كان الحاج «مكاوى» يعيش هنا منذ قرابة 80 عاماً، يتولى زراعة بعض الأراضى فى المنطقة القريبة من قصور حدائق القبة، اقتحمت البيوت الصغيرة ومتوسطة الارتفاع زراعات عزبة «مكاوى»، حتى اختفت تماماً وأصبحت المنطقة واحدة من أكبر المناطق السكنية فى حدائق القبة، لا تشاهد فيها سوى «البيوت المتراصة» الملتصقة لدرجة جعلتها تقاوم «زلزال 92» بقوة دون أن يلحقها ضرر.
هنا عزبة مكاوى التى أصبحت أكثر شهرة عقب الإعلان عن تورط شاب فى قضية التخابر لصالح إسرائيل.. لتصبح على كل لسان وتتصدر النشرات الإخبارية والتقارير الصحفية. شوارع ضيقة لا يزيد عرضها على 4 أمتار، مثل شوارع رزق ميخائيل وعلى حمادة وحليم إسكندر ومحمد عمر وعلى الشحات.. وتصل إلى مترين ومتر واحد فى بعض الأزقة والمدقات المتفرعة من تلك الشوارع، ويمكنك أن تمر فيها بـ«جنب واحد» حتى لا يحدث احتكاك بينك وبين القادمين من «الاتجاه المعاكس»، ربما ينتهى الأمر بمشاجرة إذا كان القادم يسير تحت تأثير المخدرات، وقليلاً ما ينتهى بـ«اعتذار».
ارتفاع المبانى لا يتجاوز 6 طوابق.. ساكنو الطابق الأرضى كأنهم يعيشون تحت الأرض، النوافذ بمستوى سطح الأرض، المبنى عبارة عن شقتين فى كل طابق، المساحة تتراوح ما بين 40 و60 متراً، ويسكنها ما لا يقل عن 7 أفراد، ساكنو تلك المناطق من أجيال سابقة وصلتهم «تحذيرات الزيادة السكانية» فى الوقت الضائع، أما الجيل الحديث، الذى تتراوح أعماره ما بين 30 و40 سنة، فأسرته مكونة من 4 أفراد، وينتقل إلى المدن الجديدة أو إلى منطقتى المرج وعزبة النخل أو مدينة السلام بحثاً عن «هواء نظيف».
العزبة تدخلها من 4 أماكن، من شارع بورسعيد وبالتحديد عند محطة مكاوى بجوار مسجد «ثمرة الإسلام»، وتجد شارع الخليج المصرى القادم من السيدة زينب حتى شارع السواح، المؤدى إلى حدائق القبة، شارع «8 متر» هو الأشهر فى العزبة، لكن مساحته لا تتجاوز «4 أمتار»، أما شارع السوق أو «محمد عثمان»، فهو لا يقل شهرة عن «8 متر» ويكتظ بالناس، والزحام هو العنوان الرئيسى للمنطقة، ويمكنك الوصول إلى العزبة من شارع مصر والسودان فى حدائق القبة وتنطلق منه إلى أزقة وشوارع على حرف «L».. أسماء الشوارع مرتبطة بأول من سكن فيها، وتجد لافتة باللون الأزرق مكتوباً عليها اسم الشارع، وكذا «العطفات» المتفرعة منها، ويمكنك الوصول إلى العزبة من منطقتى دير الملاك أو شارع سكة الوايلى، والعزبة بها سوق كبيرة، وأقل الشوارع بها يضم 3 مقاه، وعدداً كبيراً من محال «البقالة» المعروفة بالاسم، واكتسبت المقاهى شهرتها من قدمها، فهناك «قهوة شداد» و«قهوة هاجر» و«قهوة الشحات».
الغرف التى تستقبل أسراً بـ«حمام مشترك» منتشرة فى المنطقة، خاصة فى شارع محمد عمر، الذى يسكن به المتهم بالتخابر.
المنطقة سكن بجوارها مجموعة من المشاهير، أبرزهم الملك فاروق الأول، ملك مصر السابق، والرئيس محمد نجيب، والرئيس أنور السادات، والداعية عبدالحميد كشك، والفنانون فريد الأطرش وإسماعيل ياسين وأسمهان ومحمود شكوكو وأنور وجدى وحسن عابدين وأحمد بدير والشيخ محمد صديق المنشاوى.
