x

حمدى الكنيسي: «الاستنزاف» دمرت «المانع النفسي» بعد النكسة

الإثنين 03-10-2016 21:37 | كتب: مينا غالي |
حمدي الكنيسي - صورة أرشيفية حمدي الكنيسي - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

تحدث الإذاعى حمدى الكُنيسى، رئيس نقابة الإعلاميين- تحت التأسيس، ومراسل الإذاعة المصرية على الجبهة فى حرب 1973، عن دوره فى حرب أكتوبر المجيدة، قائلاً: «كنت أعلم مسبقا أن أمام قواتنا المسلحة موانع عديدة وخطيرة لا قبل لأى جيش بمواجهتها، لكننى كنت مطمئناً إلى أن جيشنا يستطيع أن يقبل هذا التحدى، خاصة أننى كنت أمارس جانباً من العمل كمراسل حربى أثناء حرب الاستنزاف، وكنت أتابع وأسجل وقائع وأحداث وتطورات حرب الاستنزاف، وشاهدت بعينى كيف أن المانع النفسى خطير بعد نكسة يونيو، حين عزفت ماكينات الدعاية الإسرائيلية والغربية ما يوحى بأن جيش إسرائيل هو الجيش الذى لا يقهر والجندى الإسرائيلى هو السوبر مان، أما الجندى المصرى والسورى والعربى فلا يعرف سوى الانسحاب، وكان ذلك يمثل مانعاً نفسياً لا يستهان بها إطلاقاً. وأضاف الكنيسى لـ«المصرى اليوم»: «الفضل كل الفضل فى تدمير هذا المانع النفسى يرجع إلى حرب الاستنزاف ومازالت إسرائيل تتذكر ما حدث لقواتها من خسائر فى يوم السبت الحزين الذى عبر فيه مجموعة من رجال الصاعقة إلى سيناء وقتلوا أكثر من 40 جنديا وضابطا إسرائيليا وأسروا اثنين مات أحدهما وهم يحملونه فى الطريق، كذلك شهدت حرب الاستنزاف إسقاط العديد من الطائرات الإسرائيلية بفضل إقامة حوائط الدفاع الجوى، لذلك كنت أشعر باطمئنان وأنا أترقب اليوم الذى تبدأ فيه الحرب الشاملة». وواصل: «عندما صدر أول بيان يوم 6 أكتوبر، أسرعت إلى رئيس الإذاعة وقتئذ محمد محمود شعبان (بابا شارو)، وقلت له إننى أريد أن أكون المراسل الحربى للإذاعة، وعندما أبدى دهشته فى البداية قلت له إننى سأطلب استدعائى للقوات المسلحة، وهنا أبدى سعادته واتصل بوزير الإعلام حينها الدكتور عبدالقادر حاتم، وأخبره بأن الإذاعة سيكون لها مراسل حربى على الجبهة هو حمدى الكُنيسى، وهكذا ابتداءً من اليوم التالى مباشرة، بدأت مهمتى المهنية والوطنية لأعيش وسط مقاتلينا الأبطال وهم يضربون المثل فى الشجاعة والإقدام والاستعداد للتضحية من أجل الوطن».

وأوضح «الكنيسى» أنه كثيرا ما كان يستعد للشهادة عندما يسقط صاروخ يكاد يكون ملاصقاً للمكان الذى كان يسجل فيه مع أحد المقاتلين، مضيفاً: «وذات مرة حاولت مع أحد المراسلين الصحفيين استخدام قارب للانتقال به إلى الشرق حيث كانت الكبارى التى أقامها سلاح المهندسين تتعرض لقذائف مكثفة، ونصحنا أحد الضباط فى القنطرة شرق بأن ننتظر حتى يتوقف القصف، لكنه عندما استمر القصف بفترة أطول قررت أنا وصديقى أن نعبر للجانب الشرقى بأحد القوارب، وبالصدفة لم أكن أنا وزميلى نعرف كيف يتم التجديف فى مياه القناة التى كانت من أصعب الموانع المائية بسبب حالة المد والجذر، وعندما كدنا نضع أقدامنا على الشاطئ الشرقى، ظهر أحد مقاتلينا من رجال الصاعقة الذين كانوا قد اقتحموا بارليف، وحذرنا من الصعود لأننا سندخل فى حقل ألغام، وبالتالى كان علينا أن نعود إلى السويس لنعاود عملنا رغم إحساسنا بالخطر، حتى جاء الوقت لنعبر فيه مع الأبطال».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية