حالة من التقليد الأعمى للثورة المصرية تجتاح الشارع الإسرائيلى.. هكذا يرى الكثيرون ما يجرى فى تل أبيب من تظاهرات، تتصدرها شعارات «سر كمصرى» أو «تظاهر كالمصريين»، «ارحل»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، بل أطلق المتظاهرون اسم «ميدان التحرير» على أحد ميادين تل أبيب، خلال أكبر موجة احتجاجات تشهدها إسرائيل ضد غلاء المعيشة، وانعدام العدالة الاجتماعية. ويشارك الآلاف من «فلسطينيى الداخل» فى هذه المظاهرات، منهم من تواجد فى ميدان الاحتجاج، ومنهم من نصب خيام الاعتصام على مداخل القرى والمدن الفلسطينية داخل الخط الأخضر، احتجاجا على أزمة السكن، فيما يرفض عدد آخر من فلسطينيى الداخل المشاركة فى هذه المظاهرات.
من أولئك الرافضين الصحفى سامى سلطان عبدالحميد، من قضاء الناصرة، الذى قال لـ«المصرى اليوم»: «الشعب المصرى أعطى دروسا للعالم عن النضال الحقيقى. ما يحدث فى إسرائيل هو ما ألهمته ثورة 25 يناير لهذا الشعب المتعجرف، الذى طالما سخر من المصريين وساند رئيسهم المخلوع». إلا أنه قال: «رغم احتجاج الإسرائيليين على ارتفاع أسعار العقارات ورسوم الإيجار، وتردى الأوضاع الاقتصادية إلا أننا كعرب أصليين أصحاب هذه البلاد لا يمكن أن نكون جزءاً من النضال، لأنه لا يمت لنا بصلة. هذه الحكومة أمعنت بعنصريتها ضد الأقلية العربية بمساندة قطاع كبير من هؤلاء المحتجين المطالبين بعدالة اجتماعية، فقضيتنا ليست قضيتهم. لا يمكننا نسيان عقود من الإقصاء السياسى والاجتماعى والاقتصادى، فقضيتنا هى البقاء على أرض الآباء والأجداد». وتساءل: «هل يتساوى صاحب البيت مع من طرده واستوطن مكانه وبعد أن ضاق به يريد توسيعه؟!.. كيف لنا أن نشاركهم. صرختنا من أجل تغيير واقعنا المرير وضد حكومة نتنياهو العنصرية لنكشف للعالم وجهها الحقيقى وزيف ديمقراطيتهم التى يتباهون بها صباح مساء، لكل هؤلاء المحتجين نقول خذوا خيامكم عنا وانصرفوا لأن قضيتنا عادلة لا تتساوى مع قضيتكم».
فى المقابل، قال المستشار القانونى لمركز مساواة فى حيفا المحامى نضال عثمان لـ «المصرى اليوم»: «لا نتظاهر تضامنا معهم، إنما تعبيرا عن حقنا وحق الأجيال المقبلة فى السكن وامتلاك الأراضى وبناء المسكن، ونطالب بشكل واضح دائرة أراضى إسرائيل بعرض أراضى وقسائم بناء للأزواج الشابة. نشاطنا اليوم هو دعوة للجماهير العربية بشكل عام للانضمام إلى هذا الاحتجاج القطرى فهذه قضيتنا بالأساس».