« أحلامنا لسه بِكْر.. ودموعنا بتجرى نهر .... وليل طويل آهات.. وويل مش باين له فجر».. بهذه الكلمات اختتم فريق المسرح العربى بكلية سان مارك مسرحية «أحلام مؤجلة» فى أول عروضها بالثغر، أمس الأول.
وترصد المسرحية هموم ومشاكل الشباب فى الواقع، عبر «أحمد» الطموح الذى يحلم ويصطدم برغبات والده السلطوية فى وراثة مهنته التى لا يحبها.. و«سلمى» التى تعيش مع أب فى عالم آخر «مهووس» بالتكنولوجيا والفيس بوك.. والبنت «مزيكا» التى نقم والدها على إنجابها فتاة، واعتبرها «وصمة عار»، حتى إنه مات فى حادث سيارة من حزنه على عدم إنجاب الولد.. و«سالم» المقهور تحت سلطة أبيه.. ومحمد «الحريف» الذى ترك كرة القدم بضغط من أبيه، سعياً وراء شهادة، مزقها فى النهاية لعدم جدواها.
المكان هو مسرح الحياة، والزمان هو قطار العمر الذى يجرى دون إرادتهم، والأبطال هم أنفسهم، والمتحكم فى العرض مؤلف يرسم واقعهم على ورق وقصاصات جمعها من الأرض.. وأقنع بها المخرج بعد أن سيطر على تفكيره، فظهرت الصورة النهائية لحياتهم، بناء على تداولات بين مخرج ومؤلف خلف الستار.. فما لبثوا أن عادوا من استراحة «البروفة الأولى للعمر» قبل الثلاثين، حتى وزع المخرج الأدوار بطريقة «بختك يا أبو بخيت».
«القهر».. كان السمة المشتركة فى شخصية «الأب»، فهو المتحكم فى المصائر والأقدار، يأمر وطلباته مجابة، يرفض ولا بد أن يمتثل الجميع.. يختار العريس للفتاة، والمهنة للشاب، صوته مرتفع فى الغالب، تتحكم فيه زوجته أحياناً، فيمارس سلطويته على الابن أو الابنة.
«نفسى أكون أم، مشاعر الأمومة جريت وبتهرب منى».. صرخة أطلقتها «مزيكا» التى قامت بدورها «ريم سليمان»، وترد عليها «سلمى» بلسان والدتها، التى أوهمتها بأن «الفتاة اللى ما اتخطبتش أيام الجامعة تبقى فى خطر»: «فى صراعى مع الزمن هاقبل أى فرصة تيجى من أى شاب».
وفى المقابل، يتشتت الشاب، فيصطدم بأحد دعاة الدين الجدد، يحلل ويحرم وفق منطلقاته، حتى إنه يعرض عليه الزواج من فتاة عملت راقصة فى أحد الملاهى الليلية.. «أصله ثواب».. «استرها».. «دى مؤمنة توبتها على إيدك».. «لسه هتجرى ورا الحب؟.. ده حرام».. كلمات خرجت من عباءة ووهم الدين لـ «سالم» الذى فشل فى الزواج من حبيبته، ولا يعرف كيف يرضى والدها المهووس بالتكنولوجيا، أو يشبع رغبات والده السلطوية.. والنتيجة هروب من الواقع تحت حلم الهجرة «غير الشرعية»، على أمل تكوين عش الزوجية.. وينتهى مصير «سلمى» التى قامت بدور «الحبيبة» بالاغتصاب.