«إذا سرق رجل ملايين من أموال الدولة فإن العقوبة لابد أن تكون قطع يديه، ولا مجال للنقاش فى ذلك فهذا كلام الله».. بهذه الكلمات أجاب الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، عن سؤال بشأن رأيه فى العقوبة المتوقعة للرئيس السابق حسنى مبارك، الذى يحاكم حالياً بتهمتى قتل المتظاهرين وتصدير الغاز لإسرائيل، مؤكداً أنه يجب «شنق» مبارك فى حال ثبوت إدانته بقتل المتظاهرين.
ونقلت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية، الاثنين، عن غزلان قوله: «قطع الرأس بالسيف سيكون أكثر تقليدية»، لافتاً إلى أن «الإخوان المسلمين» تدرك القلق فى مصر والخارج بشأن التطرف الإسلامى.
فيما وصفت الصحيفة البريطانية نفسها «الجماعة» بأنها ليست القوة الساحقة التى لا تقهر، محذرةً من إصرارها على إعدام الرئيس السابق مبارك وقطع أيادى ابنيه ـ على حد قولها. وقالت الصحيفة: «غزلان حاول تصوير الشريعة على أنها تمثل بديلاً رحيماً للنظام القضائى فى مصر، إذ قال إن اللص الذى يسرق لإطعام أسرته لا ينبغى أن تقطع يده». وأضافت الصحيفة: «موقف الجماعة يعكس مدى قوتها وأسلوبها السياسى فى المستقبل»، مشيرة إلى أن الدعوة التى أطلقتها الجماعة بشأن إنزال عقوبة قاسية ضد «مبارك» ما هى إلا المطلب الأول فى ظل قائمة من المطالب الطويلة. فيما اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الاندفاع نحو محاكمة «مبارك» بتهمة القتل يؤكد أن البلاد «غير مستعدة لإدارة مستقبلها»، وأنها تسارع نحو محاكمة ماضيها، وكأن «مبارك» هو الرجل الوحيد المسؤول عن علل البلاد كلها – حسب الصحيفة، التى أكدت أن «مبارك» يستحق المثول أمام العدالة، لكن دون أن يكون على جدول «المفاوضة السياسية».
ودعت الصحيفة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى إلى استمرار الاندماج مع الثورة المصرية «التى لم تنته بعد»، والتى تتأرجح بين «المجد والعار» كلما تزداد مشاركتها فى «التعويذة السياسية» ـ على حد وصفها.
