرت على الوعي، وخاصة الإعلانات التجارية التي تخلق الرغبة لدى الجمهور للشراء»، مشبِّهًا العولمة بـ «مثلث برمودة» يلتهم كل ما يقترب منه».
وفي بحثه تحت عنوان «الدور المصري في الثقافة الإنسانية» قال الدكتور خالد فهمي:
«إن الغرب ينظر إلى الأدب العربي بوجه عام على أنه منتج روحي متميز، وأن الأدب الغربي منتج مادي، وأكد أن الكثير من الأدب العربي يمكن تصديره إلى الغرب من خلال الترجمة.
وقال الباحث حمدي سليمان، في الجلسة الثالثة تحت عنوان «الأدب المصري المعاصر: تحولات ومراجعات»، إن التعدد في الثقافة المصرية كان واضحًا في الحقبة الليبرالية قبل ثورة 1952، لكن بعد تحول الثقافة إلى وزارة، عملت على استقطاب الكثير من المثقفين، وسلبتهم حقهم في الاختلاف والنضال ضد التيار السائد بالرغم من الإنجازات المؤسسية المتمثلة في: الهيئات الثقافية والمسارح والمطبوعات، مشيرًا إلى أن «الساحة لم تخل من حركات احتجاج في الحقبة "الناصرية"، ووصل التعدد إلى حد الفوضى غير الخلاقة في السبعينيات، وانتهت هذه المرحلة باغتيال الرئيس السادات».
وأضاف: «في الثمانينيات ظهرت حالة من "الحجر الثقافي"، حيث عاد الحرس الجامعي وتكميم الأفواه، ولكن سرعان ما تجلت التعددية في الفنون والأدب لأجل نزع مساحة من التعدد وتكريس الاختلاف».
وتابع: «في التسعينيات حاول النظام استقطاب المثقفين بعملهم في مؤسسات الدولة، وعادت الأحادية، وإن ظلت هناك حركات تحاول الانفلات دائمًا من هذه المركزية والأحادية، كالمجلات والجرائد الخاصة ودور النشر الخاصة».