x

«الناتو»: مصر دولة انتقائية في تعاونها معنا.. ومسؤول مصري: منفتحون ولكن بعقل

الثلاثاء 27-09-2016 21:17 | كتب: فتحية الدخاخني |
نائب الأمين العام لحلف الناتو ألكسندر فيرشبو نائب الأمين العام لحلف الناتو ألكسندر فيرشبو تصوير : فتحية الدخاخني

وصف حلف الناتو مصر بأنها «دولة انتقائية في تعاملها مع أنشطة الحلف»، معربا عن أمله في أن تزيد القاهرة من نشاطها وتعاملها مع الناتو، وتستغل الفرص الكثيرة المتاحة.

وقال نائب الأمين العام لحلف الناتو ألكسندر فيرشبو، ردا على سؤال لـ«المصري اليوم» حول أوجه التعاون المشتركة بين الناتو ومصر، إن «هناك شراكة طويلة المدى مع مصر، لكن مصر دولة انتقائية بعض الشيء في تعاملها مع الناتو، وأعتقد أن هناك فرص محتملة للمزيد من التعاون».

وأوضح فيرشبو، في تصريحاته ضمن جولة صحفية ينظمها حلف الناتو لمجموعة من الصحفيين الدوليين بمقر الحلف في بروكسل، إن «القاهرة تتلقى الكثير من الدعم من بعض الحلفاء الرئيسين، خاصة الولايات المتحدة، ولكننا ننشجع مصر على الاندماج أكثر والمشاركة في تدريبات الناتو وإرسال المزيد من الأشخاص إلى المدارس والجامعات العسكرية التابعة للناتو، وزيادة التعاون المتعدد الأطراف، ونأمل أن نقوم بالمزيد من التعاون مع مصر فهناك الكثير من الفرص المحتملة».

ويتعاون الناتو مع مصر في إطار برنامج الشراكة مع دول البحر المتوسط وشمال أفريقيا، والذي يضم كلا من مصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وإسرائيل والأردن، والذي بدأ عام 1991، ضمن استراتيجية جديدة للحلف تسعى لتحقيق الأمن والسلام من خلال توفير المساعدة لدول الجوار وخلق تفاهمات مشتركة، وتغيير صورة الحلف من قوة عسكرية إلى منظمة لتحقيق الأمن والسلم في العالم، ويعتبر حلف الناتو الأردن «الدولة الأنشط في إطار هذه الشراكة»، وفقا لتصريحات مصدر مسؤول بالناتو.

ويسعى حلف الناتو إلى دعم دول الجوار وزيادة الشراكات معها، وقال فيرشبو إن «حلف الناتو يواجه تحديات كبيرة أمنية منذ التغييرات التي حدثت عام ٢٠١٤ بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وظهور داعش والحرب على الإرهاب»، مشيرا إلى أن قمة وارسو الأخيرة حاولت مواجهة هذه التحديات والوضع الخطير على الأرض، وأضاف: «اتخذنا قرارات بدعم الاستقرار خارج حدودنا لأنه عندما يكون جيراننا بأمان فنحن أكثر أمنا».

ووفقا لمصدر مسؤول بحلف الناتو فإن الحلف لديه نوعين من الشراكة مع الدول العربية، الأول مع دول المتوسط، والثاني مع دول الخليج، موضحا أن هذه الشراكة تقوم على 3 محاور وهي الحوار السياسي والمشاركة في العمليات العسكرية، والجانب العملي عبر برامج التدريب المشتركة.

وأوضح المصدر لـ«المصري اليوم»، إن «مصر لم تتقدم في مجال الحوار السياسي، كما أنها لا تشارك بقوات في العمليات العسكرية للحلف، وتكتفي بالاستفادة من برامج التدريب المشتركة ومكافحة الألغام»، مشيرة إلى أن «الناتو كان ينتظر من مصر أن تأتي للمشاركة في حوار سياسي حول الوضع في سيناء، لأن الأمور هناك غير واضحة بالنسبة للناتو»، وأضافت :«نريد أن نفهم ما الذي يحدث هناك، حتى نتمكن من مساعدة مصر، نريد أن نعرف هل هذا تنظيم داعش أو تنظيم محلي أو خليط من جماعات إرهابية مختلفة».

من جانبه قال مصدر مصري مسؤول إن «مصر دولة كبيرة ودائما تختار البرامج التي تريد المشاركة فيها»، مؤكدا :«نحن منفتحون على الناتو ولكن بعقل ووفقا لاحتياجاتنا»، ومشيرا إلى أن «القاهرة تعمل مع الناتو حاليا على تطوير برنامج تدريبي للقوات المصرية على مكافحة المتفجرات والقنابل بدائية الصنع».

وردا على سؤال لـ«المصري اليوم» حول تعليق حلف الناتو على تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن السبب في مشكلة ليبيا هو مهمة حلف الناتو غير المكتملة والتي تركت البلاد عرضة للفوضى والإرهاب، قال فيرشبو: «من الواضح أنه في أعقاب في التدخل العسكري للناتو في ليبيا مع الشركاء الآخرين من المجتمع الدولي، والذي حقق هدفه الرئيسي الفوري، بمنع ذبح المدنيين وأسقط نظام القذافي، فإن المجتمع الدولي كان يجب عليه عدم التورط بشكل كبير كما حدث، وأعتقد أن هذه لم تكن مسؤولية الناتو وحده حيث كان الناتو جزءا من مجموعة من الشركاء، الذين تدخلوا بموجب قرار الأمم المتحدة».

وأضاف نائب الأمين العام لحلف الناتو: «كان على الناتو التعلم من دروس الماضي والاستماع إلى مطالب الحكومة الليبية، في ذلك الوقت والتي كانت تصر على رفض المزيد من التدخل العسكري، ووجود القوات على الأرض، والتأكيد على قدرة الليبيين على الاهتمام بأنفسهم، كدولة غنية لديها بترول»، وتابع: «من الواضح أنه كان يجب الاستجابة لهم وتقديم دعم محدود من قبل مهمة الأمم المتحدة في ليبيا».

وأشار فيرشبو إلى أنه في السنوات القليلة الأولى تم تحقيق الاستقرار، قبل أن تظهر الجماعات المسلحة والاقتتال الداخلي، مؤكدا أن التزام المجتمع الدولي وحلف الناتو ناحية ليبيا في أعقاب انتهاء الصراع كان من الممكن أن يحقق بعض الاختلاف.

لكن فيرشبو أكد أن هناك فرصة ثانية الآن أمام ليبيا لجمع الفصائل المتنازعة معا، وإن كان يرى أن الأمر صعب في وجود داعش والجماعات الأخرى، مشددا على استعداد الناتو والمجتمع الدولي لدعم المجلس الوطني الليبي، وقال:«سيكمل الناتو دوره في مساعدة ليبيا في بناء قدراتها العسكرية والدفاعية إذا طلب منه ذلك، لكن المهمة الأولى هي جمع جميع الفصائل معا تحت قيادة الحكومة الوطنية».

وفي سياق متصل أعلن حلف الناتو عن نيته إرسال طائرات الإنذار المبكر «إواكس» إلى منطقة الشرق الأوسط أكتوبر المقبل لدعم عمليات قوات التحالف العسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي، وقال ڤيرشو، إنه «فور وصول الطائرات إلى منطقة الشرق الأوسط ستبدأ عملها في المراقبة وحمع المعلومات الاستخباراتية، والتي سيتم مشاركتها مع قوات التحالف».

وأشار فيرشو إلى قوات التحالف اتفقت على إن هذه الطائرات قد تعزز من مهمتها، حيث ستزود الحلفاء بملعومات وصورة واضحة ستساعدهم في عملهم«، لكن ڤيرشو رفض الحديث عن عدد الطائرات المقرر إرسالها أو مكان إنطلاقها لأسباب أمنية، لافتا إلى أن هناك اتفاق على أن تتمركز في المنطقة.

وقال مصدر عسكري عربي في حلف الناتو لـ«المصري اليوم» إن «الناتو سيرسل ٣ طائرات»، متوقعا أن تتمركز طائرات الإيواكس في تركيا.

كان حلف الناتو قد أعلن عن نيته إرسال الإواكس إلى الشرق الأوسط عقب قمة وارسو في يوليو الماضي، لمساعدة قوات التحالف في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وقال ڤيرشو:«كان على الدول المسؤولة عن هذه الطائرات ومن يعملون عليهت أن تحصل على موافقة برلماناتها على إرسال الطائرات».

وأضاف ڤيرشو :«أعتقد أن القرار سيتخذ في الأسابيع القليلة المقبلة، وهناك اجتماع لوزراء دفاع حلف الناتو نهاية أكتوبر المقبل وأعتقد أن المهمة ستكون في طريقها للتنفيذ خلال هذا التوقيت»، مشيرا إلى أن الطائرات لن تشارك في إدارة المعركة لأن الناتو لا يشارك في عمليات قوات التحالف.

ولدى طائرات إواكس القدرة على مراقبة امجال الجوي على مسافات تتعدى ٤٠٠ كيلو مترا، كما يمكنها المساعدة في الاتصالات اللاسلكية بين القيادات العسكرية في الجو والبحر وعلى الأرض.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية