x

غادة شريف يا رئيس الوزراء.. والنبي ما تزعل! غادة شريف الإثنين 26-09-2016 20:38


شوف يا حمادة، لن يذهب بك إلى الظلمات سوى لسانك هذا الذى هو أطول من كوبرى أكتوبر!.. فقد التقيت الأسبوع الماضى بالسيد رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل بمقر المجلس بناء على دعوة لطيفة تلقيتها تليفونيا من أحد الشخصيات الهامة بالمجلس.. كان سبب اللقاء مناقشة ما كتبته فى مقالة لى منذ أسبوعين وكانت بعنوان «مصر مضلمة بأهلها».. ولأننى يا حمادة فور أن أرسل المقالة للجريدة للنشر بعدها تتبخر تماما من رأسى استعدادا للبحث عن فكرة جديدة للكتابة عنها فى المقالة التالية، فقد سألت محدثى بمنتهى العباطة: «ليه هو أنا كتبت إيه؟ أصل أنا بافرقع البمبة وأجرى».. فأجابنى «لما تيجى».. لذلك قبل الموعد عدت لقراءة المقالة من باب التذكرة.. ويا خبر اسود على اللى لقيته يا حمادة!.

وجدت أننى ذكرت أبوالنوم فى حديثى عن السيد رئيس مجلس الوزراء!.. فتنحت!.. ثم أخذت أقترب من شاشة الكمبيوتر وأبتعد لربما أكون مخطئة فى القراءة، فوجدت الجملة كما هى ثابتة وموجودة تخزق عين الأعور الحزين!.. قعدت أفكر.. طب دى فيها كام سنة دى يا حمادة؟.. ثم تطرقت لبقية المقالة فوجدتنى «لوِشت» يمينا ويسارا فى الوزراء الكل كليلة بأن منهم من هو فاشل أو عاجز أو خايب الرجا!.. يا لهوى!!.. إنت بتجيب الألفاظ دى منين يا حمادة؟.. المهم، أننى توكلت على الله وتوجهت لمبنى رئاسة الوزراء، أنا برضه لا أخاف المواجهات، لكنى ما إن دخلت المبنى درت بعينى فى أرجاء المكان بحثا عن «زخنيق» يليق بالاختباء فيه عندما يبدأون الضرب!.. للأسف لم أجد مكانا يصلح.. الكنب لازق فى الحوائط فاستحالة تستخبى خلفه.. ألقيت نظرة على المنضدة، فوجدتها غير مرتفعة بالقدر الكافى وغالبا لو استخبيت تحتها ركبى هتطقطق يا حمادة والمنطقة كلها هتعرف إن أنا تحتها!.. فلم أجد سوى أن أردد فى سرى «فأغشيناهم فهم لا يبصرون» يمكن ربنا يكرمنى وحد فينا يختفى، إما أنا أو هم!.

على عكس توقعاتى كان الاستقبال بترحاب شديد وبدأ الحديث لتوضيح بعض النقاط فى الشأن العام، وللأسف أن الكثير من الكلام لم آخذ السماح بنشره لكنهم حدثونى فيه علشان يوسعوا مخى التخين!.. شعرت بمدى الصعوبة التى يواجهونها ليس فقط أمام المشاكل التى نعلمها كثيرا بل أيضا التحديات التى تصاحب تلك المشاكل سواء فيمن يحاولون إثارة الرأى العام أو من يتربصون للأخطاء لذلك فآخر ما ينقصهم هو مهاجمة الإعلام!.. شعرت أننى أمام مجموعة عمل بخمسمائة عين وأذن ويد لأنهم يتحركون فى عدة اتجاهات فى وقت واحد.. نحن بالفعل فى أسوأ وقت مر على مصر.. ليست المشكلة فى النوايا أو الهمم بقدر ما هى فى التحديات ومفرخة الأزمات.. المشكلة الأكيدة التى مازالت تواجههم هى إيجاد الكوادر التى تصلح للعمل الوزارى.. استعرضنا بعض الأسماء وبالفعل منهم من تجد فى سيرته الذاتية ما هو لامع وبراق لكنه يفتقد بشدة الحنكة السياسية.. تلك الحنكة التى تسبب فقدانها فى العديد من الأزمات مؤخرا على يد بعض الوزراء.. الشكوى شديدة من عدم وجود أحزاب حقيقية تكون هى المنبع الموثوق فيه للكوادر السياسية التنفيذية، وكان تعليقى أننا حتى عندما استعنا ببعض تلك الشخصيات الحزبية فى حكومة الببلاوى لم تقدم لنا أداء متميزا سواء على المستوى التنفيذى أو السياسى.. جاء فى ذهنى أثناء اللقاء أكثر من شخصية تنفيذية قد تصلح لمناصب وزارية لكنى لا أستطيع أن أثق فى حنكتها السياسية، هذا ما دعانى للإشارة لما أعلنت عنه الرئاسة قبل أسابيع عن قرب تدشين برنامج رئاسى محاكى لبرنامج تأهيل الشباب للقيادة لكنه سيكون مخصصا للتأهيل للمناصب العليا فى الدولة.. أزمة إرجوت القمح الأخيرة ما كانت لتحدث لو كان لدينا وزير زراعة محنك سياسيا ولولا أن تدارك رئيس الوزراء الأمر لتفاقمت الأزمة وطرطشت على الكل!.. رئيس الوزراء شخص طيب جدا وراقى جدا.. فى بداية لقائى به قلتله «والنبى ما تزعل» فوجدته متسامحا ونزلت يا حمادة فلم أجده أمرهم يفرغوا كاوتش العربية ولا سلط عيل يفك المرايات الجانبية، يعنى راجل ذوق ذوق جدا يا حمادة.. لكن تبقى لديه تلك المشكلة العويصة، أين يجد كوادر تصلح للعمل معه بكفاءة مهنية وذكاء سياسى وتجرد من الحسابات الشخصية يدفعون بالحكومة للأمام دون تلك المشاكل؟.. هل فى سلقط، هل فى ملقط؟.. تلك هى المشكلة!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية