x

43 عاما علي نصر اكتوبر (4) «ملف خاص»

الجمعة 07-10-2016 21:48 | كتب: عمر حسانين, سحر عربي, محمد الكفراوي |
اللواء عبداللطيف مبروك أثناء حديثه مع أعضاء القوة متعددة الجهات اللواء عبداللطيف مبروك أثناء حديثه مع أعضاء القوة متعددة الجهات تصوير : اخبار

جيش «نوال السعيد»..ذكريات وبطولات جنود الإمداد والتموين
اللواء عبداللطيف مبروك أثناء حديثه مع أعضاء القوة متعددة الجهات

تشير عقارب الساعة إلى الثانية ظهرا يوم السادس من أكتوبر 2016، لتفتح معها حقيبة ذكريات يوم مر عليه ثلاثة وأربعون عاما، وما زال يحمل حكايات وروايات من الأبطال الذين ما زالوا على قيد الحياة، يسطرونها يوما بعد يوم، لتدون دروسا للأجيال المتعاقبة.

ذكريات وشهادات إنسانية سجلتها حرب أكتوبر لكل جندى وضابط اشتركوا فى الملحمة، لكل فرقة وفصيل وسارية وكتيبة، من مدفعية للمشاه للدفاع الجوى للصاعقة للقيادة العامة للمظلات وغيرها من الكتائب التى خُصص لكل منها دور محدد عليها أن تؤديه.

مع التدريبات والتجهيزات العسكرية، التى كان يؤديها الجنود تمهيدا للمعركة على غير دراية بميعاد الحرب، كانت هناك قوات تعمل على قدم وساق، تجهز عدتها واحتياجاتها لأنها ببساطة كانت بمثابة الضوء الأخضر للقوات المسلحة، حين تستعد فذلك يعنى استعداد مصر لقيام الحرب، تعرف بـ«هيئة الإمداد والتموين».

كانت حينها تحت قيادة اللواء الراحل نوال السعيد، الذراع اليمنى للحرب وقتها، فمن شدة أهمية دوره، حينما سُئل الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن ميعاد الحرب، قال «اسألوا نوال» فى إشارة للواء نوال.

تتلخص مسؤولية الهيئة فى توفير الذخيرة والطعام والشراب والخدمات الطبية والبيطرية والمطبوعات ووسائل النقل والوقود ومعدات الوقاية للجنود فى الحرب، بالإضافة إلى شق الطرق وإنشاء الكبارى وغيرها من التجهيزات، فبدون تلك الوسائل يعجز الجندى على حمل سلاحه، أو حتى على العيش وتحمل مشقة الحرب.المزيد

دولا عساكر مصريين .. جنود الكلمة فى معركة النصر
نبيلة قنديل وعلي إسماعيل

هناك.. على جبهة الحرب.. وعلى بعد خطوات من العدو.. كان جنود مصر يبذلون دماءهم فداء للوطن.. لتحرير أرض سيناء.

فى الوقت نفسه، وبعد ساعات قليلة من إعلان الحرب ونشر أخبار النصر المبكر، كان هناك جنود آخرون قرروا أن يكرسوا أنفسهم لدعم وتحية الأبطال المرابطين على الجبهة، بالكلمة واللحن والصوت الشجى الصادق.

كانت أغانى النصر ولا تزال من أهم مظاهر الفرحة بعد حرب 6 أكتوبر، ولم تقتصر تلك الأغانى على نوع من الشعراء أو عدد معين، بل امتدت إلى الجميع، خاصة شعراء «جيل النكسة» إذا جاز التعبير، الذين أصيبوا بإحباط شديد بعد 5 يونيو 67، وكتبوا العديد من القصائد السوداء، فكان النصر بالنسبة لهم، أكثر من غيرهم، بمثابة شعاع أمل وطاقة نور، يستطيعون عبرها التعبير عن حبهم لوطنهم، والتغنى بتراب الأرض المستردة من أيدى المحتل الغاصب.

الأغنية ابنة الشعر بالدرجة الأولى، وإن كان هناك شعراء نجحوا فى توصيل أعمالهم لبيوت الناس عن طريق الأغنية، فهناك آخرون كتبوا شعرا فى نصر أكتوبر واحتفوا بهذا الحدث العظيم فى تاريخ مصر، دون أن يطرقوا مجال الأغنية، وربما تجد تلك الأشعار طريقها إلى عالم الموسيقى ذات يوم.

الثلاثى عبدالرحيم منصور وبليغ ووردة المزيد

«المصري اليوم» داخل السجن الإسرائيلى فى«العريش»
السجن الاسرائيلي من الخارج

«هنا أرض النضال.. هنا تراب سيناء، يختلط بدماء التضحية والفداء.. هنا تحقق النصر وكسر أنف العدو الصهيونى.. هنا أيضا بقيت الذكرى وما تحويه من ألم وأمل وفرحة.. هنا بنى الصهاينة سجنهم، وبين جدران غرفه مارسوا كل أشكال الوحشية لانتزاع الاعترافات من الصامدين الصامتين.. كثيرون منهم سبقوا إلى الشهادة، وآخرون كتبت لهم النجاة... «المصرى اليوم» عاشت ساعات بين «السجن الإسرائيلى» وسجلت تفاصيل من مشاهد الصراع بين صمود الأبطال وجرائم السفاحين.. التفاصيل فى السطور القادمة.

البداية كانت حينما سألنى صديق: «تحب تعمل موضوع من داخل السجن الإسرائيلى الذى عذبوا فيه الفدائيين؟».. وافقت على الفور – بعد بضعة أسئلة.. وصلت وزميلى المصور الصحفى «محمد راشد» إلى العريش.. تركنا متاعنا وانطلقنا فورا صحبة الحاج سامى الكاشف - أحد شهود الأحداث- والصديق إيهاب المالح.. صعدت السيارة مرتفعا فى الجنوب من مدينة العريش..على بعد 100 متر من قمة المرتفع يغازلك البحر بصفحته الزرقاء الصافية، وتداعبك نسمات هواء صافية، تلتفت إلى اليمين من الطريق المتجه إلى البحر، تهاجمك قبضة بين ضلوعك، مبان قديمة، تطل منها علامات الخراب، ولافتة مكتوب عليها «نزل الشباب».

تتوقف السيارة أمام مدخل حديث، يبدو عليه علامات الاهتمام، ندخل ونمر على ملعب كرة قدم خماسى يمينا، أسوار تحيط مساحة كبيرة من المبانى.. مكونات معسكر على الطراز الإنجليزى القديم، الواجهة تضم مجموعة مكاتب متجاورة، تجمعها مظلة خشبية منحدة من أعلى، ثم يأتى على اليمين مبنى مستطيل، يشكل زاوية قائمة مع مبنى المكاتب.المزيد

«المسرح والبار».. شاهدان على جرائم مجندات جيش إسرائيل
المسرح الإسرائيلى من الداخل

خمر ورقص شبه عار، بار وخشبة مسرح وصالة عرض، ذكريات لمجندات العدو الصهيونى، تفوق ما فعلته الأمريكيات فى «أبوغريب».. تفاصيل خطيرة فى حكاية «المسرح الإسرائيلى».

داخل الأسوار التى تضم بنايات العدو الصهيونى، يوجد مبنى على نفس الطراز، الدخول إليه يستوجب صعود عدة سلالم، ثم باب ضيق، يدخل بك إلى مسرح كبير، خشبة عرض تكفى لفرقة مسرحية كبيرة، وصالة للجمهوء تتسع لأكثر من 200 مشاهد.

وفى الجانب الآخر لنفس مبنى المسرح، يوجد باب آخر، أكثر اتساعا من الأول، تصعد له بنفس الطريقة، ثم تهبط السلالم فى الداخل، لتجد فى مواجهتك مباشرة «بار» كبيرا، حوله مقاعد خاصة، لكنه متصل بصالة عرض المسرح.

يقول الحاج سامى الكاشف إن جنود العدو من الرجال والنساء، كانوا يقيمون حفلات الرقص والغناء كل ليلة، وذلك عقب انتهائهم من حفلات تعذيب المجاهدين والفدائيين، لم يكونوا يتخيلون أنهم سيغادرون العريش يوما من الأيام، لكن كنا نعد الأيام ليوم الخلاص منهم.المزيد

«العريش».. فنادق مغلقة وشوارع خاوية وعروسان دون زفة
عروسان دون زفة

شوارع خالية، فنادق مغلقة، عروس بدون زفة، آليات عسكرية لا تتوقف، وجوه تترقب الأمل وتثق فى إشراق الصباح.. هذا هو الحال فى مدينة العريش «شدة وتزووول».. هكذا لسان حال كل سكان العريش، هم يدركون قسوة الإرهاب وخطورته، لكنهم واثقون أن الأزمة ستمر، وأن جيش مصر قادر على حفظ أمنهم وإعادة الهدوء والحياة إلى ما كانت عليه، يقول كثيرون «أحمد وإيهاب وحمدى» أن حياتهم فى العريش تعتمد على السياحة والصيد والتجارة، أصابتهم العمليات الإرهابية فى مقتل، لكن الحياة مستمرة و«الحكاية مستورة»، سائق التاكسى «عبدالرحمن» يحكى كيف أن له خمسة من الأبناء، كلهم فى مراحل التعليم المختلفة، يخرج منذ الصباح يطارد جنيهات تكفى حاجتهم ومتطلباتهم، لا ينكر أن الوضع قاس، لكنه يؤكد أن الحياة مستمرة، وأن مطالب الأسرة يتم تدبيرها، والأبناء يذهبون إلى مدارسهم ويجدون ما يحتاجونه.

ويشير السائق إلى «قول أمنى» ويؤكد أن هؤلاء هم خيرة رجال مصر، يواصلون الليل مع النهار ساهرين من أجل تأمين حياتهم، وأنه لا يتبرم أبدا من أى إجراءات تفتيش أو تغيير لاتجاهات الطريق، لأن كل ذلك من باب الحرص على حياتهم.المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية