x

اللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية الأسبق: «خطة الخداع» أوهمت العدو بأننا نتدرب ولا نستعد للحرب

الإثنين 03-10-2016 21:37 | كتب: محمد غريب |
اللواء كمال عامر في حوار مع المصري اليوم اللواء كمال عامر في حوار مع المصري اليوم تصوير : اخبار

أكد اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب، قائد الجيش الثالث، مدير المخابرات الحربية الأسبق، أن «حرب 6 أكتوبر» كانت تحولا تاريخيا، وأنه تم استخدام أفكار لخطة الخداع عبر تنفيذ تدريبات متتالية ليتعود العدو على فكرة التدريب ولا يتوقع أن الاستعداد للمعركة تحرك حقيقى.

وأضاف «عامر»، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن قوات العدو عندما شعرت بتحرك قواتنا بمشاة ميكانيكى تجاه نقطة عيون موسى أصيبت بالهلع، وتمكنت قواتنا من الوصول إلى الموقع رغم القصف الاسرائيلى فى زمن قصير عن المحدد لها، وتم حصار النقطة والاستيلاء عليها وعلى الأسلحة الموجودة بها كاملة بحالتها.. وإلى نص الحوار:

■ فى البداية ما الذى تمثله لك أجواء حرب أكتوبر؟

- أنها لم تكن مجرد حرب عادية بل مرحلة تحول تاريخية لمصر من نكسة إلى انتصار ومن دفاع إلى هجوم، ومنظومة عطاء قدم الجميع، مدنيين وعسكريين، ما لديهم خلالها وعاشوا عصرا مليئا بالتحديات وكانوا مستعدين للموت من أجل بلدهم.

وكانت منظومة العطاء مقدمة لدى الجميع على أى شىء آخر، رغم الموارد المحدودة والكل يعمل تحت شعار «لا صوت يعلو على صوت المعركة»، وكنا نعتبر أن البطل الحقيقى لهذه المعركة هو الإنسان المصرى، مدنيا وعسكريا، الذى تمكن من أن يعيد إلى مصر مكانتها التاريخية.

■ هل شاركت فى حروب قبل أكتوبر؟

- شاركت فى حرب اليمن، وتمت ترقيتى استثنائيا ومنح علم اللواء الذى أتبعه النجمة العسكرية، كما شاركت فى حرب 1967 وكنت فى شرم الشيخ، وأفادتنى هذه الخبرات فى حرب أكتوبر.

■ ما هى ذكرياتك عن حرب يونيو 1967 وأين كان موقعك بالتحديد؟

- كنت ضمن كتيبة مهمة لها دور محدد بالاشتراك مع كتيبة مظلات وكنا مع اللواء عبدالمنعم خليل، الذى قام بتقسيمنا إلى قسمين فى شرم الشيخ الأول كنت أقوده ودوره مواجهة أى إبرار جوى أو بحرى على ساحل شرم الشيخ، والقسم الثانى كان فى جبل خشرى، وهو عبارة عن مضيق يمثل عنق الزجاجة لدخول شرم الشيخ، أما قوة المظلات فتوزعت على مناطق رأس نصرانى ودهب وجزيرة فرعون، وكان العدو يتوقع أنه سيستطيع توجيه ضربة سهلة لنا لأننا بعيدون عن قواتنا.

■ كيف رأيت الأمر وقتها؟

- مصر تعرضت لخداع من العالم أجمع الذى أوهمها بأنه سيقف ضد من يبدأ الحرب، وكان المشير الراحل عبدالحكيم عامر، القائد العام للقوات المسلحة، وقتها، يزور القوات فى العريش أثناء الاستعداد للمعركة، وطلب من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، توجيه ضربة جوية استباقية للإسرائيليين، إلا أن «عبد الناصر» كان لديه التزام سياسى مع الدول الكبرى وقتها ورفض اقتراح المشير، فكانت الضربة الجوية الإسرائيلية القاصمة لنا فى 5 يونيو.

وتصدينا للضربات الجوية التى وجهها لنا العدو ولم نواجه قوات برية وتم تحريكنا إلى وسط سيناء لتأمين ارتداد القوات التى كانت تدافع عن هذا الخط، وما حدث عام 1967 كانت نتائجه مجحفة ظلت فى قلوبنا حتى بعد الحرب.

■ أين كنت وقت حرب اكتوبر؟

- قبل اندلاع الحرب مباشرة كنت أدرس فى كلية أركان حرب، وأحمل رتبة رائد وكنا أثناء الدراسة بالكلية نعمل على أفكار لخطة الخداع ونرسلها للوحدات لدعمها فى تدريبات متتالية ليتعود العدو على فكرة التدريب ولا يتوقع أن الاستعداد للمعركة تحرك حقيقى.

وبعد انتهاء الدراسة بالكلية تم ضمى على وحدة مشاة ميكانيكى تعمل بشكل منفصل فى نطاق الجيش الثالث الميدانى، ثم انتقلنا إلى قطاع البحر الأحمر وكنت أركان حرب اللواء أول مشاة ميكانيكى ومهمته الأولى أن يعبر بعد إنشاء الكبارى على القناة للاستيلاء على منطقة عيون موسى الإستراتيجية والتى تتركز فيها الأسلحة الثقيلة للعدو فى هذه المنطقة، ثم تقوم الكتيبة بعد ذلك بالاستيلاء على أبورديس ثم بوقفة تعبوية لتنطلق بعد ذلك فى اتجاه الجنوب.

■ متى علمت بتوقيت الحرب؟

- تم ضمنا إلى القوات قبل الحرب بيومين تحديدا يوم الخميس 4 أكتوبر 1973 بشكل عادى كأنه تدريب ولم نكن نعلم موعد الهجوم وأتذكر وقتها أن القلوب كانت مليئة بالحماس، خاصة وقت أن علمنا بموعد الحرب ومن لم يبك طوال عمره دمعت عيناه فى هذه اللحظة وسط صيحات الله أكبر من الجميع.

■ هل عبرت القناة مع الموجة الأولى من الهجوم؟

- لا لم أعبر مع الموجة الأولى، لأن من يعبر فى هذه الموجة هم المشاة المترجلون والذين يحملون تسليحا خاصا وتساندهم المدفعية والطيران فى القتال وتقوم هذه القوات بالقتال مع العدو حتى يتم إنشاء الكبارى لتعبر عليها المشاة الميكانيكى، وظللنا منتظرين فى مكان مخصص لنا يبعد عدة كيلو مترات عن القناة وكنا نسير فى أرتال حتى نصل للمعابر.

ووصلنا إلى الكبارى عند منتصف ليل 6 أكتوبر، وبدأنا نعبر المعابر عند الفجر وتم العبور حوالى الثامنة صباحا وتحركنا فور وصولنا إلى سيناء إلى منطقة عيون موسى وقمنا بتقسيم القوات إلى أرتال مختلفة عن التى عبرنا بها، وعندما شعر العدو بتحرك قوات مشاة ميكانيكى تجاه نقطة عيون موسى أصيب بالهلع إلا أن إصرار القوات كان الوصول إلى الموقع رغم القصف الإسرائيلى ووصلنا فى زمن قصير عن المحدد لنا وقمنا بحصار النقطة وتم الاستيلاء عليها وعلى الأسلحة الموجودة بها كاملة بحالتها، واتخذنا من النقطة القوية بعيون موسى مركز قيادة وظللنا نقاتل حول النقطة لمدة 3 أيام واستخدمنا كل الإمكانيات الموجودة فى المنطقة وقمنا بعدها بتدمير المدافع الخاصة بالموقع بالتنسيق مع قيادة الجيش الثالث، وتعرض اللواء الأول مشاة، الذى كنت تابعا له لهجمات جوية عنيفة نجح فى التصدى لها وأتم مهامه المكلف بها.

■ أنت تمتلك ذكريات خاصة مع موقع عيون موسى دفعتك للحفاظ عليه بعد انتهاء الحرب.. كيف تم ذلك؟

- هذا صحيح، فبعد أن توليت قيادة الجيش الثالث الميدانى وجدنا أن النقطة تعرضت للردم تحت الرمال وأعطانى المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع وقتها، تعليمات بتطهير الموقع وتم تحويلها إلى متحف مفتوح ومزار سياحى يوثق هذه المعركة ويروى بطولة الجنود والضباط لاستعادة هذا الموقع الخطير.

■ هل كان لك دور فى معارك ثغرة الدفرسوار؟

- نعم تمت إعادة اللواء الأول مشاة إلى الضفة الغربية لمواجهة العدو بعد أن ظللنا طوال أيام القتال نوجه ونصد الهجمات المضادة للعدو لاستعادة عيون موسى وتمركز اللواء فى الكيلو 109 غرب القناة، وخضنا معارك شديدة خاصة أن طيرانه كان يتحرك فى المنطقة بحرية بعد أن دمرت قواته قواعد الصواريخ بها، وظل اللواء فى هذه المنطقة من الشاطئ الغربى يقاتل قوات العدو فى الثغرة حتى تم توقيع فض الاشتباك الأول.

■ كيف ترى كمقاتل معركة الثغرة وما الخطأ الذى أدى لذلك؟

- القرار السياسى بدفع القوات من الغرب إلى الشرق لتطوير الهجوم وتخفيف الضغط على سوريا كان خطأ من الناحية العسكرية لأن هذه القوات تم دفعها فى توقيت مبكر عن الموعد المفترض أن يتم فيه تطوير الهجوم والمعركة كبيرة وتدار على مسرح كبير وطبيعى أن تنجح فى مناطق وتخفق فى أخرى.

■ فى مفاوضات فض الاشتباك تم الاتفاق على سحب عدد كبير من الدبابات المصرية من شرق القناة.. كيف رأيت ذلك كمقاتل يعلم الثمن الذى دفعته القوات لوصول هذه الدبابات للشرق؟

- رأيت أن سحب الدبابات من الشرق جزء من أعمال القتال ولا يوجد فيه شىء لأننا قمنا بعملنا فى تحرير الجزء الرئيسى المطلوب تحريره من سيناء حسب قدرات الجيش وقتها، خاصة أنه أمام النتيجة تضيع التفاصيل، وأعتقد أن تصريحات القادة الإسرائيليين عن معركة أكتوبر تؤكد حجم النصر الذى حققناه وقتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية