كشف الإعلان عن شبكة التجسس الأخيرة لصالح إسرائيل، المتورط فيها مصرى وإسرائيليان، عن نوع جديد من أساليب التجسس وصفه خبراء بـ«جريمة إرهاب إلكترونى وقرصنة»، معتبرين أنها ليست فقط مجرد جريمة تجسس لصالح جهات أجنبية.
وقال الخبراء لـ«المصرى اليوم» إنه بعيدا عن كون الشبكة الأخيرة ترتكب جريمة تهدد أمن وسلامة الوطن، فإنها تلفت الانتباه للتطور التكنولوجى الكبير فى هذا المجال، وتكشف عن مدى التغلغل الذى يمكن أن تصل إليه أياد خارجية داخل المجتمع باستخدام وسائل الاتصال.
وأوضح الدكتور القاضى محمد الألفى، رئيس الجمعية المصرية لمكافحة الجرائم المعلوماتية والإنترنت، أن تكنولوجيا التجسس والقرصنة عبر الإنترنت فى تطور سريع ويومى وهو ما يضع عبئا كبيرا على الأجهزة الرقابية، مؤكدا أن أجهزة الأمن القومى لديها إمكانيات عالية المستوى للتصدى لمثل هذه الجرائم التى تضر بمصالح الدولة العليا.
وأضاف: «يمكن من خلال برمجيات حديثة جدا تشفير البيانات ونقلها عبر شبكات الاتصال والإنترنت»، منوها بأن جيوليان أسانج والقائمين على موقع ويكيليكس كانوا على قدر كبير من الذكاء بعدما قاموا بتشفير وتحميل البيانات والوثائق وإرسالها بسرعة شديدة إلى أكثر من 4000 موقع إلكترونى لكى لا تستطيع المخابرات الأمريكية السيطرة على الموقع ومنع تداول وثائق أو حتى إتلافها.
وقال الدكتور محمد عبدالسلام، خبير الأمن الإقليمى والدولى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التكنولوجيا المتوفرة للتجسس أصبحت متقدمة كثيرا عما قبل 20 عاما مثلا، وقطعت شوطا كبيرا من التطور «الخطير» خلال العقد الأخير، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن فى التحديات التى تواجه أجهزة مكافحة القرصنة والتجسس فى مواكبة هذا التطور.