مواكب ودوريات أمنية وتجمهر أهالي وحرائق تشتعل أمام الحدائق.. هكذا بدا المشهد بقرية كفر حميد في العياط، التي شهدت، الإثنين، افتراس نمر هرب من مزرعة عمرو سعد، رجل أعمال، في حين دفن أهل الضحية أمانى محمد فضل، 12 سنة، بالصف الخامس الابتدائى، جثمانها بمدافن العائلة، وأغلقوا الأبواب على أنفسهم في حزن شديد، واستقبلوا زملاء نجلتهم من مدرسة كفر حكيم الابتدائية لتقديم واجب العزاء، حيث فقدوا زميلتهم بعد يومين فقد على مرور العام الدراسي.
أخبار متعلقة
وصلنا أمام منزل «أمانى»، ولم يستطعيا والديها الحديث لـ«المصري اليوم»، سوى بعباراتى:«حسبى الله ونعم الوكيل»، و«عاوزين القانون يأخذ مجراه».
وقال هانى محمد، عم المجنى عليها، إن ابنة أخيها جاءت من المدرسة، الإثنين،، واصطحبها والدها «عامل» إلى إحدى المزارع، التي يعمل بها، وهى تبعد مسافة 500 متر عن مزرعة رجل الأعمال عمرو عز، وخلال لهو الفتاة مع أقارنها، قام نمر متوسط الحجم بنشلها من رقبتها ومشى بها مسافة طويلة، مما تسبب في وفاتها، وقام خفراء عمدة القرية عادل إبراهيم السيد، بإطلاق الأعيرة النارية على النمر حتى قتلوه، وحيئذ وصلنا إلى قسم شرطة العياط لتحرير محضر بالواقعة، ونزل معنا إلى القرية معاون مباحث القسم للمعاينة، وكان صاحب المزرعة المتسبب عن طريق الإهمال في قتل ابنة أخىّ خارج المزرعة.
وبغضب شديد تحدث حمد فضل، عم الطفلة المجنى عليها: «هو إية ممكن يحصل الرجل صاحب المزرعة فوق القانون، أهالي القرية كلهم حرروا عشرات المحضر ضده، على مدار سنوات طويلة، كل المحاضر انقلبت ضد مقدميها على أساس أنها بلاغات كاذبة، والادعاء بأن المزرعة داخلها حيوانات برية وأليفة خلافًا للحقيقة، حيث يستورد صاحب المزرعة تلك الحيوانات ويتاجر فيها، ولدية من الحيوانات المفترسة: الأسود، والنمور، وفهود، وضباع، غير الثعابين ذات الحجم الكبير، والعقارب، وغيرهم».
وتقول أم محمد، عم الطفلة أماني، إنهم يريدون القصاص وإن القانون يأخذ مجراه، والعدالة تتحقق، لأننا فقدنا أعز ما نملك ابنتنا التي ربيناها 12 عاما، وراحت ضحية إهمال، فمزرعة الحيوانات دون أسوار أسمنتية أو حتى أشجار، مفتوحة على الطرق الرميلة مباشرة، وحتى الحيوانات تقبع داخل أقفاص حديدية هشة، ودائمَا ما تهرب الحيوانات.
وانتقلنا إلى المزرعة مزرعة رجل الأعمال، حيث حشد كبير من الأهالي الذين أحرق بعضهم بعض الأشجار، جراء غضبهم الشديد، ثم أطفأوها من جديد، وحضر عمدة القرية برفقة خفرائه المدججين بالأسلحة النارية، ومنعوا الأهالى من الوقوف أمام المزرعة مباشرة، خشية الاحتكاك بالحيوانات داخل الأقفاص، وكانت الأسود والنمور تعلو صياحها يبدو من شدة الجوع على مدار يومين، وهو ما انتبه إليه سكان القرية، ونظرًا لغياب حراس مزرعة الحيوانات، احتاروا في تدبير مأكلهم.
ووصلت إلى المزرعة مباحث قسم شرطة العياط، وقال عمدة القرية لـ«المصري اليوم»:إن مدير أمن الجيزة اتصل به وأكد له أنه عليه الوصول إلى مزرعة الحيوانات لمعاينتها، واتخاذ اللازم.
وقال الأهالى إن مزرعة رجل الأعمال عمرو سعد، شهدت هروب 3 نمور وضباع خلال الأيام الماضية، وأحد النمور هو الذي افترس الطفلة «أمانى»، مؤكدين أنهم لم يتركوا المكان حتى تغلق تلك المزرعة، طالما حرروا محاضر لسنوات طويلة ضد صاحبها دون جدوى، حتى جاءت لجنة من وزارة البيئة للمعاينة وانتهت إلى أن الحيوانات جميعها أليفة خلافًا للواقع.
ومن جانبها، أمرت نيابة العياط، تحت إشراف المستشار حاتم فاضل، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، بحبس رجل الأعمال، صاحب المزرعة، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامه بالإهمال بما تسبب في قتل الطفلة أماني، وحيازة حيوانات مفترسة بقصد الإتجار بها وفقًا لمواد قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994.
