x

علي والي كارثة تعويم الجنيه علي والي الثلاثاء 04-10-2016 21:26


يعتبر الكثير من الخبراء ورجال الأعمال أن تعويم الجنيه أمام الدولار هو شر لابد أن يتم، وفى أقرب فرصة لإنقاذ الاقتصاد. أختلف معهم فى ذلك جذرياً. أى تخفيض فى العملة المصرية الآن بدون إصلاحات اقتصادية حقيقية لن يساوى شيئاً وسيؤدى فقط إلى مشاكل اجتماعية جسيمة.

لماذا؟

مشكلة الدولار هى مشكلة عرض وطلب. باختصار الطلب أكثر من العرض. فالطلب حوالى 75- 80 مليار دولار، مكون من 65 مليار دولار واردات، و6 مليارات دولار خدمة الديون، و3 مليارات دولار للمصريين المسافرين بالخارج، و1-6 مليار دولار لتحويل أرباح بالخارج وطلبات استيراد لم تتم فى ظل وجود دولارات فقط فى السوق السوداء.

أما العرض فحوالى 50 مليار دولار، مكون من 19 مليار دولار صادرات و15 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج، و6 مليارات دولار من السياحة، و5 مليارات دولار من قناة السويس، و5 مليار دولار من الاستثمار الأجنبى. الحل هو تقليل الطلب أو زيادة العرض.

لم تنجح الدول بتقليل الطلب دون تعويم العملة، ولكن ذلك يؤدى إلى مشاكل اجتماعية. فأنت تذهب إلى السوبر ماركت فتجد ثمن السلعة تضاعف، فتشترى واحدة فقط بدلاً من اثنتين. وتشترى شريطا واحدا من الدواء بدلاً من علبة الدواء كاملة، وتشترى سيارة صغيرة بدلاً من سيارة كبيرة، وموبايل أرخص من الموبايل الذى كنت تريد أن تشتريه وغير ذلك من وسائل التوفير. ولكن فى النهاية هى حلول مؤقتة وتؤدى إلى اختناقات اجتماعية ومشاكل فى العائلات الفقيرة والمتوسطة والغنية.

ما هو الحل؟ الحل هو العمل على زيادة المعروض من الدولار أولاً وبعد ذلك أو بالتوالى يتم تخفيض العملة. فالتخفيض قادم لأن الإصلاحات ستأخذ 3-5 سنوات لكى تتحقق، ولكن التعويم فى ظل رؤية أننا سنعبر النفق المظلم سيعطى ثقة لنا جميعاً مما يؤدى إلى استقرار العملة بعد ذلك. أما التعويم أو التخفيض الآن بدون إصلاحات اقتصادية فهو للأسف قرار خاطئ جداً وسندفع ثمنه كثيراً.

ما الإصلاحات المطلوب عملها فوراً؟ زيادة الصادرات تتطلب خطة وكفاءات بالحكومة وتركيزاً كبيراً جداً على القطاع الصناعى. لذلك علينا عمل التالى:

- توفير العديد من المناطق الصناعية المرفقة فى كل أنحاء الجمهورية قبل نهاية 2017، ووضع بنك للأراضى الزراعية والعقارية والصناعية وغير ذلك قبل نهاية ديسمبر 2016.

- الإعلان عن حوافز مغرية للاستثمار قبل نهاية نوفمبر 2016.

- وضع خطة لنمو الصادرات من 19 إلى 60 مليار دولار قبل عام 2020، ووضع ميزانية وخطة للتمويل.

- خلق آلية للبحث وترقية أحسن الكفاءات بالوزارات وترقيتهم ومكافأتهم مادياً وغير مادى (بالترقيات السريعة) وذلك يتطلب مساندة قوية جداً من رئيس الجمهورية والإعلام، لأن هؤلاء الأشخاص سيواجهون مشاكل كبيرة مع بقية زملائهم.

- التركيز على النجاح فى الزراعة والصناعات الزراعية والسياحة ومنطقة محور قناة السويس عن طريق رصد أحسن الكفاءات بهذه الأماكن لخلق مجموعة من النجاحات السريعة quick wins.

إلى جانب غير ذلك من العديد من الإجراءات والإصلاحات.

نحن فى مرحلة حرب مثل حرب يونيو 1967، وعلينا الاختيار: أن نعبر القناة وندمر خط بارليف فى الاقتصاد كما فعلنا فى أكتوبر 1973 أو أن نكرر أخطاء الماضى ونخسر المعركة.

إذا نزل الجنيه ليعوم بدون إصلاحات اقتصادية حقيقية سيغرق كما غرق الكثير من أخواته فى الدول النامية الأخرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية