حذر حلف شمال الأطلنطى «ناتو»، من اندلاع ثورات جديدة فى الشرق الأوسط، وزيادة مشكلة الهجرة إلى أوروبا، إذا لم يتم مساعدة المنطقة على مواجهة أزماتها الاقتصادية والاجتماعية.
وقال مصدر مسؤول بالحلف، فى تصريحات على هامش جولة نظمها الحلف لمجموعة من الصحفيين الدوليين، إنه «منذ بداية الأزمة الإيرانية عام 1996، شهدت منطقة الشرق الأوسط ما يقرب من 67 أزمة، لكن أحدا لم يدق جرس الإنذار، لخطورة الأوضاع فى المنطقة».
وأضاف أن «هذه الأزمات هى السبب وراء زيادة هجرة سكان المنطقة إلى أوروبا»، مشيرا إلى أن المهاجرين يفرون من الشرق الأوسط بسبب كثرة الصراعات، وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وشدد المصدر على أن «الفقر وسوء الحالة الاقتصادية والاجتماعية، هى الأسباب التى حركت الثورات فى المنطقة»، وقال: «الثورات العربية لم تحدث لأسباب أيديولوجية، أو سياسية، بل كانت ناتجة عن سوء الأوضاع المعيشية»، محذرا من «احتمال اندلاع ثورات جديدة، ينتج عنها زيادة فى أعداد المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا إذا لم يتم مساعدة دول الشرق الأوسط على تجاوز أزماتها الاقتصادية والاجتماعية».
وأضاف: «يجب على المجتمع الدولى إدراك خطورة الوضع، ومساعدة دول المنطقة على معالجة مشاكل الفقر والبطالة وحقوق الإنسان، إضافة إلى العمل على تأمين الحدود للحد من الهجرات»، مشيرا إلى أن «الفوضى وعدم الاستقرار فى الجنوب، يؤثر على دول الشمال». وتابع المصدر المسؤول: «القضاء على داعش فى العراق ليس كافيا لتحقيق الأمن فى المنطقة، وطالما استمرت الأزمة السورية، ستظل الأراضى السورية مصنعا لتصدير الإرهابيين والمتشددين، وستكون الحرب على الإرهاب عملية طويلة الأمد»، مؤكدا دعم «ناتو» لجهود قوات التحالف فى سوريا.
من جانبه، أكد مصدر دبلوماسى غربى أهمية دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقال: «على الغرب أن يدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى لأنه قادر على تحقيق الاستقرار فى مصر، حتى وإن كان ذلك ضد توجهات بعض الدول المعترضة على حبس قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ووجود انتهاكات لحقوق الإنسان».
وأضاف المصدر أن مصر بها أكثر من 90 مليون نسمة، والعالم، وتحديدا أوروبا، لن يتحمل أزمة جديدة فى مصر، ومزيد من اللاجئين من دولة بحجمها، مشيرا إلى ضرورة دعم الجيش المصرى باعتباره مؤسسة قوية قادرة على حفظ استقرار البلاد، إضافة إلى سيطرته على جزء كبير من اقتصاد البلاد.
فى سياق متصل، أنهى مجموعة من الضباط العراقيين تدريبات على العمليات الخاصة والتخطيط العسكرى فى مركز الملك عبدالله الثانى لتدريب العمليات الخاصة بالأردن «KASOTC»، والذى يتم بدعم من حلف «ناتو»، فى إطار برنامج لدعم القدرات الدفاعية للقوات العراقية، ويستعد الخريجون للعودة إلى العراق والمشاركة فى عملية تحرير الموصل.
وقال مدير مركز «KASOTC»، العقيد الركن أحمد الكعيبر، فى كلمته لـ«الخريجين»: «أعلم أن جزءا منكم سيلتحق فور عودته للعراق بعمليات حقيقية، وأتمنى لكم السلامة والتوفيق»، فى إشارة إلى مشاركة البعض فى القوات التى ستعمل على تحرير الموصل، وأضاف أن «الأردن يدعم العراق فى جهوده لمكافحة تنظيم داعش الإرهابى، والحفاظ على أمن ووحدة وسلامة العراق، ومستعد لتدريب القوات العراقية بالتعاون مع «ناتو» أو أى دولة أخرى، أو حتى دون دعم من أحد، فهدفنا واحد وهو قهر التنظيم الإرهابى الذى لا نعرف من أين جاء».
وفى نفس الوقت، بدأت مجموعة من ضباط مكافحة القنابل بدائية الصنع بوزارة الداخلية العراقية تدريباتها بالمركز، استعدادا لعملية تطهير الموصل بعد التحرير، وقال أحد المتدربين، والذى رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، بحسم وشدة: « نحن مستعدون لتحرير الموصل، وهذا واجبنا نحو أمتنا العربية، ومستعدون للتضحية بأرواحنا فداء للشعوب العربية»، وأكد: « بإذن الله ستكون الموصل محررة قبل عودتنا للعراق لنبدأ تطهيرها من العبوات الناسفة وإعدادها للحياة من جديد».
وأشاد بدعم «ناتو» للقوات العراقية فى معركتها ضد الإرهاب، والمساعدة التى يقدمها للحكومة العراقية فى مجال التحول الديمقراطى، والذى درب أكثر من 4 آلاف عراقى، منذ بداية التعاون مع العراق عام 2004، على حد قوله، مشيرا إلى أن التدريب الذى يتلقاه بالتعاون مع «ناتو» هدفه تطهير المدن المحررة فى العراق من القنابل بدائية الصنع، والمتفجرات، التى عادة ما يتركها تنظيم داعش الإرهابى خلفه، وقال: «قدمنا آلاف الشهداء من العاملين بمكافحة القنابل بدائية الصنع».
وقال ضابط آخر مشارك بالتدريب إن «كل الفئات ستشارك فى معركة تحرير الموصل، وهناك تعاون مع بعض العناصر داخل المدينة للكشف عن الإرهابيين»، مشيرا إلى أن أكبر مشكلة تواجه القوات العراقية عند محاولة تطهير المدن المحررة هى «القناصة، والسيارات المفخخة التى يقودها انتحاريون والتى لا حل لها سوى الانفجار»، مؤكدا أن المعلومات الاستخباراتية تؤكد أن داعش قد عمل على تفخيخ الشوارع والمبانى فى الموصل استعدادا للمعركة.
وأضاف: «نحن خبراء فى التعامل مع هذه النوعية من المتفجرات، ومشاركتنا فى التدريب، هو نوع من تبادل الخبرات مع حلف شمال الأطلنطى، وتكنولوجيا التعامل مع القنابل بدائية الصنع تطورت، وأصبحنا نستخدم الرجال الآليين فى معالجة الكثير من هذه المشاكل، والعراق بلد الحضارة قادرة على قهر داعش وليدة اليوم».