استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الإسرائيلي لدى أنقرة احتجاجاً على توقيع بلاده اتفاقاً مع قبرص لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في البحر المتوسط، بحسب ما أفاد مصدر رسمي الأحد.
وقال مسؤول في الوزارة لوكالة فرانس برس، إن السفير الإسرائيلي جابي ليفي، استدعي إلى الوزارة، الخميس، عشية التوقيع على هذا الاتفاق بين إسرائيل وقبرص.
ويأتي هذا الاحتجاج في وقت بدأت فين تركيا وإسرائيل اللتان كانتا حليفتين إقليميتين في السابق- مفاوضات لمحاولة إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها بعد الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية» المتجه إلى غزة في 31 مايو الماضي، وأودى بحياة تسعة أتراك.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول، أن نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، أبلغ السفير ليفي أن الاتفاق الذي وقعته بلاده مع قبرص سيكون له تداعيات سلبية على الجهود الجارية لوضع حد لتقسيم جزيرة قبرص، إلى شطرين يوناني وتركي المستمر، منذ 36 عاماً.
وأوضح أن «مثل هذه المبادرات الأحادية الجانب التي تتجاهل إرادة الشطر القبرصي التركي ستؤثر سلباً على المفاوضات الجارية للوصول إلى حل» للوضع في الجزيرة، بحسب وكالة الأناضول.
وترفض تركيا الاعتراف بجمهورية قبرص، كما أنها البلد الوحيد الذي يعترف بالجزء الشمالي من الجزيرة المعروف «بجمهورية شمال قبرص التركية».
وخلال مراسم أقيمت في نيقوسيا الجمعة، وقع وزير الخارجية القبرصي ماركوس كيبريانو، ووزير البنية التحتية الوطنية الإسرائيلي عوزي لانداو، اتفاقاً ثنائياً لتحديد منطقة اقتصادية حصرية بين البلدين في البحر الأبيض المتوسط.
ووقعت قبرص حتى الآن اتفاقين مماثلين مع مصر ولبنان في مجال التنقيب عن النفط والغاز، ينصان على تقاسم الحصص النفطية والغازية في المناطق الواقعة على الحدود البحرية لهذه البلدان.
وبعد ثلاث سنوات على البدء في أعمال التنقيب، أعلنت قبرص أنها ستطلق نداء جديداً لعمليات بحث أخرى في المناطق الـ11 المرسمة حدودها قبالة شواطئها الجنوبية.
يشار إلى أن قبرص مقسمة منذ العام 1974 بعد أن اجتاحت تركيا شمال الجزيرة في أعقاب انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف ضم الجزيرة لليونان.