شيع الآلاف من أهالى قرية العزيزة، التابعة لمركز المنزلة بمحافظة الدقهلية، مساء الأحد ، جثمان كريم فاروق محمود حجاج، «23 سنة»، الذى لقى مصرعه على يد مجموعة مسلحة من قرية الشبول أثناء تصديه لسطوهم على مواش يمتلكها، وخيم الحزن على أهالى القرية، وتم حمل النعش على سيارة ربع نقل طافت شوارع القرية وسط صيحات الأهالى للمطالبة بالثأر.
وانخرط المصلون فى المسجد الكبير بالقرية، حيث تم أداء صلاة الجنازة على الضحية، فى البكاء أثناء الصلاة، وقال أحد الدعاة بالمسجد: «احتسبوه عند الله من الشهداء لوفاته أثناء دفاعه عن ماله»، وأصيبت والدة الضحية بحالة ذهول وافترشت الأرض وهى تردد: «أنا عايزه تار ابنى من اللى قتلوه»، وانهار شقيقه الأصغر إبراهيم فى البكاء أمام المقابر وتعلق بالنعش وهو يقسم لها أنه لن ينام قبل أن يأخذ الثأر، ورفضت الأسرة تلقى العزاء حتى يتم القبض على الجناة.
كانت قوات الأمن قد مارست ضغوطاً على أسرة المتوفى لتسلم جثته ودفنه بعد إصرارهم على عدم تسلمها إلا بعد القبض على الجناة.
كان اللواء محمد طلبة، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطاراً من العميد مجدى أبوشادى، مأمور مركز المنزلة، بقيام مجهولين من قرية الشبول بسطو مسلح على حظيرة مواش بقرية العزيزة المجاورة بغرض السرقة وأطلقوا الرصاص على عدد من الأشخاص مما أدى إلى وفاة كريم فاروق حجاج «25 سنة» وإصابة أبناء عمه محمد محمود حجاج «30 سنة»، والسيد المهدى حجاج «53 سنة»، وفر الجناة هاربين.
وشنت قوات الأمن هجوماً على قرية الشبول فى محاولة لإلقاء القبض على الجناة إلا أن اشتباكات نشبت بين الطرفين أصيب خلالها مساعد مدير الأمن و6 من الضباط والجنود وتم نقلهم إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، ولم تتمكن الشرطة من القبض عليهم، وأكدت مصادر أمنية أن المتهمين فروا إلى بحيرة المنزلة ويتم الإعداد لشن حملة مكبرة على البحيرة للقبض عليهم.
وألقت الشرطة القبض على 12 شخصاً من قريتى العزيزة والشبول بتهمة إثارة الشغب والاعتداء على قوات الشرطة ومقاومة السلطات، إثر رشق أشخاص من القرية الأولى قوات الأمن بالحجارة أثناء دخولهم لمعاينة الحادث، وتصدى أفراد من القرية الثانية للقوات أثناء البحث عن الجناة.
وحاصرت قوات الأمن برئاسة اللواء على كامل، مساعد مدير الأمن، والعميد فتح الله حسنى، رئيس البحث الجنائى، القريتين لمنع حدوث اشتباكات بين الأهالى.
وقال السيد المهدى «53 عاما»، شاهد عيان، من المصابين: «لدينا حظائر للمواشى داخل الأراضى الزراعية، وذهب كريم فاروق الذى لقى مصرعه لقضاء بعض الوقت مع ابن عمه محمد محمود حجاج المصاب أمام مزرعة الأخير وعندما رجع إلى حظيرته شاهد سيارتين ربع نقل، الأولى بها مواش والثانية بها عدة رجال ملثمين فأسرع إلى الحظيرة للتأكد من وجود المواشى الخاصة به فاكتشف سرقة 3 رؤوس، فاصطحب ابن عمه محمد بالدراجة البخارية بقيادة الأخير وظلا يطاردان السيارتين، وأسرعت أنا بالموتوسيكل الخاص بى ولحقت بهما فأطلق اللصوص علينا عدداً من الطلقات أصابت إحداها محمد قائد الدراجة الأولى واخترقته لتستقر فى أحشاء كريم الذى يجلس خلفه ووقع الاثنان فى مصرف زراعى كما أصابت إحدى الطلقات فانوس الموتوسيكل الخاص بى وارتميت تحت الدراجة وأغمى علىّ ولم أفق إلا بعد 15 دقيقة ووجدت كريم ومحمد فى حالة خطيرة واستغثت بالناس فحملونا إلى مستشفى المنزلة العام ولفظ كريم أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفى وأودع محمد العناية المركزة لسوء حالته وخرجت من المستشفى بعد إجراء الإسعافات الأولية».
وقال محمود حجاج، عم الضحية الأولى ووالد المصاب الثانى: «كريم كان يعمل فى الإمارات وحصل على إجازة من عمله لإتمام زفافه على ابنتى الأسبوع المقبل.
وانتهينا من تشطيب شقته وكنا هانفرشها آخر الأسبوع وهو أعز عندى من أولادى ومش هاسيب تاره مهما حصل».
وأضاف مسعد العزبى، من أهالى العزيزة، إن سرقات المواشى تتكرر يوميا بالقرية على يد مجرمين من قرية الشبول، ورغم تحرير العديد من المحاضر إلا أن الشرطة لا تتحرك ولا يمكنها الدخول لإلقاء القبض على أحد لانتشار تجار السلاح والمخدرات بها وسبق لهم الاعتداء على عدد من ضباط المباحث.