x

حبس 3 مسلمين وضبط 4 أقباط فى أحداث «نزلة فرج الله» بالمنيا

الثلاثاء 09-08-2011 21:01 | كتب: سعيد نافع, تريزا كمال |
تصوير : other

سيطر الحذر على قرية «نزلة فرج الله» بالمنيا، وعدد من القرى المجاورة فى رابع أيام التوترات بين المسلمين والأقباط، التى بدأت مساء السبت الماضى، وتجددت بشكل عنيف مساء الأحد لتخلف قتيلاً قبطياً و4 مصابين مسلمين، وخسائر مادية وصلت لحرق وتدمير نحو 8 منازل وسيارة.


وشيع أقباط «نزلة فرج الله» جنازة القتيل من كنيسة مارمينا بقرية طهنا الجبل، التى تقع بها مدافن الأقباط، وتعمدوا بالاتفاق مع الأمن ورجال الدين عدم المرور على قرية «نزلة فرج الله» التى شهدت الأحداث، تجنباً لتجدد الاشتباكات.


وقال عدد من المشاركين فى الجنازة إن أسرة القتيل تسلمت جثته من مشرحة مستشفى المنيا العام، وتم تكفينه وتحركت السيارات مباشرة لقرية طهنا الجبل دون المرور على منزل القتيل أو قريته وشارك الآلاف من المواطنين فى تشييع الجنازة.


وشكل المحامى العام لنيابات جنوب المنيا فريقاً من النيابة العامة يضم عدداً من وكلاء النيابة لمباشرة التحقيقات وأخذ أقوال المتهمين وشهود العيان مع استعجال محاضر التحريات الاستدلالية المحررة بمعرفة إدارة البحث الجنائى بمديرية الأمن.


وأجرت النيابة معاينة لثمانية منازل لحقتها تلفيات وإحراق لمحتوياتها وسيارة ملاكى تحمل لوحات بأرقام 3975 ملاكى المنيا يمتلكها القس يوأنس عكاشة الذى احترق منزله فى الأحداث.


وتمكنت أجهزة الأمن بالمحافظة من ضبط 13 من المتهمين من الجانبين هم: المصابون الأربعة الذين تم التحفظ عليهم بالمستشفى و9 آخرون شملتهم التحريات.


وكلفت مديرية أمن المنيا تشكيلين من إدارة قوات الأمن والأمن المركزى للسيطرة على الموقف، بالإضافة إلى الخدمات النظامية المعتادة، ونشرت أعداداً من الشرطة السرية وعناصر البحث الجنائى للتصدى لأى أعمال شغب.


وأعلنت المديرية أسباب الواقعة فى بيان رسمى جاء فيه، أنه حال مرور سيارة نصف نقل يقودها المدعو شنودة يحيى رمزى «25 سنة» - سائق - المقيم بناحية نزلة فرج الله - وجه اللوم للمدعو جمال محمود عبدالحكيم، «65 سنة» - مزارع - لقيامه بإنشاء مطب صناعى بالطريق مما يعوق سير السيارات وترتب على ذلك مشادة كلامية قام على إثرها قائد السيارة بالاستعانة بمجموعة أخرى، وأطلقوا أعيرة نارية بعدها تبادل عدد من المواطنين التراشق بالحجارة وإطلاق الأعيرة النارية على حد قول البيان.


وأجرى فريق التحقيقات الذى شكله أيمن ممدوح، رئيس النيابة الكلية، برئاسة عمر الخشاب، مدير النيابة، ومحمد حمزة، وكيل النيابة، تحقيقات مع 10 مواطنين بينهم 3 من المصابين هم: وليد حجازى عبدالحكم، طه على محمد، محمد شحاتة ذهنى، وأكدوا فى أقوالهم خروجهم من مسجد الرحمن بقرية الحوارتة مساء الأحد الماضى على صوت أعيرة نارية «خرطوش» ما أدى إلى إصابتهم وإحداث تلفيات بالمسجد ولم يتهموا أحداً ورفضوا العرض على الطبيب الشرعى لتحديد إصابتهم، واتهم عدة مواطنين وهم جمال طلعت نصيف وأرثانيوس حنس فؤاد، ونصرالله عيد صالح 10 مسلمين بإتلاف منازلهم.


وقرر محمد حمزة، وكيل النيابة العامة بالمنيا، حبس كل من فاروق عبدالوهاب وعز فاروق عبدالوهاب حسن، وعصام خلف باشا «مسلمين» 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة إثارة الشغب فى الأحداث التى شهدتها القرية، وكلف أجهزة الأمن بسرعة ضبط وإحضار 4 متهمين «أقباط» هم: شنودة بازخروس غريانى، وشقيقه موسى، وإسحاق ثابت إسحاق، وشنودة محيى مهنى، لإحرازهم أسلحة نارية وذخيرة دون ترخيص وإطلاق أعيرة نارية بشكل عشوائى على مسجد الرحمن بقرية الحوارتة بمركز المنيا، مساء الأحد الماضى، أثناء صلاة التراويح ما تسبب فى اندلاع الاشتباكات.


وكلفت النيابة أجهزة الأمن بالتحرى عما جاء بأقوال جمال طلعت نصيف، وأرثانيوس حنس فؤاد، ونصرالله عيد صالح باتهام 10 مسلمين بإحداث تلفيات بمنازلهم وحرقها وسرقة محتوياتها وهم عبدالوهاب فاروق عبدالوهاب ونجله عصام ورمضان عاشور حسن، ومحمد بدر حسن، وحمادة محمد محمد عبدالوهاب، ومؤمن رفاعى، ومحمد حسين، وأحمد زين محمد العابدين، وشقيقه علاء، وحسن عيد حسين.


وشهدت قرية الحوارتة، الاثنين ، تجمعاً كبيراً من المسلمين فى حضور اللواء أحمد سليمان، مساعد مدير الأمن، وعدد من رجال القوات المسلحة أمام منزل عمدة القرية فى حضور ممثلين عن تيارات دينية إسلامية ومسيحية لإنهاء النزاع عرفياً.


ويكثف العقيد عاطف عبدالرؤوف، القائد العسكرى، واللواء ممدوح مقلد، مدير أمن المنيا، وعدد من رموز التيارات الدينية بمركز المنيا جهودهم لإنهاء النزاع عرفياً وعقد جلسة صالح مشتركة مساء اليوم بقاعة مسجد الفولى بمدينة المنيا. من جانب آخر، عقدت لجان المصالحات بمركز المنيا جلسة تمهيدية مع مسلمى قرية الحوارتة الملاصقة لنزلة فرج الله، مساء الإثنين، حيث يسبق إقرار الصلح النهائى فى النزاعات الكبرى، خاصة الطائفية منها، جلسات تمهيدية مع كل جانب على حدة.


ونجح رجال الدين المسيحى فى تهدئة الأوضاع بعزبة فرج الله أثناء تشييع جنازة المجنى عليه عقب انتهاء الطب الشرعى من تشريح جثته عصر الاثنين .


وقال القس إسطفانوس صالح، راعى كنيسة الشهيد مارجرجس بنزلة فرج الله: «إن الفتنة غريبة على القرية ولم نعتدها وهى مجرد انعكاس لحالة التوتر السائدة فى مصر»، وأكد القس إسطفانوس أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد صلحاً ناجحاً خاصة أننا نعيش أياماً روحانية للمسلمين بصوم رمضان وللمسيحيين بصوم السيدة العذراء، على حد قوله.


وعانت قرية نزلة فرج الله نقصاً فى حصة الخبز حيث تعطل مخبز من بين مخبزين فقط بالقرية التى تضم نحو خمسة آلاف نسمة بسبب امتناع عمال من قرية الحوارتة المجاورة عن الحضور بسبب الأحداث.


وقال ممدوح نخلة، رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان، إنه رفع خطاباً للمفوضية السامية لحقوق الإنسان ضد الحكومة المصرية يطالب فيه المقرر الخاص بقضايا الأقليات والشعوب الأصلية بإجراء زيارة عاجلة لمصر، باعتبارها عضواً فى الأمم المتحدة، لتقصى الحقائق والوقوف على حالة الأقليات الدينية بها ودعوة المقرر الخاص المعنى بحرية الدين والمعتقد فى أقرب وقت ممكن حتى لا تتفاقم الأمور أكثر من ذلك - على حد وصفه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية