x

فاروق الفيشاوى: نظام مبارك عطل «أنا القدس» لإرضاء أمريكا وإسرائيل

الأربعاء 10-08-2011 18:08 | كتب: محسن حسني |
تصوير : other

فجر فاروق الفيشاوى مفاجأة من العيار الثقيل، وهى أن مسلسله «أنا القدس» المؤجل عرضه من العام الماضى، كان معطلاً لأسباب سياسية وليس لأسباب تسويقية، وأن نظام مبارك كان يعطل أعمالاً محددة لمجاملة النظام الصهيونى، أبرز تلك الأعمال «أنا القدس» و«عابد كرمان». فاروق الفيشاوى قرر أن يخرج عن صمته ويتحدث لـ«المصرى اليوم» عن رأيه فى الثورة وفى محاكمة مبارك وغير ذلك من القضايا السياسية المطروحة على الساحة.

ما دليلك على أن «أنا القدس» تم منعه لأسباب سياسية العام الماضى؟

- دليلى أن المسلسل كان جاهزاً للعرض، لكن التليفزيون المصرى رفض عرضه دون إبداء أسباب، كما أن بعض أصحاب الفضائيات الخاصة اتخذوا موقفاً مماثلاً لمجاملة النظام، وللأسف لايزال هؤلاء يخدعون الناس ويركبون الموجة ويوهمون الكل بأنهم ثوار، وهم ليسوا كذلك.

فى رأيك لماذا تصدى النظام السابق لعرض «أنا القدس»؟

- لأن هذا المسلسل يثبت بالتاريخ والبرهان عربية القدس المحتلة، فهو يناقش تاريخ تلك المنطقة منذ عام 1917 ولمدة خمسين عاما مرورا بالاحتلال الإنجليزى لفلسطين ووعد بلفور المشؤوم، وضعف الخلافة العثمانية، وتنتهى الأحداث بهزيمة 1967 فى مصر، وطبعا هذا الكلام ليس على هوى إسرائيل، ولهذا قرر النظام مغازلة إسرائيل بمنع عرض الأعمال التى لا تروق لها، وطبعا كان النظام خبيثا فلم يمنع بشكل مباشر حتى لا يقال إنه يقف ضد حرية الرأى والتعبير، وإنما منع لأسباب مختلفة، مرة أزمة فى التسويق، ومرة فى «عابد كرمان» بحجة أنه يحتوى على معلومات تضر بالأمن القومى.

وهل تم توثيق المسلسل تاريخياً على يد أستاذ تاريخ للتأكد من خلوه من أى أخطاء تاريخية؟

- بالتأكيد، ولم يراجعه أستاذ واحد بل مجموعة أساتذة، كما حظى باهتمام كبير من النواحى الفنية، فكتب له أشعار المقدمة والنهاية يوسف الخطيب والد المخرج باسل الخطيب والمؤلف تليد الخطيب، وقد توفى هذا الرجل منذ شهرين وتأثرنا جدا بذلك، فكنا نتمنى أن يكون معنا ليشاهد هذا العمل معروضا، ولكنه قضاء الله.

كيف اخترتم أماكن بديلة للقدس للتصوير بها؟

- زرنا عدة بلدان عربية، واخترنا أماكن فى ربوع سوريا تتشابه إلى حد كبير مع منطقة القدس قبل عام 1920، ولحسن حظنا أننا أنهينا التصوير قبل أن تهب رياح الثورة السورية، ونحن كفريق عمل المسلسل نحمد الله أن المسلسل ظهر للنور رغم كل التوافقات الحكومية العربية ومحاولات إرضاء إسرائيل، وأعتقد أن للثورة فضلاً كبيراً فى عرض هذا العمل.

ما المشهد الذى يمكن أن تعتبره «ماستر سين» فى هذا العمل؟

- كل مشاهدى أعتبرها ماستر سين، لأن كل موقف درامى يؤكد عروبة القدس، صحيح أنه مسلسل اجتماعى لكن خلفيته التاريخية واضحة ومرجعيته العربية واضحة.

لماذا التزمت الصمت طوال فترة الثورة ولم تتحدث لأى وسيلة إعلام لتوضيح موقفك المؤيد أو المعارض لها؟

- التزمت الصمت لأكثر من سبب، أولها أننى بطبيعتى لا أحب كثرة اللقاءات التليفزيونية أو الصحفية، والوسط كله يعرف ذلك عنى، كما أننى كنت مشغولاً فترة الثورة بتصوير فيلم فى الأردن، والسبب الثالث أننى لست من هواة الشعارات والزعامات الزائفة وركوب الموجة، لقد شاركت فى الثورة كمواطن عادى وليس كنجم، ونزلت ميدان التحرير مرتين، المرة الأولى بعد موقعة الجمل بيومين لأعرف حقيقة ما سمعت، ويومها جئت من عمان للمطار ومن المطار لميدان التحرير، والمرة الثانية كانت يوم التنحى، فى 11 فبراير، ورأيت بعينى غضب المصريين من خطاب مبارك الأخير، ثم فرحتهم العارمة ببيان التنحى الذى ألقاه السيد عمر سليمان.

بعد نجاح الثورة ومحاكمة مبارك.. هل أنت متفائل؟

- بالتأكيد متفائل جداً، وإن كنت أرى محاولات ركوب الموجة من الكثيرين، لكننى متأكد أن ثمار الثورة سيحصدها الثوار الحقيقيون، وليس أصحاب الزعامات المزيفة الذين يركبون الموجة ويملأون الفضائيات بالفتاوى السياسية لأخذ نصيب من التورتة.

البعض كان يلوم على الثوار خلال الفترة الأخيرة ويطالبهم بإخلاء ميدان التحرير فهل كنت تؤيد هذا؟

- لا، أنا مع الضغط الثورى الشعبى لأنه أداتنا الوحيدة، ولولاه لما دخل مبارك القفص يوم 3 أغسطس، أنا لست محللاً سياسياً، ولكن أتصور أن موقعة العباسية وما حملته من دلالات كان لها تأثيرها الإيجابى فى الإسراع بمحاكمته، وإن كنت ضد مهاجمة الجيش فى تلك الفترة التاريخية لأنه حائط الصد الأخير لنا، لكن الضغط مطلوب.

لكن البعض كان يتهم ثوار التحرير بتعطيل عجلة الإنتاج فما رأيك؟

- بالعكس، سأجيب عليك بسؤال: هل ثوار التحرير هم السبب فى أزمة السولار أو أزمة الخبز؟! بالطبع لا، أنا أعرف بعض الثوار كانوا يحملون معهم الكمبيوتر المحمول «لاب توب» ويسيرون أعمالهم أثناء اعتصامهم، التحرير سيظل رمزاً ولا ينبغى تشويهه، طبيعى أن يشهد تجاوزات ومخدرات ومعاكسات وسط هذا العدد الكبير، لكن كل هذا أعتبره استثناءات، والقاعدة العريضة كانت من الثوار، وبعضهم ضحى بروحه من أجل استرداد حرية وكرامة هذا الوطن.

باعتبارك أحد رواد الدراما التليفزيونية كيف ترى التنافس هذا العام فى ظل تراجع حجم الإنتاج من 60 إلى 40 مسلسلاً؟

- هناك مسلسلات لا ترقى لمستوى المنافسة أصلاً، واسمح لى بعدم ذكرها، منعا للحرج، وهى كثيرة، ربما أكثر من 20 مسلسلاً، وهناك أعمال جيدة جداً وتتنافس بقوة، والجمهور هو الحكم الأخير، لكن ما أود ذكره أن الجمهور المصرى لن يسمح لأحد بأن يضحك عليه لاحقاً، سينجح العمل الجيد فقط، العمل القريب من المواطن والذى يناقش همومه الحقيقية، سواء فى إطار تراجيدى أو فى إطار كوميدى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية