أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة «لم تتخل» عن سوريا رغم تعليق تعاونها مع روسيا. من جهتها قالت موسكو إنها تأمل في أن تتحلى واشنطن «بالحكمة السياسية» وأن تواصل الاتصالات معها لصيانة السلام والأمن«.
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري في خطاب حول العلاقات بين ضفتي الأطلسي في بروكسل أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعدل عن السعي إلى خطة لإحلال السلام في سوريا رغم تجميد الحوار الأميركي-الروسي بسبب فشل وقف إطلاق النار الأخير والقصف الكثيف على مدينة حلب شمال سوريا.
وقال كيري «أريد أن أكون واضحا جدا للجميع: لن نتخلى عن الشعب السوري، ولن نتخلى عن مساعي السلام، كما لن ننسحب من ميدان العمل المتعدد الأطراف». وأضاف كيري «سنواصل السعي لإحراز تقدم من أجل إنهاء هذه الحرب» عبر الأمم المتحدة حيث صوت مجلس الأمن الدولي على قرار في كانون الأول/ديسمبر الماضي وعبر المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 23 دولة ومنظمة متعددة الجنسيات التي أقرت في نوفمبر خارطة طريق دبلوماسية حول سوريا.
وسيجتمع وزير الخارجية الأميركي اليوم الثلاثاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش مؤتمر دولي في بروكسل للجهات المانحة لأفغانستان، للبحث في الوضع السوري. وشن وزير الخارجية الأميركي الذي يؤيد اعتماد النهج الدبلوماسي، لكن يدافع أيضا في الكواليس عن تدخل عسكري أميركي أكبر في سوريا، هجوما عنيفا على النظام السوري وحليفته روسيا.
وقال بان كي مون في ستراسبورغ حيث تحدث أمام البرلمان الأوروبي «سأتوجه إلى بروكسل وستسنح لي فرصة لقاء وزير الخارجية كيري ومسؤولين روس رفيعي المستوى وكذلك من الاتحاد الأوروبي. سأطلب منهم بإلحاح استئناف المفاوضات لضمان وقف المعارك لكي نتمكن من إيصال مساعدة إنسانية». من جهته أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء أن روسيا تأمل بأن تتحلى واشنطن بـ «الحكمة السياسية»، بعد قرارها الأخير بتعليق محادثاتها مع موسكو بشأن وقف إطلاق النار في سوريا. وقال المتحدث الروسي في تصريح صحافي «نريد الاعتقاد بأن واشنطن ستتحلى بالحكمة السياسية، وبأن اتصالاتنا معها ستتواصل في المجالات الحساسة جدا والضرورية لصيانة السلام والأمن».
وأضاف المتحدث باسم الكرملين «من المؤكد أن تعليق الولايات المتحدة للحوار مع الطرف الروسي، حول النزاع السوري ووقف إطلاق النار، يعقد الوضع كثيرا». وتابع بيسكوف «إلا أن هذا لا يعني أن الطرف الروسي سيتخلى عن مشاريعه في مجال مكافحة الإرهاب، وتقديم المساعدة للقوات الجوية السورية في محاربتها للإرهاب».
واعتبر بيسكوف أن الاتصالات بين عسكريين روس وأميركيين «التي تهدف إلى تجنب وقوع حوادث عسكرية خطيرة، مستمرة وستتواصل». وباشرت روسيا في الثلاثين من سبتمبر 2015 تدخلا عسكريا في سوريا عبارة عن غارات يشنها طيرانه دعما لقوات الرئيس السوري بشار الأسد. وتنفي روسيا استهداف مستشفيات أو أهداف مدنية، كما نفت أن تكون مسؤولة عن قصف جوي دمر الاثنين بالكامل آخر مستشفى كبير في شرق حلب.