أعلنت شركة «فيمبلكوم» ثاني أكبر مشغل للهاتف المحمول في روسيا الثلاثاء أنها ستتفاوض على شروط جديدة لعرض مقترح بقيمة 6.6 مليار دولار لشراء أصول اتصالات من «ويذر إنفستمنتس» الإيطالية من رجل الأعمال نجيب ساويرس في صفقة تشمل حصة مسيطرة على «أوراسكوم تليكوم» المصرية و«ويند» الإيطالية، وهما الشركتان المملوكتان لمجموعة «ويذر» القابضة.
وفي أول رد فعل، من جانب ثاني أكبر مساهم في «فيمبلكوم»،قالت شركة «تلينور» النرويجية: إن عرض «فيمبلكوم» «ليس جيدا بما فيه الكفاية» لكنها على استعداد لإعادة النظر في حالة تحسين شروط الصفقة، بعد أن أعلنت من قبل أنها لن تساند الصفقة وحالت دون إقرار اتفاق مساهمين.
يأتي إعلان «فيمبلكوم» الثلاثاء متزامنا مع افتتاح البورصة المصرية التي تترقب أنباء صفقة الاندماج بين شركة «أوراسكوم تيليكوم» وشركة «فيمبلكوم» الروسية، وتوقع محللون أن يتأثر أداء البورصة سلبا بأي أنباء عن فشل الصفقة، مشيرين إلى أنه مع تأخر تنفيذ الصفقة يتعرض سهم «أوراسكوم»- وهو من الأسهم القيادية في البورصة- للخسارة.
وقالت «فيمبلكوم» إن ستة من تسعة مديرين صوتوا الثلاثاء لصالح الصفقة التي رفضها المديرون المعينون من جانب «تلينور» لكن «لم يجر التوصل إلى اتفاق بخصوص اتفاقات المساهمين التي كان من المقرر إبرامها فيما يتعلق بالصفقة».
وأضافت «فيمبلكوم» ومقرها أمستردام أن مجلس الإدارة فوض الرئيس التنفيذي لاجراء مزيد من المفاوضات مع «ويذر» بشأن الشروط التي تقبلها «للدخول في صفقة معدلة».
من جانبه، قال داج ميلجارد المتحدث باسم «تلينور» لـ«رويترز»: «ما زلنا عند رأينا بأنها ليست صفقة جيدة بما فيه الكفاية لا ماليا ولا استراتيجيا. إنها ليست انتكاسة فهي نفس وجهة النظر التي كنا قد لمحنا بها».
وقال ردا على سؤال إن كانت «تلينور» ستدرس شروطا جديدة إذا استطاعت «فيمبلكوم» تحسينها «لم نأخذ موقفا متشددا ونحن مستعدون بالتأكيد للنظر فيما قد تتوصل إليه الشركة».
وسوف تستحوذ «فيمبلكوم» من خلال اندماجها مع «ويذر» على 51.7% من أسهم «أوراسكوم تليكوم» وعلى كامل أسهم الوحدة الإيطالية لشركة «ويند».
لكن «تلينور» التي تملك 36 بالمئة من حقوق التصويت في «فيمبلكوم» قالت الاثنين إنها لن تساند الصفقة رغم دعمها لها أول الأمر، متعللة بمعلومات متاحة «تطورات حدثت في الآونة الأخيرة». وقالت «تلينور» في بيان الاثنين: «لا نعتقد أن هذه الصفقة منطقية من الناحية الاستراتيجية أو المالية بالنسبة لمساهمي فيمبلكوم».
كما تواجه صفقة الاندماج مع «فيمبلكوم» متاعب كبيرة في الجزائر بسبب تمسك الحكومة الجزائرية بتأميم وحدة «جيزي» التابعة لـ«أوراسكوم».
ويحتاج الاستحواذ موافقة ستة من أعضاء المجلس الإشرافي التسعة مما يعني ضرورة أن يؤيد الصفقة ثلاثة أعضاء بالمجلس يعينهم المساهم الرئيسي الآخر «ألتيمو» إضافة إلى الأعضاء الثلاثة المستقلين. و«ألتيمو» هي ذراع الاتصالات لمجموعة «ألفا» المملوكة للملياردير الروسي ميخائيل فريدمان.
وقال فيكتور كليموفيتش المحلل لدى «في.تي.بي كابيتال»: «حقيقة أن ألفا وساويرس مهتمان لهذه الدرجة بالاندماج تعني أنهما لن يسمحا للصفقة بالانهيار وسيحاولان الضغط على تلينور للموافقة على ... الاندماج». وأضاف أنه قد يحدث «تعديل في بعض شروط الصفقة».
كانت «فيمبلكوم» قالت في بيان، الاثنين: إن مجلسها الإشرافي «سيأخذ في الحسبان مصالح كل مساهمي الشركة عندما يأخذ قراره».
وتتطلب الصفقة أيضا تعديل اتفاق مساهمين يعود إلى عام 2009 كانت «تلينور» و«ألتيمو» وقعتاه في إطار اتفاق رفيع المستوى لتسوية نزاع كان قائما بين المستثمرين.