عقب صدور قرار بحبس الرئيس السابق، وإيداعه مستشفى شرم الشيخ، لمتابعة حالته الصحية، تعالت الأصوات المطالبة بنقل مبارك إلى القاهرة، وهو ما حدث فى الأسبوع الأول من الشهر الجارى، وأودع المركز الطبى العالمى، الذى انفردت «المصرى اليوم« بنشر أهم المعلومات عنه وصور «خاصة» جداً، منذ شهرين تقريبا، وبعدها كان العثور على معلومات عن المركز به بعض من الصعوبة، خاصة أنه تحت «ولاية» القوات المسلحة.
وكان التوجه إلى المركز هو الحل للحصول على هذه المعلومات وتسجيل « شهادة للتاريخ»، عن المكان الذى يعد وجهة المرضى من جميع المحافظات، خاصة المقتدرين منهم، حيث يصل سعر الكشف فى العيادات الخارجية هناك فى المرة الأولى إلى 110 جنيهات، والمرات التى تليها 100 جنيه، لكل مرة استشارة واحدة.
أمام المركز لاحظنا وجود 3 بوابات كبرى، تم تكثيف الحراسة على اثنتين منها، وضع دبابتين أمامهما، خاصة أمام المدخل الثانى الذى يؤدى مباشرة إلى المبنى الذى يقيم فيه الرئيس السابق، والذى تم تخصيصه لدخول أقاربه وأهله لزيارته بعيدا عن البوابات الأخرى، وتم ترك البوابة الثالثة الخاصة بالطوارئ بحراسة عادية، لكن مع الحصول على أسماء المترددين على المركز وتصوير السيارات التى تدخل إليه، وبالفعل دخلنا المركز عن طريق سيارة أجرة تم تأجيرها من وسط المدينة، وحتى المركز الذى يقع فى الكيلو 42 على طريق مصر – الإسماعيلية الصحراوى، ودخلنا بدعوى الحاجة إلى كشف طبى.
«كل شىء يسير طبيعياً».. هكذا يبدو الحال فى مبنى الطوارئ وخلفه فى مبنى العيادات الخارجية، لكن رواد المكان كانوا يتوقعون تعليمات خاصة مشددة من المركز، وهو ما لم يحدث، فبادروا هم بالسؤال عن احتمالية وجود قواعد صارمة ومشددة بسبب وجود الرئيس السابق، وكانت الإجابة نفياً قاطعاً من قبل جميع العاملين، الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض لمبارك، فبعضهم متعاطف معه وحاول الصعود لتحيته، وتم منعه، وبعضهم يؤكدون أنه يستحق ما آل إليه الآن، بعدما ترك «الخراب» يدب فى مصر.
«أيوه.. هو موجود فى جناحه الخاص فى الدور الخامس».. كان هذا هو الرد العادى لجميع العاملين فى المركز، عندما يسأل أحد عن وجود مبارك، مؤكدين أنه من الصعوبة الوصول إليه فى ظل وجود حراسة مشددة، وانفصال جناحه الخاص عن باقى الغرف، وهو ما جعلنا نحاول «الاقتراب» دون «التصوير» من الدور الخامس، الذى يقع فى المبنى الثانى من المركز، أمام المدخل الثانى أيضا له، وبالفعل صعدنا إلى المبنى، واستقللنا «المصعد» الذى صعد بنا بهدوء، دون التدخل من أحد، حتى الدور الخامس، الذى شاهدنا فيه «الأسلحة» أكثر من «الأفراد».. ولم نقم سوى بتصوير «رقم الدور» الذى كتب عليه بالإنجليزية «5».
فى اليوم الأول من وصولنا إلى المركز، بعد حجز مبارك بـ3 أيام فقط، كانت الحراسة مشددة للغاية، حتى أن «الرتب» الخاصة بالتأمين، كانت لا تسمح بالتواجد أمام المركز نهائيا، حراسة لم يشهدها المركز من قبل، سوى عندما كان يزوره الرئيس السابق لتلقى العلاج. وفى اليوم الثانى بدأت الحراسة تخف قليلا، لدرجة أنه لم يكن يتواجد سوى شرطيين و2 من الشرطة العسكرية، بدأوا فى التجول حول المركز بالكامل، وترك المبنى فى حراسة فردين من أمن المركز، خاصة أن هناك مرضى يتم احتجازهم به.
لا تستطيع التجول فى المركز بالسيارة، لكن مسموح بالتجول عن طريق «طفطف» خاص بالمركز، يوصل المرضى والزائرين إلى المبانى المتواجدة فيه، وبالفعل استقللنا «الطفطف» إلى العيادات الخارجية، وأثناء الطريق تحدثنا مع السائق عن الوضع داخل المركز بعد دخول «مبارك»، فلم يتفوه بكلمة واحدة، وتجاهل سؤالنا تماما، واكتفى بالقول: «إذا أردتم العودة عليكم طلبى من استعلامات العيادات الخارجية»، وتركنا لنشاهد المرضى متواجدين بشكل طبيعى والأمور تسير بشكل عادى، فلم تؤثر الإجراءات الأمنية المشددة على حركة استقبال المرضى وعلاجهم.
وفى الوقت الذى تتزايد فيه الحركة داخل مبنى العيادات الخارجية، تقل الحركة داخل المبنى الثانى للمركز، وهو المبنى الذى يقطن فيه مبارك حاليا، بالرغم من اتصال المبنى بممر بمبنى العيادات الخارجية، ويشهد تأميناً من قبل القوات المسلحة من الخارج أيضاً، ورواده فقط من زائرى المرضى، على الرغم من أن نسبة إشغالهم لهذا المبنى ضئيلة للغاية، والموظفين العاملين بالمبنى ومن يدخل عليه لابد أن يكون من حاملى كارت الزيارة.
المركز الطبى العالمى، الذى يعد مقصداً لمشاهير السياسة والاقتصاد والفن على مستوى مصر والعالم تم بناؤه على أكثر من 10 أفدنة -42 ألف متر مربع – وبه 4 مداخل كبرى وأمام المدخل الرئيس للمركز مهبط للطائرات يسع لعدد من 2 إلى 3 طائرات ومبنى على هيئة أصابع اليد الخمسة لم ينفذ منها حتى الآن سوى ثلاثة فقط، ويقيم الرئيس السابق «مبارك» فى المبنى الثانى والذى يمثل الإصبع الثانى بالدور الخامس.
ولزائرى «مبارك» مدخل خاص يدخلون منه له وهو المدخل رقم «2»، وهو ما أكده لنا أحد العاملين بأن سوزان ثابت، قرينة الرئيس، دخلت من هذا المدخل، ولم تغادر المركز حتى الآن، حيث تقيم مع زوجها، حتى أنها لا تتحرك داخل المركز نهائياً، وكأنه تم تحديد إقامتها فى الجناح الرئاسى أيضا، مشيرا إلى أنه يتم إدخال الصحف يوميا إلى الرئيس السابق، ومن يريد الدخول لزيارته من أقاربه عليه تقديم كارت الزيارة.
وعلى عكس مما قال الكثيرون بأن التجول داخل المركز به الكثير من الصعوبة، فقد تجولنا داخل المركز بالكامل، وشاهدنا غرف إقامة المرضى، وصلينا فى الجامع الذى يقع أمام مبنى الرئيس السابق مباشرة ــ والذى يقع بين مبنيى إقامة الأطباء والممرضات ــ وبالرغم من وجود كاميرات فوق جميع المبانى فإننا استطعنا تصويرها، وإن كنا التقطناها «خلسة»، على اعتبار منع التصوير هناك.
وإذا كان أحد المصادر العسكرية والطبية أكد أن الرئيس السابق يقيم فى غرفة عادية بالجناح الرئاسى، إلا أن أحد المصادر المطلعة أكد أن الجناح بالكامل لا توجد به غرف عادية، حيث إنه يعد هو الأهم والأشهر داخل المركز، فهو جناح 7 نجوم، وبالرغم من تنحى مبارك قبل أكثر من 7 أشهر، فإن الجناح لم يستقبل غيره حتى الآن، ويتميز عن الأجنحة العادية بوجود غرفة ساونا وجيمانزيوم، وصالة رياضية مجهزة بأحدث الأجهزة الرياضية والطبية على مستوى العالم، وقاعة خاصة جداً للاستقبال، وصالون فاخر، بجانب غرفة للاجتماعات وغرفة أخرى مجهزة بسرير طبى، وأنتريه فاخر، فى حال تواجد أحد مع «الرئيس السابق»، وحمام جاكوزى، وتم فرش كل الغرف بالسجاجيد الفاخرة، إضافة إلى حمام سباحة مجهز لاستخدام الرئيس السابق حتى لو كان على كرسى متحرك، وفقا لما انفردت به «المصرى اليوم» من قبل بالصور، ولكن أكد المصدر أنه تم تجهيز إحدى هذه الغرف لقرينة الرئيس السابق، لتقيم فيها بجواره، ولم يتم استخدام باقى الغرف حتى الآن، سوى غرفة الأجهزة الطبية.
وبعد التشديد فى الأيام الأولى، بدأت الأمور تسير بشكل طبيعى داخل المركز بعد تخفيف الحراسة المشددة عند المبنى الثانى الذى يقع فيه الجناح الرئاسى، كما أن نسبة الإشغال فى المركز لم تتغير عن ذى قبل ولم يطرأ عليها أى زيادة أو نقصان حيث لا تزيد نسبة الإشغال على 20% وهو ما أكده أحد المسؤولين بالمركز.
وتأتى ضآلة نسبة الإشغال بالمركز، لأنه يعد مركزاً احتياطياً لاستقبال أى حالات من القوات الأمريكية المتواجدة فى القاعدة العسكرية بالشرق الأوسط، وفقاً لأحد المصادر، وحتى الآن لم ينفذ سوى 3 مبان فقط بالمركز، ويتبقى مبنيان أحدهما على يمين المبانى الثلاثة، والآخر على شمالها، وطاقة كل مبنى 200 سرير، أى 600 سرير فى المركز حتى الآن، بتكلفة 200 ألف جنيه للسرير الواحد ويتبقى 400.
وإذا كان الرئيس السابق، يقيم فى جناح فاخر رئاسى « 7 نجوم» فإن هذا الجناح لا يندرج فى الحسابات، لأن الإقامة فيه تكون على «حساب الدولة». وتأتى أسعار الغرف والأجنحة الأخرى وكأنها فنادق 5 نجوم، فالغرفة المفردة بدون مرافق بـ425 جنيهاً فى الليلة الواحدة، والغرفة المفردة بالمرافق بـ625 جنيهاً، أما الغرفة المزدوجة (مع مريض آخر) بـ325 جنيهاً، وسويت «جناح» بدون مرافق بـ875 جنيهاً، وسويت بمرافق بـ1175 جنيهاً، ولا يتميز الجناح بالكثير من الميزات عن الغرف، سوى فى وجود قاعة صغيرة لاستقبال زائر المريض، وثلاجة «مينى بار» أما الفندق الذى يقع فى الدور الرابع فى «مبنى» مبارك، والخاص بإقامة مرافقى المريض، فأسعاره، 150 جنيهاً للغرفة المفردة، و200 جنيه للغرفة المزدوجة فى الليلة الواحدة.